يا صحافة يسلم عليكم فودة

بالأمس جاءت كل أخطاء الحكم فهد المرداسي لصالح نجران و ضد النصر، و رغم أنها كانت كوارثية إلا أن النصر فاز بإصرار لاعبيه و روحهم العالية. لا أقول بأن الحكم تعمد ظلم النصر و لكن أقول بأن تقديراته الخاطئة جاءت لمصلحة فريق نجران و هذا طبيعي و جزء من اللعبة. غير الطبيعي هو ردة الفعل من قبل غالبية الإعلاميين لدينا و خصوصا الصحف ضد الحكم مرعي العواجي في مباراة كانت طبيعية. الأغرب هو تغير رأيهم في المحللين عبدالرحمن الزيد و محمد فوده بعد كل مباراة للنصر و حسب ما يصفانه هذين المحللين بحق النصر!!. بالأمس جاءت الحلقة السادسة في مسلسل انتصار الفودة لفريق النصر و أكد الفودة أن النصر خسر ست نقاط بسبب أخطاء تحكيمية و انتزع تسعاً كاملة رغم أنف تلك الأخطاء. و كل ذلك لا يستحق النقل أو التعليق – بل ربما يأتي من قبيل تخريفات الفودة التي يشطح بها بعد تقدم العمر في نظرهم – . لكن ما يستحق النقل هو ما قاله المحلل التحكيمي الكبير و الذي يستحق أن نستمع لرأيه ” محمد الفودة ” بعد مباراة النصر و الشباب!!. نعم لقد قال بأن الأخطاء التحكيمية قد سلبت الشباب فوزاً مستحقا على النصر. و هذا ما جعلهم يروجون بأن أخطاء مرعي تلك لم تحدث في التاريخ، وجعلوا يطالبون برأس مرعي و يدخلون في ذمته و يتحدثون عن منح بطولة الدوري للنصر!!! – سبحان الله، بطولة من ستة و عشرين مباراة تجيّر لفريق بعد مباراة واحدة حصل بها أخطاء تحكيمية، بينما عشرات الكؤوس التي (فيها نظر) مستحقة لفريقهم المفضل، و التي جاء بعضها من بطولة ذات أربع مباريات و مباراتين و إحداها كانت من مباراة واحدة!!!.
بالأمس أكد محمد فودة وجود ضربتي جزاء للنصر لم تحتسبا، علاوة على الهدف الصحيح و الذي تم إلغاؤه للنصر. و هذا أكبر بكثير مما حصل للشباب أمام النصر و لكن النصر فاز. و صدقوني لو خسر النصر لتحدثوا عن نجاح المرداسي و حجج النصراويين الواهية!!!.
ننتظر رأي الزيد في ضربتي جزاء النصر و الهدف الملغي، و أنا متأكد بأنه سيقرّ بهما و سيذهب رأيه أدراج الرياح كما حصل في مباريات النصر أمام الاتفاق و العروبة و الأهلي، و السبب الوحيد هو أن النصر هو المظلوم. بقي أن أذكر أولئك بما قالوه عن الفودة وا لزيد بعد مباراة النصر و الشباب، ما قالوه تحديدا عن خبرتهما و حياديتهما و أنهما موضع ثقة.
على فكرة:
– في مباراة النصر مع التعاون غطت جماهير النصر جنبات الملعب، حتى خلف المرميين رأينا بضعة آلاف يجلسون في المنطقة الأقل حظا و غير المرغوبة في ملاعب كرة القدم. و لكن قامت الرابطة بإعلان رقم لا يصدقه عقل و الأدهى و الأكثر غرابة أنهم وصفوه بالتقديري، و لو لم يقولوا تلك الكلمة – كما في السابق – لربما صدقهم البعض.
– الرقم جاء مقاربا لما أعلن عنه في مباراة الهلال التي تليها و لكن ضعيف النظر كان يرى الفرق جليّا بين المدرجين.
