بعد الحديث الممقوت للمدرب جاسم الحربي عن الأسطورة ماجد عبدالله آثرت الانتظار لعدة أيام لأشاهد ردة فعل الصحافة رغم علمي المسبق بردة فعلها. فما أعرفه منذ سنوات أن قانونهم هو أنه يحق للهلالي أن يتحدث بما يريد و يقول ما يريد و يتخطى كل الحواجز و سيتم الدفاع عن بعض حديثه و تبريره فيما سيتم تحوير البعض الآخر و في حالة كان ذلك الحديث من فئة (اللي ما يترقع) فسيتم تلقائيا تجاهله نهائياً حتى لو كان بحجم جبل أحد.
أما فيما يتعلق بحديث الآخرين (غير الهلاليين ) و خصوصا من ينتمي للنصر فسيتم تحليله و التنظير حوله و الزيادة عليه و التلفيق بعشرات الأضعاف ثم ترديده حتى يمله القارئ.
لقد تعوّدنا – في الإعلام المحلي – بأن النصراويين يحاسبون على كل ما يقال حتى بتنا نخشى أن يأتي اليوم الذي يحاسب فيه النصراويين على استغفارهم و أذكارهم. فيما يتم غض الطرف عن كل ما يقوله الهلاليون على الفضاء.
حصل ما توقعت و مر الحديث الممجوج مرور الكرام و لم يرد ذكره في تلك الصحف! نعم لقد سكتت الصحف الست العفنة عما قاله الحربي بحق ماجد لأنه لا يندرج تحت أي بند من البنود التي كانوا يعلقون عليها إساءاتهم ابتداء من الرأي الفني و مرورا بالمصلحة العامة و انتهاء بسمعة رياضتنا في الخارج!!!
سكتت تلك الصحف عن الحديث الفضائي و المشاهد كما سكتت سابقا عن حديث الكاتب والمشجع الهلالي بحق عدنان جستنية في الفضاء، هي الصحف نفسها التي تحدثت أسابيع عما فعله أحمد عباس في مباراة ودية في الكويت، و كتبت أشهرا عن وقفة حداد وقفها النصراويين في مباراة ودية في إيطاليا.
.
من يعرف إعلامنا المحلي و خصوصا الصحف تلك يعرف ردة فعلها و بإمكانه المقارنة بين تعاطيها مع عدة أحداث متشابهة و أحيانا متطابقة و الكيل فيها بأكثر من مكيالين، و بإمكانك عزيزي القارئ الرجوع لتصريح رئيس نادي الهلال حول قائمة الحكام الشهيرة و التي تم تحويرها لفظيا لتصبح (في السليم) ثم الحديث الذي أدلى به شيخ الهلاليين حول نيته ذبح أحد أبناءه لو شجع النصر، و تبرير ذلك بعدة تبريرات رغم أنه كان بإمكانهم القول بأنه سقطة أو زلة لسان و ينتهي الأمر و لكنه الغرور و الكبرياء الذي سيقضي عليهم ذات يوم!!.
ذات يوم كتب الهلالي سامي الجابر في مجلة رياضية مقالا يمتدح فيه الأمير عبدالرحمن بن مساعد، جاء فيه حرفيا: ( تتردد على مسامعي مقولة أن الشعراء يقولون ما لا يفعلون , والحقيقة يا سمو الأمير أنني لم اختبر هذه المقولة أبدا ولكن تجربتي مع شاعر مبدع ومتجدد كسموكم جعلتني (اشك) بهذه المقولة التي قد تكون (كتبت بعكس معناه) ..فما لمسته من تعاملي معك سمو الأمير هو أن الشعراء أمثال الأمير عبدالرحمن بن مساعد يفعلون ما لا يقولون .. )!!!.
و لأن هذا الكلام الخطير – شرعيا بحق آية من كتاب الله و ثقافيا بحق الكتابة الرياضية التي أصبحت تتاح لمن لا يفقه – ليس له من (ترقيع) فقط تم تجاهله في تلك الصحف و انتهى للنسيان.
بالمقابل جاء حديث الكاتب سعود الصرامي بأنه سيفرح لو خرج الهلال من بطولة آسيا ليبرر لتلك الصحف أن تصدر إساءاتها و اتهاماتها لكل نصراوي و أن تصفهم بأقذع الأوصاف و التي جاء أقلها: عدم الوطنية و السعي للفرقة!!.
لقد رضيت تلك الصحف بحديث الحربي عن ماجد عبدالله بشكل أو بآخر و للمعلومية فما قاله الحربي عن ماجد سبق و قاله عدد منهم، بل و كتبه أحدهم في الصحافة!! و يقولون مثله عن الهريفي و الدويش و الصرامي و محيسن و عبدالرحمن بن سعود و غيرهم و السبب واحد وهو انتماءهم للنصر.
