الإعلام كلمة معروفة وليست بحاجة لتعريف، لكن لدينا خصوصية في الإعلام الرياضي قد لا توجد في أي مجال آخر من مجالاتنا، وحتما لا يشابهها شيء في بقية دول العالم!. من خلال خصوصيتنا يظهر تشخيص آخر للإعلام و للإعلاميين ولناد إعلامي وآخر غير إعلامي. يعلم الجميع بأن نادي الهلال هو نادي الإعلام سواء أقسم الروقي أم لم يقسم، وسواء ابتسم المطيويع أم لم يبستم، نفس النتيجة عندما يتمعّر وجه ملفي وتتراعد عيون الدرع و(يبوز) الحمادي ويغض الزهراني على شفتيه. كل هذا لم يغير ولن يغير شيئا، فللمشاهدين عقول وعيون.
أعود لعبارة الإعلام، وما يتداوله بعض الحمقى هذه الأيام بأن نادي النصر هو نادي الإعلام!! بحجة أنه النادي الأكثر ذكراً في الإعلام!! حتى لو كانت غالبية ذلك الذكر هي شتم و هجوم وتدليس وتشكيك بمنجزات وبطولات!.
الإعلام يا سادة ليس مقالات تسطر هنا وهناك، ومع احترامي لجميع الكتاب إلا أنه مهما علا شأن الكاتب فإن المقال ليس له أي تأثير يذكر على مستوى القضايا المتداولة، وما يكتب يومياً في تلك الاعمدة ما هو إلا تحصيل حاصل وطحن للطحين – كما يقول المثل – . فالكاتب مهما كان اسمه يظل في نظر القراء (مدافع أو مهاجم) عن نادي ينتمي له، ومهما وصلت شهرة وعظمة الكاتب فإن المشجع يبدأ قراءة المقال وهو يستحضر انتماء الكاتب. بمعنى أن كاتبا كبيراً مثل عميد الكتاب يكتب مقاله ويقرأه المشجع (سواء كان نصراوي أو هلالي أو غيره) وهو يعرف بأن هذه وجهة نظر كاتب نصراوي، فإن وافقت هواه سعد بها، وإن لم توافق هواه وميوله رمى بها وقال “كاتب نصراوي” – وهذا يسري على جميع الكتاب من جميع الانتماءات في نظر كل المشجعين!.
بمعنى آخر: ما يحدث في المقالات هو تبيان وجهة نظر ذلك الكاتب الذي يشجع النادي الفلاني تجاه قضية معينة! ولكن نادراً أن تغير من قناعات القارئ أو تؤثر في رأيه. وهذا لا يقلل من الكاتب الكبير وفكره الرائع ولكن يظل العيب في الوضع القائم والفهم السائد لدى الرأي العام.
الإعلام الذي نقصده والذي يتحكم في الرأي العام ويرفع ويخفض ويجامل ويهاجم هو شيء مختلف. الإعلام المقصود هو ما يفعله المحررون في الصحف والمعدّين في البرامج الرياضية من حيث منح المساحة وعدم منح المساحة، إبراز أمور هامشية وتحجيم مصائب هائلة. وهو ما يؤثر فينا جميعاً، الكبير والصغير والفاهم والجاهل وعلى مختلف انتماءاتنا. بل لا أبالغ لو قلت بأنها تتحكم في الرأي العام وبالتالي يؤثر بشكل أو بآخر في القرارات الرسمية. بعكس المقالات التي لا يمكن أن تغير أو تؤثر في أي قرار. مما يجعل جماهير أي نادي تفضل تواجد أحد مشجعيها كمحرر صحفي في صحيفة ما أكثر من منح زوايا لعشرة كتاب منتمين لنفس النادي!
الإعلام الذي نقصده هو الإعلام الذي جعل حادثة خصم مباريات دولية من رصيد ماجد بسبب عدم تسديد الرسوم من قبل الاتحاد السعودي تزوير وإدانة لماجد ومحبيه بينما حدوث نفس الحدث بالضبط مع محمد الدعيع خطأ يجب معاقبة من يقف وراءه وحرم النجم الكبير من أبسط حقوقه!
ذلك الاعلام هو من جعل نفي الأمير فيصل بن تركي للتعاقد مع زنجا – والتي ثبت فيما بعد بأنه قد تم وقال عنها سموه فيما بعد بأنها كذبة بيضاء – يوصف بالكذب، بينما يوصف نفى الأمير عبدالرحمن بن مساعد مغادرة جريتس – الذي ثبت فيما بعد أنه سيغادر- بالحكمة وبعد النظر!
