هل يعتذر المرداسي للهلاليين؟

في مباراة النصر مع الشباب (الذهاب) خرجت المباراة بشكل مقبول و اقتنع الشبابيون بقرارات الحكم، حتى المدرب الذي اعترض – كعادته – على قرارات الحكم عاد في المؤتمر الصحفي ليقر بأن الحكم أجاد و أن قراراته كانت عادلة.
هذا لم يرض إعلام الهلال – الذي دس أنفه في تلك المباراة كعادته تجاه كل ما هو نصراوي – و قام بتحريض الشبابيين على الخروج عن الروح و تحقق له نصف ما أراد في مباراة الإياب. حيث بدأت المباراة بكوع تفاريس – المسكوت عنه – و انتهت بمحاولات الاعتداء على زيلعي و ما تبعها من تصاريح مسيئة.
نجح الإعلام في عدة نقاط أبرزها: أنه أنسى المتابعين ذلك الكوع الفتّاك، و سلط الضوء على ما قام به زيلعي من حركات مشروعة. و للمعلومية: شخصيا توقّعت أن زيلعي قد قام بشيء مخل اعتمادا على ردة فعل لاعبي الفريق الشبابي و لكن بعد تصاريحهم و التي عجزوا فيها عن ذكر سبب مقنع أو لفظ، تأكدت بأنه لم يحدث سوى ما شاهدناه من تلاعب الزيلعي بالكرة و هذا حق مشروع له، بل إن إضاعة الوقت التي يستخدمها بعض اللاعبين و بعض حراس المرمى و التي تأتي مخالفة للقانون لا يمكن ردعها بالعنف، فكيف بشيء لا يخالف القانون!!.
كل ذلك اعتبر طبيعيا مادام أن الشبابيون بعد المباراة قد باركوا للنصراويين و تحدثوا عن أحقية النصر بالفوز و التأهل، بينما رأى الإعلام إياه بأن التأهل غير مستحق!!.
أمام الفتح: حدث نفس الشيء تقريبا و خرج النصر فائزا في مباراة الذهاب بهدفين و قد بارك له الفتحاويون ذلك و اعتبروا الفوز مستحقا، لكن الصحف المريضة رفضت ذلك و قامت بتعبئة الفتحاويين ضد الحكم في مباراة الإياب.
و هي المباراة التي شهدت إلغاء هدف مثير للجدل بداعي الدفع على لاعب الفتح، و أنا – من وجهة نظر خاصة – أرى أن الهدف صحيح، و لكن يظل قراراً تقديرياً لا يمكن من خلاله القدح في ذمة الحكم!!.
ردة فعل الفتحاويين طبيعية في ظل توقيت الهدف و انعكاسه على نتيجة المباراة و الأهم أن تصاريحهم بعد المباراة جاءت مغلفة بالكثير من الذوق و الخلق. و لكن الإعلام إياه لازال يؤلب على النصر و المصيبة أن حكم النهائي – محلي – و هذا يجعله حتما يتأثر بما يطرح حاليا في الصحف، و ربما نشاهد مصائب تجاه النصر في النهائي كما كان يحدث سابقا من: يوسف العقيلي و آخرين كانوا يظلمون النصر و باعتقادهم أن هذا هو العدل – طبعا تحت تأثير صحافة القطب الواحد.
أما الحكم المرداسي فأعانه الله على ما طرح و سيطرح خلال الأيام القادمة و ربما لن يستقيم وضعه حتى يخرج و يقدم اعتذارا للهلاليين على ما بدر منه في خطأ تقديري!!. كما سبق لزميله الكثيري أن فعل حيث اعتذر للهلاليين عن خطأ تقديري في سابقة هي الأولى في الملاعب و بمباركة لجنة الحكام.
على فكرة:
– قبل عامين، و في مباراة بين النصر و الهلال: أخرج الهلاليون الكرة لسقوط لاعب مصاب كما هو متبع، و عندما لعبت الكرة قام النصراويون بإعادتها للهلاليين و خرجت للأوت في ملعب الهلال، فهاج لاعبو الهلال و قاموا بالتهجّم على لاعبي النصر معترضين على إخراجها و لماذا لم ترسل لحارس المرمى، عندها أدركت تأثير ما يطرح في تلك الصحف على من يقابل النصر و ردة فعله تجاه النصراويين.
– هل سيواصل الإعلام المريض حملته لتحريض الجماهير حتى نشاهد اعتداء من سفهاء على منزل المرداسي أو عائلته؟ كما حدث مع منزل مطرف القحطاني.
