المسافة حتى الفندق تبلغ بالكاد 600 متر، يقطعها البرتغاليون يومياً وسط المزحات والبسمات.
لكن يوماً بعد يوم لا يتغير اسم أول من يصل إلى ملعب التدريبات: كريستيانو رونالدو.
ودائماً ما كان منتظراً من الهداف (27 سنة) قائد المنتخب البرتغالي، شيء أكبر، وهو لا يشعر بالضيق إزاء هذه الضغوط.
على العكس تماماً، يرغب كريستيانو رونالدو في أن يكون متصدر ترتيب الهدافين في أي بطولة، سواء كان يلعب مع ريال مدريد في دوري الأبطال أم مع البرتغال في كأس الأمم الأوروبية 2012.
وقال قبل أيام في مدينة أوبالينيكا البولندية، مقر المعسكر البرتغالي على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع ألمانيا “لدينا فريق يتمتع بالقوة الكافية للفوز بلقب كبير… أود أن أكون دائما الأفضل.”
والشيء الوحيد الذي ينقص كريستيانو في مشواره هو لقب مع المنتخب البرتغالي، وفوز قاري أو بكأس العالم هو الشيء الوحيد الذي قد يحوله من لاعب استثنائي إلى أسطورة.
لكن فيما يتعلق بالبرتغالي هناك المزيد؛ فهو أحد أغلى اللاعبين في العالم، وخلال الأعوام الماضية فاز بكأس العالم للأندية FIFA وبدوري أبطال أوروبا وبالكرة الذهبية.
وفي جزيرة ماديرا، مسقط رأسه، هناك استاد يحمل اسمه.
لكن رغم كل تلك النجاحات والأهداف الرائعة، لا يزال ينظر إليه على أنه “اللاعب الثاني” خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي.
ولو فاز بلقب مع البرتغال، سيصنع كريستيانو شيئاً لا يزال ميسي غير قادر على تحقيقه بعد، إذا ما نحينا ذهبية الأرجنتيني الأولمبية مع منتخب بلاده خلال دورة بكين 2008.
ويرى الفضوليون الذين يقتربون من تدريب المنتخب البرتغالي في أوبالينيكا في كريستيانو صورة تختلف تماماً عما يشتهر عنه.
فالبرتغالي دائماً ما يوصم بالأنانية، لكن لا يمر يوم دون أن يشيد المدير الفني للبرتغال باولو بينتو بسلوك نجمه قبل أولى مباريات الفريق السبت أمام ألمانيا بمدينة لفيف الأوكرانية.
ويؤكد بينتو “من السهل للغاية العمل معه… إنه محترف حقيقي ويعرف تماماً ما يريد.”
بل إن النجم الأبرز للفريق يبذل جهده كي يدافع عن زملائه إزاء الانتقادات المتعلقة بأدائهم الباهت في المباريات الودية استعدادا للمنافسات القارية.
ويؤكد كريستيانو، الذي كان الوحيد إلى جانب بيبي زميله في ريال مدريد الذي يتوقف لتوقيع أوتوجرافات لبعض المشجعين الذين بلغ عددهم نحو ألف، حرصوا على متابعة أول تدريبات الفريق “سنعدو حتى الدقيقة الأخيرة. باللاعبين والمدرب الذين لدينا، البرتغال على الطريق الصحيح.”
ويرفض البرتغالي الحديث عن “ثأر”، رغم أن البرتغال خسرت أمام ألمانيا مباراة تحديد المركز الثالث لكأس العالم ألمانيا 2006 FIFA، وفي دور الثمانية لبطولة الأمم الأوروبية الماضية عام 2008 .
وقال رونالدو لموقع الإتحاد الأوروبي: “لا أحب كلمة الثأر عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، لأن المسألة لا تزيد عن مباراة كرة، وليست حرباً. لكننا نود الفوز، ذلك أمر واضح”.