ذلك الإعلام الذي جعل مفاوضة منصور البلوي لأي نجم تسمى تكديسا ومفاوضة الهلاليين لأي نجم تعتبر احترافية!
نفس الاعلام هو جعل من مؤسس نادي الهلال مؤرخاً كبيرا يعتد بكلامه بينما تجاهل المؤرخ الكبير “عبدالله بن الشيخ” رحمه الله لأنه نصراوي! حتى أن الكثيرين لم يسمعوا عنه إلا يوم وفاته!
طبعا هو نفس الإعلام الذي جعل خروج نجم الفريق عن النص و فعله الخطأ (إفكاً و إشاعة) بينما اصطدام نجم الفريق المنافس بنخلة في شارع يستحق النشر والتأويل وأنه ربما كان هناك سبب جعله يفقد توازنه!
ذلك الإعلام هو نفسه الذي جعل رصيد نادي الهلال خمسين بطولة من ضمنها بطولات صداقة ودية! فيما يحسب بطولات النصر إحدى وعشرين رافضاً احتساب بطولة الدوري التصنيفي بحجة أنها لا تقام سنوياً! (المرض يمنعهم من إعطاء النصر حقه مع أنه في حالة احتساب البطولات الرسمية والودية سيبقى العدد لصالح الهلال 50 مقابل 35 ولكنها العقدة).
ذلك الإعلام هو الذي جعل النفطي مجرماً وكاذباً بمجرد أنه قال: إن الحكم خليل جلال قال له: اذهب لبلادك! رغم شهادة ثلاثة من لاعبي الشباب – الطرف الثاني في المباراة – فيما يعتد بما قاله ياسر حينما قال عن حكم أوربي بأنه قال له: لقد أخبروني عنك بأنك تمثل!! و حينها طالب الإعلام بمحاسبة المسئولين في لجنة الحكام والاتحاد السعودي.
الإعلام نفسه الذي حارب شخصاً آكاديميا و هو علي حمدان حتى جعله يغادر الاتحاد السعودي لمجرد أن ميوله نصراوية، بينما نفس الإعلام يمجد و يمتدح احمد الخميس وهو الذي يعمل بوظيفتين حساستين – في آن معاً – فيعمل أمينا لنادي الهلال وعضواً بلجنة الاحتراف والطريف أنه في قضية المحياني حضر في لجنة الاحتراف عضوا وحداويا وتفاجأ بأن مندوب الهلال كان أحمد الخميس وعضو لجنة الاحتراف في نفس الاجتماع هو أحمد الخميس!
نفس الإعلام هو الذي جعل فرحة عبدالرحمن بن سعيد بخسارة النصر خارجيا “قمة العفوية والصراحة” بينما فرحة الكاتب سعود الصرامي بخسارة الهلال “جريمة لا تغتفر”.
الإعلام هو نفسه الذي يتحكم في الرأي العام و بالتالي يؤثر في القرار الرسمي ومن ذلك: أن ذلك الإعلام هو من جعل الاتحاد السعودي يستدعي الدغيثر و يسائله ويوبخه عندما قال: إن شبكة (إي آرتي) تتحكم في جدولة الدوري، بينما مرت تصريحات عبدالكريم الجاسر عن الرأس الكبير مرور الكرام.
الإعلام الذي كتب لمدة أسبوعين وبشكل مكثف في صدر الصفحات وفي العناوين وفي جميع المقالات وفي الزوايا المخصصة للإساءة للنصر، كتب عشرات الأسطر عن أحمد عباس واعتداءه على الحكم الكويتي في مباراة ودية، بينما تجاهل ذلك الإعلام تماماً حمل ماجد عبدالله لكأس آسيا من المطار وحملها لمقر البطولة واختياره من قبل اللجنة المنظمة لتلك المهمة – بعض الصحف لم تورد الخبر أصلا!
الإعلام هو من وقف عند تصريحات علي يزيد حول إدارة النصر ونفخ فيها بينما تجاوز تصريحات حسن العتيبي عن إدارة الهلال.
نفس الإعلام هو من وقف عند تصريح واحد للبلوي وتصريح للأمير فيصل وقام بتأويلهما بينما تجاوز عن تصاريح الأميرين محمد بن فيصل وعبدالرحمن بن مساعد!
الإعلام هو من قال عن البلطان إنه راق في تعامله وإداري محنك ورجل خلوق بسبب تصريحه حول الثلاثة الكبار وانتقاصه من نادي واعتبار ذلك رأيا فنيا!! بينما اعتبره: (شريطي) ولا يحسن الحديث وصاحب (ثقافة المخططات) لأنه قال للهلاليين ذات يوم: (الميدان يا حميدان)!.
