أجمل عنوان قرأته لقصة انتقال اللاعب سعد الحارثي للهلال كان: مجازفة كل الأطراف، فالنصر جازف بترك الحارثي يرحل، واللاعب جازف بالذهاب للنادي المنافس، بينما جازف الهلال بالتوقيع مع لاعب منخفض المستوى ومقبل على ضغط!!
شخصيا أتوقع نجاح اللاعب لعدة أسباب أهمها: أن الحارثي الذي انخفض مستواه بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي قاتل في الموسم الماضي ليقدم شيئا للنصر ولكن لم يحدث ذلك لأسباب خارجه عن إرادته أبرزها (انعدام صناعة اللعب وهبوط روح الفريق لأسباب إدارية وغير ذلك) وهذه الأسباب غير موجودة في الهلال الناجح إداريا والذي تكمن قوته في خط وسطه ويكفي وجود لاعب بحجم محمد الشلهوب في هذا الخط، فضلا عن عدد من اللاعبين المميزين مثل الفريدي والعابد والدوسري.
الحارثي بلا شك سيتعرض لضغط جماهيري بسبب انتقاله للنادي المنافس، ولكنه حتما لن يشكل شيئاً نسبة لما سيحصل عليه من دعم إعلامي غير مسبوق سيسهم بلا شك في رفع معنوياته ، وقد بدأت هذه الحملة منذ الدقائق الأولى ولا ينكر أحد دور ذلك في بروز أو نهاية أي لاعب متى ما كان لديه الاستعداد لذلك.
في سوق المجازفات المذكور جاءت مجازفة الهلال بشكل أقل خطورة حيث لم دفع مبلغاً زهيدا مقابل ذلك، ومجازفة الحارثي لم تكن خطرة أيضاً حيث ترك النادي الذي تجاهله (إدارياً) ولم يساعده على تقديم ما لديه (فنياً) واتجه لنادي جماهيري أيضاً ولكن إدارته ترغب بالحارثي ووضعه الفني ممتاز.
مجازفة النصر بترك الحارثي يرحل للهلال كانت كبيرة جداً وليس لها ما يبررها، وأنا أعتبرها حلقة من سلسلة متواصلة من الفشل الإداري الذي دهور النادي في السنوات الأخيرة!!. لقد كنت ممن احترموا إدارة النصر عندما قالت بأن تجديد عقد الحارثي متروك للمدرب ولكن ظهر عكس ذلك عندما بادرت الإدارة بعرض ثلاثة ملايين ونصف على اللاعب في اليوم الأخير، وهذا مالم يقبله اللاعب وفي رأيي أن معه كامل الحق في ذلك.
نائب رئيس الهلال قال في لحظة التوقيع كلاماً جميلاً عن اللاعب وعن نادي النصر وهذا يحسب له، ويشير في نفس الوقت أن المسألة مدروسة من الناحية الفنية وليست كما قيل محاربة للنصر.
مبروك للهلال ومبروك للحارثي الذي نتمنى عودته لمستواه، ولا عزاء لإدارة النصر التي تثبت يومياً بأنها في وادي بعيد عن الفريق والجماهير والكرة السعودية بشكل عام.
إدارة الهلال كان يحق لها – قانونياً – توقيع عقد مع الحارثي منذ ستة أشهر ولكنها لم تفعل وتركت عقده ينتهي مع ناديه حتى لا تضطر لدفع مبلغ زهيدة لنادي النصر، وهذا يدفعني لاحترام إدارة النادي حقيقة لأنها أثبتت للمرة الألف احترافيتها في الشأن الإداري. أيضا اعتقد أن الهلاليين يعرفون أن توقيع عقد مع الحارثي قبل نهاية عقده سيثير العديد من التصاريح والأخذ والرد و هذا لن يضر الهلال ولكنه قد يؤثر على اللاعب ويضعف تركيزه في قادم المباريات.
مباراة النصر و الاتحاد :
في مباراة الاتحاد تسبب الحارس النصراوي – بشكل كبير – في دخول ثلاثة أهداف بخروجه الخاطئ في هدفين وإفلات الكرة من يده في الهدف الأول. و هذا نتيجة لما قيل عن العنزي بعد صده ضربة جزاء في المباراة الماضية!! وعلى النصراوين الاقتناع بأن عبدالله العنزي وخالد راضي متقاربي المستوى ويجب البحث عن حارس مميز في أقرب وقت مع إعطاء الفرصة لحسين ربيع الذي لم نره منذ أربع سنوات في أي مباراة.
علي كميخ موجود بجوار المدرب منذ خمسة أشهر ويعرف لاعبي النصر عن قرب وليس بحاجة للتخبط بهذا الشكل وكأنه جديد على الفريق.
بابلو بينو يمتلك الكثير من المهارات ولكنه يفتقد للقتالية على الكرة ويتوقف عن الركض بمجرد خسارته للكرة مباشرة.
اللاعب نفسه كان همجيّاً بتحطيمه لمايكروفون القناة الناقلة واستحق العقوبة من الحكم ولكنه لم يعاقب!!.
الحكم لم يمنح رضا تكر بطاقة صفراء ثانية في المباراة بعد أن تعمد إضاعة الوقت بشكل فاضح أمام مرأى الحكم حيث مثل بالإصابة وبعد ذلك زحف لداخل الملعب وسقط لمدة دقيقتين مضيعاً الوقت.
إدارة النصر حاليا وبعد أن فشلت في إيجاد شخص كفؤ لإدارة الكرة من اللاعبين القدامى – حيث فشل بعضهم ورفض البعض الآخر تولّي المهمة – وفي اعتقادي ليس أمام إدارة النصر إلا القبول بأحد أمرين :
إما إحضار مدير كرة أجنبي من أحد الأندية الأوربية ووضع مساعد سعودي معه لإيجاد نوع من التوازن الإداري والنفسي. وفي حالة لم يتسنّ ذلك فليس أما الإدارة سوى إحضار مدرب بفكر ووعي معين وتعيينه كمدير فني – كما فعل الهلال مع جيرتس وقبله كوزمين – ويتم وضع منسق إداري معه محدود الصلاحيات.
دمتم بخير ،،،
ظافرالودعاني