إنضم السائق السعودي محمد جاوا الى فريق “دراغون رايسينغ” الذي يتخذ من دبي مقراً له للمشاركة في سباق 24 ساعة في دبي، وليقود السيارة الجديدة لعام 2014 من طراز “فيراري 458 إيطاليا جي،تي3”. وتشارك هذا السائق مقود السيارة مع كل من الكويتي خالد المضاف، وجوردان غروغر الذي يقيم في دبي، جنباً إلى جنب مع فريد فاتيين.
سباق 24 ساعة في دبي شكل النسخة التاسعة من هذا الحدث السنوي، وهو يُعتبر أحد أهم وأكثر السباقات المرموقة مع أكبر عدد من المشاركين حيث وصل الى 80 فريقاً وأكثر من 350 سائقاً هذا العام. ونذكر أن جاوا شارك للمرة الأولى في هذا الحدث الذي إمتد لفترة 24 ساعة، وللمرة الأولى أيضاً مع فيراري.
صاحب السمو الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم لوح بعلم الإمارات في تمام الساعة 2,00 من مساء يوم الجمعة على حلبة دبي أوتودروم إيذاناً منه بإنطلاق السباق، بعد فترة وجيزة من وقوف الجميع دقيقة صمت على روح الفائزين السابقين على غرار شون إدواردز وآلن سيمونسن. كما قام فريق محمد بلفتة خاصة على سيارته من أجل تكريم مايكل شوماخر نجم الفورمولا واحد، والذي يرقد في المستشفى في غيبوبة إصطناعية بعد إصابة قوية تعرض لها على رأسه وهو يمارس رياضة التزلج.
وخلال سباق إمتد لفترة 24 ساعة بدون توقف، إجتازت سيارة فريق “دراغون رايسينغ” التي تحمل الرقم 888، بنجاح تام 586 لفة ودارت حول حلبة دبي أوتودروم، وقامت بما مجموعه 19 توقفاً في المنصات بوقت قدره 1,15 ساعة من أجل أن تتوجه الى خط النهاية بصفة الفائز. وهذا ما يساوي أقل بقليل من 4 دقائق في كل توقف من أجل تبديل السائقين، الإطارات والتزود بالوقود. لذا إعتبر “دراغون رايسينغ” ثاني أسرع فريق في المنصات، بفارق 3 ثوانٍ فقط عن الفريق الفائز في الترتيب العام النهائي “ستادلر موتورسبورت”.
محمد جاوا علّق بعد السباق قائلاً: “لقد كانت تجربة لا تُصدق بالنسبة لي، وما زلت في حالة صدمة”، وتابع قائلاً: “نحن لم نخطط للفوز بلقب فئتنا، فنحن فريق جديد مع سيارة جديدة، ولم يسبق لنا أن تسابقنا كفريق من قبل، كما أنها أول مشاركة لي على الإطلاق في سباق يمتد لفترة 24 ساعة، لذا مع كل هذه الصعاب كنا فقط نهدف لإنهاء السباق بشكل “نظيف” وعدم التعرض لأي حوادث. لذلك يمكنك أن تتخيل المفاجأة التي شعرنا بها عندما عندما حققنا الفوز في فئة الـ “برو ـ آم” وعندما حللنا في المركز السابع في الترتيب العام النهائي. لقد تنافسنا ضد بعض أهم السائقين العالميين وفرق مصنعية محترفة، لذا علينا أن نكون عقلايين بشأن أهدافنا”.
وتابع جاوا حديثه بحماس كبير ليقول: “حتى لحظة المشاركة في هذا السباق، لا يمكن أن تحضّر ذهنك لما يمكن أن تتوقعه، فكل شيء يجب أن يأتي مع بعضه البعض وبسلاسة، ونحن نعمل مع محترفين في الفريق بأكمله، والجميع يعمل مع تضافر الجهود من أجل تحقيق ذلك. لقد تبدلت الإستراتيجية مرات قليلة خلال الليل وكنا نسير بسرعة وبشكل تام خلف في السيارة، وكانت القيادة مدهشة ورائعة. لقد تحقق حلمي من ناحية التسابق مع فيراري والفوز”.