– اعترضوا على تكليف الحكم خليل جلال بإدارة مباراتهم مع العروبة رغم علمهم بأنه لا يحق لأي فريق أن يطالب بإبعاد حكم عن مبارياته، و الدليل أن النصر سبق له أن طالب بإبعاد حكام ذوو مواقف سلبية أمامه و لم يتم إبعادهم و آخرهم العمري. و الذي أخرج النصر خاسرا في العام الماضي في أكثر من ثلاث مباريات – منها مباراتين أمام التعاون في الدورين الأول و الثاني – و لا ننسى احتكاكه الغريب بالمحور مارسير و الذي اعتقدنا بأنه احتكاك غير مقصود حتى خرج لنا العمري بتصريحه الغريب و الذي اتهم اللاعب بأنه قد ضرب بوجهه و صدره ذراع العمري!!! ثم تحدث عن أنه قد عفى عن اللاعب بمزاجه!!!.
حقيقة لم أشاهد من المباراة سوى آخر أربع دقائق و لم أشاهد التحليل أو الأهداف، أتمنى أن يكون الحكم الخبير لم يتأثر بالحملات و أعطى كل ذي حق حقه. يؤخذ عليه تمديده للوقت الإضافي حتى تسجيل الهلال لهدفه في الدقيقة الرابعة رغم إعلانه لثلاث دقائق فقط. و هذا قانوني في كرة القدم و لكن قد يدل على أن الحكم تأثر شيئا ما بما شنوه عليه. (للمعلومية رغم أنه يحق للحكم تمديد الوقت الذي احتسبه و أعلنه إلا الصحف تهاجم فقط الحكم فقط عندما يسجل النصر هدفا في تلك الفترة. أما لو سجل هدف للهلال أو غيره أو سجل هدف على النصر يتم سرد تلك الفقرة و إثبات صحتها!!! عجبي.
– عماد الحوسني كلاعب هداف لا يختلف عليه اثنان، لكن لا يمكن أن يستفيد منه فريق كالنصر لعدة أسباب، أولها تكرار الإصابات و ثانيها أنه لاعب يعرف مستواه جيدا فيحصر مجهودة في آخر ثلاث مباريات من الموسم ليجدد أو يتلقى عرضا أفضل. و ثالثها أن النصر يحتاج هدافاً ذو مستوى ثابت و خرافي مثل تورينيو و كينيدي سابقا، أما غير ذلك فالأحق بالخانة هم محمد السهلاوي و حسن الراهب و التون براندوا.
– في حكاية الأمير ممدوح و الاعتذار سأختصر رأيي بعدة نقاط سريعة: الأولى أن الأمير ممدوح قد أخطأ بحق اللاعبين و يستحق ما صدر بحقه، والثانية أن النصر يحتاج في الوقت الحالي للهدوء و ينبغي من أعضاء الشرف إما العودة بدعم مالي أو الابتعاد عن التشويش على الفريق. و الثالثة: أن الأمير قد اعتذر فعلا في إمارة الرياض – أيا كانت العبارات التي دارت بينهم – و لكنه يحاول عبثا اللف و الدوران و هذا كان واضحاً. كل هذا في رأيي لا يستحق أن يطرح هنا لكن السؤال الأهم و الذي ينبغي أن يطرح: بعد أن سمح الاتحاد السعودي للهلال بالاتجاه لإمارة الرياض لأخذ حق لاعبيه و منع عبدالغني و غيره من إخراج قضاياهم خارج المنظومة الرياضية من محاكم و غيرها – بل إن حسين عبدالغني تلقى تهديدا بعدم الذهاب للمحكمة لأن الموضوع بين رياضيين مع إن ما طال شرفه من طعن يفوق بكثير ما تعرض له اللاعبان سالم الدوسري و نواف العابد – و بعد أن تحدث البعض بأن السماح للهلال باللجوء لإمارة الرياض كان بسبب أن الأمير ممدوح عضو غير فعال و لا يرتبط حاليا بنادي النصر، كيف نفسر عقوبته من لجنة الانضباط بدفع أربعين ألف ريال!!!!!.
– هذا ما يطلق عليه تسليك لبعض الأمور التي يعطى فيها الدلال لبعض الأندية دون أخرى – .
