جميل جداً ان تستثمر الرياضة كوسيلة فاعلة لإيصال فكرة كتاب الدراما والممثلين، ولكن الأجمل لو استغل ذلك بصورة واضحة لا يشوبها اسقاط وتوسيع دائرة التعصب أو مهاجمة أشخاص خدموا الرياضة بطرق مختلفة يغلب عليها طابع الكوميديا الذي يبرر لصاحب الفكرة سلامة موقفه، فخلال السنوات الأخيرة تناولت بعض البرامج الساخرة وتحديداً في رمضان أوضاع الرياضة لدينا، وكان منها الهادف ومنها العكس؛ إلا ان المحصلة النهائية تشير إلى أن الرياضيين باتوا الشغل الشاغل للمجتمع ومن كافة شرائحه، وزاد الاهتمام وارتفعت درجة حرارة “النقد” بسبب الملايين التي تدفع هنا وهناك للاعبين، والضخ الكبير ممن يبحثون عن الأضواء بصورة غير مقننة.. وتخلل ذلك إسقاط شخصي لا يمكن الجزم بتحديد هويته؛ الا إنه في النهاية يجسد حقيقة الفوضى لبعض من غزوا المجال الرياضي بفكر غير رياضي وتخبطوا وصالوا وجالوا حتى تمكنوا واصبحوا أصحاب القرار؛ كيف لا وهم من يملكون المال ويتعاملون مع الواقع على طريقة “ابلعب والا ابخرب” فاختلط الحابل بالنابل وتاه الفكر الاحترافي واصبحت الرياضة تدار بفكر الهاوي الذي لا يفكر الا بمصلحته ومجده الشخصي فترنح الاحتراف واختفى النجوم وتراجعت النتائج، واحتار مشخصو الحال في وضع الحلول، وبدأنا نمني النفس بمشاريع تحمل اسماء فضفاضة لن تغير من الحال كون العلة تكمن في الفكر الإداري الغائب وتركت الساحة إدارياً وإعلامياً لمن ليس لهم علاقة بالرياضة.. فهم الآن يتصدرون المشهد الرياضي؛ مباركين في حضورهم فساداً ينخر في جسد الرياضة السعودية؛ مما جعل أصحاب القرار لا ينظرون لأهمية الرياضة، فتردى الضخ المالي وتعطلت المشاريع؛ واذا استمر الحال ولم يناقش هذا الجفاء وعدم القناعة من أصحاب القرار في وزارة المالية بالرياضة؛ فلا تنتظروا ذهباً وإنجازات وعودة للمحافل العالمية.. وهذا الجفاء لن يزول الا باجتماعات من الجانبين على أعلى مستوى للوصول إلى حل منطقي يضمن الضخ ودقة الصرف والمتابعة، ومنح الغيورين والمخلصين فرصة دفع عجلة تطور الرياضة بصورة تتماشى مع سمعة ومكانة هذا الوطن الشامخ .. والله اعلم.
* نقاط خاصة
– تطور الفكر الاستثماري في نادي النصر سيعود بأثر ايجابي على مستقبل هذا النادي الكبير..
– نتائج بعض فرقنا في البطولات الودية مؤشر جيد لعمل سليم، والأهم هو عدم الاستعجال في تسريع رفع معدل اللياقة؛ فالموسم طويل وبنية معظم اللاعبين قابلة للتوقف!!
– تجاهل بعض الجهات الحكومية لملف الاستضافة الاسيوية يشخص حال الجفاء وعدم القناعة بالرياضة واهدافها.
مقالة للكاتب احمد المصيبيح عن جريدة الرياض