كان عاماً واحداً فقط كافياً للمدرب الأسباني خوان رومان لوبيز كارو من أجل إعادة الأخضر إلى الطريق الصحيح بعدما تراجعت في التصنيف العالمي للفيفا إلى أسوأ مركز بتاريخها منذ إنشاء التصنيف خلال ديسمبر/كانون الأول 2012 بعد الحلول في المركز 126 عالمياً.
فمنذ استلامه تدريب “الأخضر” السعودي بديلاً للمدرب الهولندي فرانك ريكارد، نجح المدرب ذو الخمسون عاماً في تحقيق إنتصارات متتالية كانت كفيلة بصعود الأخضر سلم التصنيف العالمي بشكل صاروخي وخصوصاً في شهر يناير/كانون الثاني الحالي حيث كانت الأخضر أفضل المتقدمين في التصنيف بعدما ارتقت 14 مركزاً إثر الحصول على 96 نقطة لتصبح في المركز 73 عالمياً والثامن على صعيد القارة الصفراء.
وقال كارو بعد استلامه تدريب المنتخب في يناير/كانون الثاني 2013 “يجب أن ننسى الفترة الماضية وأن نتطلع للمرحلة المقبلة من أجل إعادة التوهج الذي كانت عليه الكرة الأخضر ،” مضيفاً “يجب أن يكون هناك تخطيط بشكل منظم ومدروس من أجل تحقيق طموحنا وهو إسعاد الشارع السعودي من خلال تحقيق الإنجازات والبطولات.”
ويعود الفضل في الإرتقاء الكبير للمنتخب السعودي في التصنيف العالمي خلال الأشهر الإثني العشر الأخيرة إلى النتائج اللافتة التي حققها في تصفيات كأس آسيا 2015 والتي ضمن على إثرها صدارة المجموعة الثالثة التي تضم أيضاً الصين والعراق وإندونيسيا حيث تأهل المنتخب السعودي من المجموعة إلى النهائيات التي ستقام العام المقبل في أستراليا قبل جولتين من نهاية التصفيات.
وكان المنتخب السعودي قد بدأ مشواره في التصفيات القارية بالفوز على الصين بنتيجة 2-1 في أول اختبار لكارو قبل أن يتبع هذا الفوز بانتصار على إندونيسيا بنفس النتيجة وفوزين على العراق (2-0 و2-1) ليضمن تأهله مبكراً إلى العرس القاري العام المقبل.
وأبدى كارو سعادته الكبيرة بعد التأهل إلى أستراليا 2015 حيث قال “أشعر بسعادة بالغة لأننا نجحنا في إسعاد الجماهير التي ساندتنا بأعداد غفيرة خلال التصفيات. لقد تطور مستوى كرة القدم السعودي كثيراً ولكن يجب علينا القيام بالكثير من الأمور لتحسين الكثير من الجوانب أيضاً.”
مزيج الخبرة والشباب
لعب المنتخب السعودي حتى الآن تحت قيادة كارو سبع مباريات كانت خمس منها ضمن تصفيات كأس آسيا، حيث فاز في أربع مباريات وتعادل في واحدة كانت أمام الصين (0-0) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بينما خسر مباراتين وديتين أمام نيوزيلندا (1-0) وترينيداد وتوباجو (3-1) في بطولة ودية استضافها على أرضه في سبتمبر/أيلول الماضي.
وسيكون الإختبار الرسمي المقبل للمنتخب السعودي عندما يستضيف إندونيسيا في المباراة الأخيرة لتصفيات كأس آسيا 2015 في مارس/آذار المقبل حيث يأمل المدرب الأسباني أن ينهي فريقه التصفيات بدون أي خسارة من أجل الإرتقاء أكثر فأكثر في التصنيف العالمي الذي حققت فيه السعودية أفضل مركز قبل عقد تقريباً وتحديداً في يوليو/تموز 2004 عندما وصلت إلى المركز 21 عالمياً.
وحول هذا الأمر اعتبر كارو أن “الكرة السعودية قادرة على العودة إلى وضعها الطبيعي ولكن يجب علينا أن نعمل أكثر فأكثر خلال المرحلة المقبلة. المنتخب السعودي يملك جميع مقومات النجاح ونأمل أن يعيد مستواه المعروف كمنافس على البطولات التي يشارك فيها.”
اعتمد كارو في التصفيات القارية على مزيج من لاعبي الخبرة وعنصر الشباب، فقد ارتكزت تشكيلة المنتخب السعودي على خماسي الخبرة المؤلف من الحارس وليد عبدالله والمدافع منصور الحربي إلى جانب أعمدة خط الوسط المكون من قائد الفريق سعود كريري وتيسير الجاسم والمهاجم ناصر الشمراني فيما كان يحيى الشهري (22 عاماً) وفهد المولد (19 عاماً) من بين الوجوه الشابة التي تألقت في التصفيات.
وقد أشاد المدرب السابق لريال مدريد وليفانتي وراسينج سانتاندير وسيلتا فيجو ومنتخب أسبانيا تحت 21 سنة بلاعبيه حيث قال “انضباط اللاعبين والرغبة في تحسين الأداء كانا السبب في النتائج التي حققها المنتخب في الفترة الماضية والتي تحسن بسببها ترتيبه في التصنيف العالمي.”
وبالتأكيد فإن كارو يمني النفس بأن يواصل المنتخب السعودي انتصاراته بالإضافة إلى حصده للألقاب، حيث ستكون كأس الخليج 2014 التي يستضيفها على أرضه نهاية العام الجاري فرصة من أجل التحضير بشكل جيد للمنافسة على لقب كأس آسيا الغائب عن خزائنه منذ عام 1996.