تلك الصحف المريضة و التي لازالت تحمل الكره لماجد و كانت تهاجم ماجد يوميا، و للمعلومية فتلك الصحف التي تسخر يوميا من لاعبي النصر الحاليين و تصفهم بالفشل و (الدجة) تهاجم ماجد بمجرد أن ينتقد لاعب نصراوي و تعتبر ذلك غيرة من ماجد و حربا على هؤلاء النجوم حتى لا يأخذوا مكانه لدى جمهور النصر و هنا تناقض تام!!!.
بمختصر الكلام: ليست المشكلة فيما قاله جاسم الحربي، فالعالم يعج بالمعتوهين و الحاقدين و عديمي التربية، و هو لا يخرج من هذه الأشكال الثلاثة، أليس هو من كان يهاجم جمهور النصر و ذات يوم قاده ذكاءه لمحاولة استرضاء تلك الملايين فأحضر (كيكة) في استوديو احدى القنوات و أكلها مع الحاضرين و اعلن اعتذاره من جمهور النصر، فقام الجمهور العظيم بمسامحته كما سامح قبله خلف ملفي و آخرين. لكن المريض لم يشف من مرضه و عاد لعادته كحليمة “تماما”. أقول إن المشكلة الحقيقية تكمن في إمساك فئة مريضة بزمام الإعلام المحلي و تحكمها في كل ما ينشر في غالبية الصحف و البرامج التي تعرض على الشاشات خصوصا القناة الأولى.
و لمعلومية هؤلاء: التشكيك و التقليل قد يؤثر على بعض الشخصيات و يعكر صفحتهم و لكنه بالتأكيد لن يؤثر على مكانة المرموقين و العظماء. و ليسأل هؤلاء المرضى أنفسهم: لماذا ظل ماجد اللاعب السعودي الأول في نظر المحايدين رغم هذه الحرب القذرة، و لماذا لازال الأستاذ محمد الدويش في نظر المحايدين هو الكاتب الرياضي الأول و عميد الكتاب رغم الحرب الأقذر؟ و لماذا بقي منصور البلوي هو الرئيس الاتحادي الأبرز رغم حملات التشكيك فيه؟ و لماذا بقي عبدالرحمن بن سعود على هرم رؤساء الأندية محليا و عربيا رغم الحرب التي طالته لسنوات؟ كل هذه الشخصيات لازالت تحتفظ بمكانتها لدى الجميع ماعدا بعض الحمقى الذين يقرأون لتلك الصحف و يدورون في فلكها!!.
على فكرة:
– كذبة مفاوضة النصر لويلهامسون لا تختلف عن كذبة مفاوضة النصر لكوزمين و رادوي و تفاريس و غيرهم.
و إن كان صحيحا بأن عضو شرف نصراوي فكر في ذلك فلا يعتبر عرضا من النصر و لا يختلف عن حديث أعضاء شرف هلاليين مع سعد الحارثي و بدر المطوع و ابراهيم شراحيلي قبل سنتين و سنعتبره مفاوضة لهؤلاء من قبل الهلاليين. بل إن ما فعله عضو شرف الهلال فيصل الشهيل لتعطيل انتقال السهلاوي للنصر أكبر بكثير من ذلك و سيحسب على إدارة الهلال.
– إلى الآن لم يطبق الاحتراف في الكويت و كل لاعبي المنتخب الكويتي السابقين و الحاليين موظفين في وظائف أهلية و حكومية (عسكريين و مدنيين) في الكويت، ومنهم العشرات احترفوا خارج الكويت – في السعودية و قطر و الإمارات – و من البديهي أن يتبادر السؤال التالي: لماذا لم تحصل تلك المشاكل إلا لبدر المطوع!!! و الذي احترف لأربعة أشهر فقط فيما احترف غيره لسنوات خارج الكويت؟؟؟ أتمنى معرفة ميول المسئولين في الحرس الوطني الكويتي و هل للميول علاقة بذلك؟؟؟، بل أتمنى معرفة أكثر من ذلك!!!.
– لم نعرف الحربي إلا محللا فاشلا و هذا ليس فيه تحامل و لكنها الحقيقة، فوالله لم أسمع بجاسم الحربي سوى محللا و لم أعرفه لاعبا ولا مدربا!! أما ماجد فالكل يشهد بأنه اللاعب الأفضل على مستوى السعودية و حتى إقليميا على مر التاريخ و هذا من ناحيتين (فنيا و أخلاقيا) و حتى كمحلل يأتي من ضمن القلة الذي يتحدثون بفكر و حتى لو خانته بعض العبارات! و يأتي مع خالد الشنيف و يوسف خميس و أمين دابو في مقدمة المحللين الرياضيين و البقية مجرد (ترديد كلام).
دمتم بخير ،،،
ظافر الودعاني