– هذا رئيس تحرير القسم الرياضي بإحدى الصحيفتين يتهم في تويتر النجم الخلوق شايع شراحيلي بتعاطي المنشطات و لكن بطريقة احترافية في الكذب و التلفيق قلما يتقنها غيره هو و منسوبي قسمه، و بطريقة لا يمكن أن تجد عليه ممسكاً قانونياً!!. على الأمير ممدوح أن يتعلم من هؤلاء أو يترك هذا الكار لهم، فهم أساتذة الكذب و التلفيق و التزوير دون منازع.
– كل ذي عقل يتفق على أفضلية المدرب كارينيو بالنسبة للمدربين في الدوري، و ربما يشاطره مدربا الاتفاق و الشعلة و الذين تشفع لهما النتائج و النقلة الفنية الواضحة في أداء فريقيهما. و لكن الصحف لازالت تكيل المديح و الثناء لمدربهم المبتدئ، و هذا مما يسعد النصراويين حيث يتمنون تجديد الثقة فيه حتى منتصف الدور الثاني ليضمنوا الدوري. في الأسابيع الأخيرة كان النصراويون يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من إحضار الهلال لمدرب عالمي يستطيع استثمار إمكانات بعض اللاعبين المميزين في الفريق.
– رغم قلة الأهداف التي ولجت المرمى النصراوي إلا أنها كانت كلها على طريقة (مالها داعي)، يصل بعضها لدرجة السخف. و هذا ما لم يقم بتعديله المدرب القدير كارينيو رغم العمل الكبير الذي قام به خصوصا في الجانب الدفاعي. معظم الأهداف جاءت بعد توقف المدافع الكبير محمد حسين بسبب الإصابة. الجماهير النصراوية تتمنى عودته سريعا كصمام أمان.
– هل يبحث النصر عن ظهير أيمن بعد ظهور كامل المر بتلك الصورة الهزيلة؟ و هل تعطى الفرصة لإبراهيم الزبيدي في الظهير الأيسر أم يبقى الوضع كما هو عليه و تستمر الثغرتين في النصر. للمعلومية فقد قرر مدرب النصر اللعب بالصف الثاني في مباراته في كأس ولي العهد و لكن جاء حسين عبدالغني – لعب ثلاث مباريات في سبعة أيام – و لا أعلم عن سبب تغييب ابراهيم الزبيدي عن المشاركة رغم أنه قدم مستوى طيبا في وقت سابق!.
– النصر يحتاج لظهير أيمن بشكل عاجل، أما متوسط الدفاع فينبغي إعادة النظر في إشراك عيد أساسياً خصوصا بعد ظهور جمعان بمستوى و ثقة جيدين. أما على صعيد اللاعبين الأجانب، فما لم يتم إحضار لاعب وسط مميز و ذو مستوى خرافي يجيد تنفيذ الكرات الثابتة، و مهاجم هداف من أنصاف الفرص فينبغي توفير المبلغ و الاحتفاظ بانسجام الفريق. خصوصا أن رحيل باستوس كان سببا في إعطاء الفرصة لعطيف و ظهر بمستوى ممتاز جعله يركن يحيى و نور على الدكة. و هذا ما عجز عنه باستوس في الفترة التي قضاها مع الفريق.
– لازال النصر يتقدم بمستواه المتميز و الثابت تقريبا و بذكاء مدربه و روح عناصره و دعم جماهيره اللامحدود علاوة على دكته الزاخرة بالنجوم، و لازال الهلال يلاحقه بضربة حظ أو غلطة حكم أو كليهما. و بالمناسبة: حتى أخطاء الحكام لا اعتبرها متعمدة، هي جزء من لعبة كرة القدم و لكنها تأتي أكثر في صالح الفريق المحظوظ.
ترى من سيحقق الدوري في النهاية، النصر بمستواه و مدربه و جماهيره أم الهلال بحظه و جوقته الإعلامي؟. الفريق الذي اتفق على أفضليته كل من تابع الدوري داخليا و حتى خارجياً، أم الفريق الذي لازالت جماهيره تطالب بتغيير خط الدفاع و الحراسة و إعادة النظر في المدرب، و حتى الإعلاميين لازالوا يلومون الإدارة على جلب مدرب مبتدئ؟ ننتظر و نرى.

دمتم بخير ،،،

17