إن لزم الصمت أو حتى لبس الأقنعة ، جماهير الهلال لم ولن تضع يوماً ما عقولها على رفوف الوهم حتى تنتظر منه عدلاً وإنصافا ، فالشواهد كثيرة تغص بها الأذهان وتطيش بها بالذاكرة .. قبل أيام خرج عن حياديته السلبية المعتادة ليشيد بالمقالة التي وصفت جمهور الهلال بالقطيع ، ومسيئاً لمنصبه وللمؤسسة الرياضية بكل ثقلها .. ليته تمعّن في مسمى الرئاسة العامة لـ( رعاية الشباب ) وأدرك أن جمهور الهلال لم يأت من كوكب آخر بل هو من شباب الوطن والذي تبنت هذه المؤسسة الرياضية رعايته وحفظ حقوقه .
له كل الحق أن يشجع ناديه ويدعمه بالملايين كما فعل سابقاً ، ومن حقه أن يتفاعل مع شئونه كما يحب ، وبإمكانه أيضاً أن يعبر عن إعجابه بالمقالة من خلال مكالمة هاتفية مع الكاتب ، ولكن أن يُبارك هذه السقطة علناً بالإشادة ناسفاً بذلك آخر معاقل الفضيلة في رياضتنا فهذا غير مقبول .
كم تمنيت لو أنه ظلّ أسيراً لشوقه ، يُغدق مشاعرنا بالحب والجمال ، ونأى بنفسه عن غمار الرياضة وضجيجها وزمجرة صراعاتها التي لا تهدأ ، لكنها على أي حال كانت تجربة قاسية ، لشاب كان رأس ماله ذكريات وحلم وآمال وطموح ، خذلته الظروف وقوضته الأحداث المتسارعة ، حتى استوى في نظرته غرب الوجود ومطلعه ، فرحل مخلّفاً وراءه إتحاداً تائهاً بهمومه الغبراء في وسط المعمعة .
رسالتي لكاتب مقالة “القطيع” :
التعامل بمبدأ “يجوز على الهلال ما لا يجوز على غيره” ليس من المهنية في شيء .
اكشف المستور إن كنت تزعم أن هناك مستور ولكن بمهنية فأنت لم تعد طفلاً مشاغباً يعبث على الهواء ولا يهدأ إلا برشقة ماء .
يقول أسير الشوق :
اعترف لك ما بقى من عالي الهمة سفوح
إنحدر كلي كما طفلٍ تحدر مدمعه ..
Twitter@munif_2012