مجموعة الموت أو صدام الجبابرة، هي كلمات نسمعها في كل مرة يدور الحديث فيها عن المنتخبات المرعبة التي تكون المجموعة الثانية ضمن نهائيات كأس أمم أوروبا 2012 UEFA. وهي مجموعة يعتبر فيها منتخب الدنمارك، المتمرس على الساحة الدولية وبطل أوروبا 1992، بدون شك الفريق الأقل حظا.
مرت عشرون سنة على ملحمة أبناء الدنمارك في البطولة الأوروبية لعام 1992 التي أقيمت في السويد. أما حظوظهم في تكرار هذه الإنجاز العظيم خلال دورة أوكرانيا وبولندا، فيعتبرها المدرب مورتن أولسن هزيلة. ومع ذلك، يمكن لدور المنافس الأقل حظا أن يصب في مصلحة الفريق الإسكندنافي، حيث حاول هذا المدرب الداهية أن يلقي الضغط على المنافسين خلال حوار حصري مع موقع FIFA.com بقوله: “نحن نريد المضي قدماًً، أما الآخرون فهم مجبرون”.
الدنمارك ليست مرشحة
يعلم ابن الثانية والستين بفضل واقعيته وحكمته الكبيرة أن الدنمارك لا تعتبر بكل تأكيد مرشحة في هذه المجوعة، حيث أوضح قائلا: “كنت أفضّل أن أكون مرشحا لكن هذا الأمر لم يحدث، فالدنمارك ليست مرشحة، وهذا هو الواقع بكل بساطة”. وقد وقع فريق أولسن في مجموعة تضم كلا من ألمانيا وهولندا صاحبي المركزين الثالث والرابع في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola، وحتى البرتغال تملك العديد من النجوم العالميين، في مقدمتهم بالطبع كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم سنة 2008 حسب FIFA. وينبغي علينا الانتظار لنرى ما إذا كان الديناميت الدنماركي سيفجر مفاجأة مدوية أو سيكون الحلقة الأضعف في هذه المجموعة الحديدية.
منذ تولي أولسن الإشراف على المنتخب الوطني الدنماركي قبل اثنتي عشرة سنة، وهو يحاول على الدوام تحسين أسلوبه الذي يتسم بكثرة التمريرات القصيرة والإيقاع السريع في اتجاه الخط الأمامي. ومع قدوم نجوم شباب بزعامة كريستيان إريكسن ونيكلاس بيندتنر وويليام كفيست الذين يتمتعون بمؤهلات فنية راقية، أصبح أولسن ينجح بشكل كبير في تطبيق تصوراته الكروية. ويرى هذا الخبير الكروي المحنك أن طريقة اللعب الألمانية تعد من أفضل الأساليب الكروية في العالم، وصرح في هذا الصدد قائلا: “بالطبع، تعتبر ألمانيا أيضا من أقوى المرشحين للظفر باللقب في هذه البطولة الأوروبية. فهم لا يلعبون كرة قدم ناجحة فقط بل وجميلة جدا أيضا”.
اختبارات قوية
أكدت المباريات الودية التي أقيمت قبل انطلاق البطولة الأوروبية رأي أولسن. فالمواجهة أمام البرازيل في هامبورج كشفت عن خلل في جوانب تكتسي أهمية خاصة بالنسبة للمدرب الذي أفصح بعد الهزيمة 3:1 على يد ممثل أمريكا الجنوبية وبطل العالم خمس مرات قائلا: “كانت تنقصنا خاصة السرعة في اللعب باتجاه المقدمة”. إلى جانب ذلك، ارتكبت الكثير من الأخطاء الفردية خصوصا في الدفاع. وقد زادت الطين بلة الإصابة البليغة التي تعرض لها الكابتن وحارس المرمى الأول توماس سورينسون، وهو ما جعله يترك الفريق المشارك في النهائيات القارية.
كما تحسن أداء الخط الدفاعي في المباراة الودية التي وضعته أمام أستراليا. لكن أبناء أستراليا، ورغم أن قدراتهم الهجومية لا ترقى إلى مستوى سحرة البرازيل ولا تقارن مع خصوم الدنمارك في المجموعة الثانية، إلا أنه كان بإمكانهم في حال استثمروا الفرص السانحة بشكل أفضل أن يحولوا بعض ثغرات الدفاع الدنماركي إلى أهداف محققة. غير أن ممثل اسكندنافيا نجح في الحفاظ على نظافة شباكه وحسم فوزه على أستراليا بهدفين نظيفين.
وقد يمنح هذا الانتصار على الأقل الثقة اللازمة للديناميت الدنماركي من أجل الدخول في هذا الصراع القوي وغير المتوازن في المجموعة الثانية.