وأضاف السائق السعودي قائلاً: “القيادة ليلاً كانت الأكثر تحدياً في البداية، خصوصاً أن هناك العديد من فئات مختلفة من السيارات مع سرعات عالية مختلفة، لذلك فإن الإغلاق على تلك السيارات عند زوايا المنعطفات في الليل كان مرهقاً ومحطماً للأعصاب قليلاً، ولكن بعد فترة من الوقت تعتاد على رؤية السيارات ذاتها وتتعلم كيف تُراقبها وتبقى بعيداً عن المشاكل”.
ولم يتردد محمد ليقول: “أسابق منذ عامين فقط، ولو لا التدخل المبكر لمدربي ومعلمي مايكل فيرغيرز، الذي رأى مواهب قيادية خام في داخلي، لما كنت هنا الآن، وأنا مدين له بهذا الفوز. فهو منحني الثقة لمواصلة حلمي وساعدني على التدرب ذهنياً وجسدياً لهذا الحدث. لقد كان سباقاً صعباً وقمت بالكثير من التضحيات من ناحية الوقت مع أسرتي ومن الناحية المادية، وفي بعض الأحيان كافحت، ولكن بعد فقداني الكثير من الوزن وبدعم من أسرتي وأصدقائي أشاهد اليوم النتائج الإيجابية لما مررت به”.
وتابع قائلاً: “أود أن أشكر أيضاً الشعب السعودي الذي آمن بي، و صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن بندر الفيصل، رئيس الإتحاد العربي السعودي لرياضة السيارات، لأنه لو لم يكن هناك حلبة الريم الدولية في الرياض في بلدي، لما أتيحت لي الفرصة لمحاولة تجربة هذه الرياضة. أنا فخور جداً لكي أكون سعودي آخر يصعد الى منصة التتويج ضمن إحدى الفئات في عالم سباقات رياضة السيارات. لدينا الكثير من المواهب كبلد، وهذا ما يُبقيني قوياً”.
وختم محمد قائلاً: “أريد أن أساعد في دعم الأطفال الصغار في بلدي للتمتع بهذه الرياضة، وسوف أفعل أي شيء وما بوسعي لمساعدتهم إذا كانوا يواجهون أي صعوبات. إنظر إليّ، فإذا كنت أستطيع أن أفعل ذلك، فبإمكانهم فعل ذلك أيضاً”.
ولا يعتبر محمد جاوا غريباً عن فيراري كونها تسري في دمائه منذ الصغر، فهو من محبي تجميع السيارات، وعضو مقرّب من مجتمع فيراري في الشرق الأوسط.
ونجح محمد في إكمال ما مجموعه حوالى 6 ساعات، بما في ذلك مهمة قيادية مزدوجة بقي خلالها على الحلبة لفترة 1,40 ساعة مع الإقتراب من نهاية السباق من أجل تعزيز إستراتيجية الفوز. وقد نجح محمد وفريقه في الدوران حول الحلبة مع لفات سريعة ومستقرة في حوالى 2,5 دقيقتين، وهو أسرع توقيت سجلته سيارة ضمن فئة الـ “برو ـ آم”، وإعتبر هذا الأمر إستراتيجية محددة وحاسمة للفوز بلقب الفئة. غير أن السيارات المشاركة في فئة الـ “برو” (المحترفين) كانت غير مقيدة وسُمح لها بالتسابق بأسرع ما يمكن، وعلى الأقل 5 ثوانٍ أسرع في اللفة.
وبعد نهاية السباق تحدث محمد والمشاعر تجتاحه قائلاً: “أريد أن أشكر زملائي السائقين والطاقم بأكمله في فريق “دراغون رايسينغ” الذين جعلوا كل ذلك ممكناً، وفريقي الإداري الذي عملت معه بجد خلال السنوات الماضية لتحقيق هذا الهدف. إنه جهد فريق وبدونه أو بدون دعم شبكة الأصدقاء والعائلة لما كان من الممكن تحقيق هذه الأهداف، لذلك شكراً لكم جميعاً”.
ويضع محمد جاوا حالياً بحزم نصب عينيه هدف المشاركة في سباق جديد للتحمل في أوروبا، وهو يتطلع بشوق للمشاركة مرة جديدة في سباق 24 ساعة في دبي العام المقبل.