يقول صاحبنا “أنا لا أكلم خالي منذ سنة بسبب خلافات شخصية”.. أما السبب “لأنه سب الأهلي” رد محزن ومخجل ودليل على عقل فارغ.
أما صاحبنا الذي تقاعد قبل عام من منصب كبير في الرئاسة العامة لرعاية الشباب فكان يقول لي بالنص “خرجت في الوقت المناسب من الرياضة، فالوضع لم يعد يُحتمل، وكل محترم سيغادر هذا الوسط قريباً”.
بالفعل ما يحدث من لغط وسوء نية وسب وشتم واتهام في النوايا واتهامات متبادلة بين من يديرون الدفة في الوسط الرياضي يجعل أي شخص يفكر بشكل جدي في الخروج بأقل الخسائر من هذا الوسط الذي بدأ يتعفن.
بين فترة وأخرى يخرج مسؤولو الأندية يتشدقون بالتنافس الشريف، ثم يرسلون صبيانهم بأسماء مستعارة يردون بأقبح الألفاظ، وبكلمات هابطة، وبتشكيك وبزرع الدسائس.
للأسف التشكيك والإسفاف طال حتى رموزاً خدمت رياضتنا بالجهد والمال والوقت، وانتقلوا إلى رب كريم وأصبحوا في قبورهم، وبدلاً من ذكر محاسن موتانا تحدثنا عنهم بكل قبح وسذاجة.
للأسف هذا هو وسطنا الرياضي، ضجيج وصراخ ودخول في الذمم وتشكيك واتهامات وإسقاطات، وكأنك لن تظهر الولاء لناديك إلا بسب وشتم الآخرين، بل إن هناك من يتمنى خسارة منتخب الوطن بسبب ضم لاعب أو استبعاده.
يقول صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات”. للأسف هذه نوايانا وهذه رياضتنا في الحضيض على كافة الأصعدة، وفي كافة الألعاب، بل وصل بنا الحال إلى أن أصبحنا كمالة عدد في شتى البطولات.
للأسف، ضاعت الطاسة، ولم يعد هناك من يستطيع السيطرة عليها، ولذلك كل محترم سيخرج عما قريب، بدلاً من البقاء في وسط مشبع بالمؤامرات والدسائس.
مقالة للكاتب علي دعرم عن جريدة الوطن