نتابع هذه الأيام منافسات الدوريات الأوروبية وبالذات الإنجليزي والإسباني وتراودني نفسي أن أذهب إلى الملعب لمشاهدة مباراة في دوري جميل عل وعسى أن استمتع، إلا أن الإحباط يتملكني ولاسيما عندما أقارن بيئة ملاعبنا مع ملاعب الإسبان والإنجليز.
وهذا الإحباط الذي ساد في الوسط هو في الواقع تراكمات سنين وأحداث لم ولن نجد من يشفي تساؤلاتنا بإجابات مقنعة ووافية حتى رابطة دوري المحترفين لا تملك الإجابة حسب ما أكد ذلك مديرها التنفيذي في إحدى الفضائيات قبل أيام.. والرابطة بصفتها المنظم لدوري عبداللطيف جميل لا حيلة لها وهي لا تجد ملاعب أفضل من الموجود أو مسوقا آخر خلاف صلة.
بيئة الملاعب سيئة فكيف تضمن الرابطة تحسنا وتطورا لهذا الدوري.. بل كيف للأندية أن تنجح في مفاوضاتها مع شركات تتابع حضورا جماهيريا ضعيفا كالذي شاهدناه في الجولة الأولى.
ونحن ننتظر خصخصة أربعة أندية فهل من المعقول أن تجد هذه الأندية مستثمرين لأندية لديها ملاعب غير مؤهلة للمباريات ولا للحضور الجماهيري.. الخطوات بعيدة والحلول ليست ملموسة حتى نتفاءل بقرب الفرج.
أي مستثمر هذا الذي سيغامر بأمواله مع أندية تعيش على تمويل الشرفيين وإداريين متطوعين.
على اتحاد الكرة مهمة شاقة بل أهم بكثير من تشكيل اللجان ألا وهي الوصول إلى نقطة تلاقي بين الرئاسة والرابطة، فالأولى معنية بمشاريع البنية والثانية بالتنظيم والتسويق وجلب الرعاة بل تحفيزهم لرعاية الأندية السعودية بناء على معطيات ومؤشرات حقيقية على أنه الدوري الأقوى والمفضل لدى الراغبين في الاستثمار الرياضي وإذا كانت لجنة الخصخصة تضمن من خلال الكراسة التي وصلت إليها بعد الدراسات والورش جذب المستثمرين فأتصور أن المسافة بعيدة جدا.
شاهدوا فرق الأهلي والاتحاد والنصر يشاركون بدون رعاة وفي النهاية (مالك إلا صلة).
صحيح أن الأندية ستعاني إذا كان لديها إداريون يعتقدون أنهم قادرون على جلب رعاة ولكن مسألة الاحتكار التسويقي لحقوقها أصبحت ماركة مسجلة باسم صلة وهذه طامة ثانية بل قد تكون مؤشرا إلى عدم رغبة شركات التسويق الدخول للوسط الرياضي المثقل بالهموم والتخبط، لذلك كان الله في عون الأنديه في دوري جميل.
مقالة للكاتب محمد اليامي عن جريدة عكاظ