– قبل عدة مواسم: ألغى الكابلي هدف التعادل لطلال المشعل أمام الهلال و رغم تأثيره على نتيجة المباراة، إلا أن المحليين و الكتاب رأوا أن الحكم بشر و أن إلغاء هدف لا يستحق الغضب. نعم الكابلي بشر، و لكن هل تعتبرون المرداسي و مطرف بشرا؟
أتذكر حينها أن المحلل جاسم الحربي قال: الحكم بشر و إلغاؤه لهدف ينبغي أن لا يواجه بغضب، كان يفترض أن يقاتل لاعبو النصر لتسجيل هدف ثاني و عندها لن يستطيع الحكم إلغاؤه!!.
– لماذا لا نقول بأن ظافر أبوزنده بشر و كذلك ابراهيم العمر؟ لماذا لا نفنّد أخطاء الحكام دون القدح في ذممهم؟.
– مع احترامي للهلال: إدارة و فريق و جماهير، هل يعي إعلاميو الهلال:
أن أول كرت أحمر تم رفعه في مسابقاتنا المحلية كان بحق لاعب هلالي.
و أن أول اعتذار من حكم على خطأ تقديري كان من نصيب الهلال.
و أن غالبية البطاقات الحمراء و ضربات الجزاء التي وقعت بحق الهلال في السنوات الأخيرة كانت من قبل حكام أجانب!! رغم أن الأجانب لا يديرون سوى خمسة و عشرين بالمائة من مواجهات الهلال على أقصى تقدير.
– هل تذكرون كيف تعامل ذلك الإعلام مع ما قاله النفطي عن خليل جلال، رغم قسمه و شهادة ثلاثة من لاعبي نادي الشباب المنافس، و حيث اعتبرها الإعلام كذبة و أن الشهادة ليست بمحكمة حتى يعتد بها. بينما اعتمد ما قاله ياسر القحطاني عن حكم أجنبي طرده في إحدى المباريات و قال عنه ياسر: إنه قال: لقد أخبروني عنك يا ياسر. و طالب الإعلام حينها بتقصي الحقائق و إعادة النظر في استقطاب الأجانب و وزع الاتهامات على أعضاء الاتحاد السعودي وصولا لمنصور البلوي و محمد نجيب!!.
– هل يعقل: بأن كل ضربات الجزاء التي تحتسب للنصر غير صحيحة و كل الضربات التي تحتسب عليه صحيحة؟!!.
– هل يعقل: بأن كل لمسة يد على لاعب نصراوي مقصودة و يجب أن تحتسب ضربة جزاء، بينما كل لمسة يد على لاعب يلعب ضد النصر غير مقصودة و يجب عدم منح النصر ضربة جزاء؟!!.
– هل يعقل: بأن أي لاعب نصراوي يعترض على الحكم يستحق كرتا أصفر، بينما أي لاعب يقابل النصر و يعترض على الحكم: مسكين يجب أن يعذر؟!!
– هل يعقل أن يحصل الهلال قبل أربعة مواسم على 14 ضربة جزاء مقابل 9 للنصر ثم يطلق على النصر لقب “نصر بلنتي”؟
– أخيرا، أتمنى من أي إعلامي هلالي أن يقول لي: أي بطولة نصراوية اعترفتم بأحقيتها؟ بل أي مباراة فاز النصر بها و قلتم بأنها مستحقه؟ دعك من هذا و قل لي: أي هدف سجله النصر – طوال تاريخه – و قلتم بأنه صحيح و مستحق؟.
– أعود للقول بأن ما يفعله الهلاليون إدارة و لاعبين و جماهير هو أمر طبيعي، و ما يقولونه عن الفرق الأخرى كذلك، و لا تختلف أقوالهم و أفعالهم و تفكيرهم عن منسوبي و جماهير الأندية الأخرى. و لذلك ينبغي التفريق بين ما يقوله إعلاميون مرضى ابتلي بهم الهلاليون و بين الرأي الهلالي الرسمي و الجماهيري.
و يكفي للدلالة على ذلك، أن كل تصريح إيجابي من رئيس الهلال تجاه النصر يقابل بالرفض في ذلك الإعلام، و كلنا نتذكر هجومهم عليه بعد تصريحه عن الظلم الذي وقع على النصر في بطولة الخليج!!.
• كأس الملك أتوقّعها للأهلي – بناء على المعطيات الفنية و حتى المعنوية – و لكن أتمنى من النصراويين عدم العودة للمربع الأول من البناء في حال عدم تحقيقها.

دمتم بخير ،،،
ظافر الودعاني

10