لا صوت يعلو هذه الفترة على صوت النصر، في كل مكان تجد الحديث عن النصر وله، الحديث عن النصر لم يعد مقتصراً على الوسط الرياضي فحسب بل على المجتمع بأكمله، فضلاً عن بعض الشركات التي استغلت هذا الأمر (النصراوي) على بعض منتجاتها.
ـ النصر خلال هذه الفترة (مالي الدنيا وشاغل الناس)، لأنه قدم موسما استثنائيا بكل المقاييس، ولأنه أعاد للكرة السعودية روحها التي فقدتها منذ سنوات، وأعاد للمدرجات وهجها الغائب بغياب النصر عن البطولات.
ـ الكل داخل السعودية وخارجها شعر أن هذا الموسم الرياضي مختلف، وأن ردود الأفعال مختلفة، وأن هناك فارسا كبيرا عاد ليمتطي صهوة جواد المنافسات والبطولات، فالكبار وحدهم من يحدثون ضجيجا عند ابتعادهم وضجيجا عند عودتهم.
ـ النصر الآن قسم الناس إلى قسمين، قسم معه يتغنى ويتغزل به وهذا القسم السوي والطبيعي والذي يفرح لفرح الناس ويزعل لزعلهم، وقسم ضده يشكك ويحاول أن يعكر صفو هذه العودة القوية للنصر، طبعاً القسم الكاره هذا أعتبره مثل ذلك المريض الذي يتألم حينما يرى أحدا يفرح، لأنه محمل بكم كبير من العقد المتراكمة وبالتالي تغيظه نغمة الفرح.
ـ لا نملك لهؤلاء إلاّ الدعاء لهم بالشفاء العاجل، وأن يتخلصوا مع هذه العقدة، وأن يباركوا ويشاركوا في الفرح بدلاً من محاولات التشويه والتشكيك غير المجدية، وأن يتعلموا الفروسية التي من أهم مبادئه أن لا تطعن خصمك من ظهره بعد أن عجزت عن ملاقاته وجهاً لوجه.
ـ النصر عاد لأحبابه وعشاقه، والنصر عاد ليعيد وهج الكرة السعودية من جديد، والنصر عاد لينثر حكايات الفرح والبهجة، والنصر عاد ليخبرنا أن الكرة لازالت تنبض ولازالت تتنفس لما لا والنصر هو رئة الكرة السعودية.. ولا عزاء للكارهين.
ـ نسيت أن أخبركم، قليل هم من يمتلكون فروسية المنافسة داخل الميدان، لذلك هم في أرض المعركة جبناء، وخارج أرض المعركة شجعان عبر منابرهم الإعلامية.. وسلامتكم.
مقال للكاتب محمد شنوان العنزي – الرياضي