ذلك الإعلام هو من جعل كأس العالم للأندية الأولى بالبرازيل غير رسمية! بينما هناك بطولة أقيمت (في الأحلام) وكانت في اسبانيا وقد تأهل لها الهلال وكانت رسمية واعتقد أن الهلال قد لعب على النهائي فيها وخسر بشرف!
ذلك الإعلام هو من جعل حديث بلاتر للقناة الرياضية (كلام فارغ) بينما ابتسامته في المطار لبعض الصحفيين اعترافا باللقب المزعوم!
نفس الإعلام هو من جعل اختيار فيفا لماجد عبدالله ضمن الخبراء خبراً لا يستحق النشر بينما اختيار سامي الجابر ليلعب في مباريات خيرية يبرز بالعناوين ويوضع ضمن انجازاته!
ذلك الإعلام الذي جعل موظف الجوازات (المبصوق عليه) نصراوياً استفز ويلهامسون ويجب معاقبته، بينما سحب الكاميرا من شرطي استفز الأمير فيصل ويصوره في قمة غضبه – ليست جزءاً من عمله – عملاً مشيناً.
الإعلام هو من جعل ماجد عبدالله سيد مهاجمي آسيا والسعودية و من سجل 228 هدفا دوليا مهاجما عادياً، بينما سامي الجابر الذي سجل 26 هدفا في 21 سنة معجزة وأسطورة يجب أن تخلد!.
الإعلام الذي جعل انتقال خالد السويلم للنصر بمبلغ مرتفع أداة للقضاء عليه بينما انتقال الدعيع في ذلك الوقت بمبلغ عالي أداة في صالحه! نفس الإعلام جعل دفع الملايين الهلالية في ياسر القحطاني استثماراً واستخدم ذلك في دفع اللاعب للأمام بينما اعتبر دفع الملايين في محمد السهلاوي تبذيرا يجب وقفه! – في محاولة لإنهاء اللاعب -.
ذلك الإعلام هو من جعل جاسم الياقوت مجرماً لمجرد أنه بحث عن مصلحة ناديه وفضل عرض الاتحاد (45 مليون) على عرض الهلال (24 مليون) رغم أن الفارق كان يعادل ميزانية القادسية في ثماني سنوات! فيما عاد نفس الإعلام ليهاجم رئيس نادي أحد لأنه وافق على عرض النصر لريان بلال ولم (يمطط) المفاوضات فحرم ناديه من دخول أندية أخرى وبالتالي ربما يزيد المبلغ! رغم موافقة اللاعب للعب للنصر ومناسبة السعر لسن اللاعب وسيرته في ذلك الوقت.
نفس الإعلام هو من وصف عميد الكتاب “بعميد الكذابين” وشهادة الماجستير التي يحملها بالدبلوم.
نفس الإعلام هو من اعتبر العبارات القذرة والتي تطعن في الدين والانتماء ( نيجيريا و زيدي ) كلمات عادية بينما اعتبر عبارات (الاستراحة ونيفيا) عنصرية يجب المعاقبة عليها!!
الحوادث أكثر من أن أحصيها في مقال أو اثنين و لكن يجب أن يعلم الجميع بأن هذا الإعلام هو من أساء للكرة السعودية حتى خارجياً وبنفس القبح! فهذا الإعلام هو من وصف الحكم الامارتي علي جسيم ذات يوم بأنه لا يفقه في القانون فيما وصف المرحوم -بإذن الله- (سعيد بلقوله) بالحكم العالمي الذي لا يمكن أن يخطئ – مع أن كلاهما قد حكم في نهائيات كأس العام 98!
أيضاً هذا الإعلام سبق ووصف بن همام بأنه أمين غير أمين وأنه قد منح لقب أفضل لاعب آسيوي لابن أخته خلفان إبراهيم فيما اتضح لاحقاً بأنه ليس قريبا له!
استشهاد أخير اعتقد بأنه لا يخفى على ذي لب: تابعوا صحافتنا (في غالبيتها) قبل مباريات النصر مع أي نادي، ستشعر عن قراءة أي صحيفة بأنها تنتمي للنادي المنافس للنصر حتى لو كان نادي أبها أو نادي هجر أو حتى أقل منهما تاريخا. فستجد تلك الصحف ترفع من معنوياتهم قبل لقاء النصر وتطالب الحكم بإنصافهم للضغط عليه وبعد اللقاء ستكتب عن ظلم تحكيمي وقد حدث في لقاءات سابقة أن غادر الفريق المقابل مقتنعا بالنتيجة ومباركا للنصر وفي اليوم التالي كتبوا عبارات التشكيك في كل هدف أو ضربة جزاء للنصر!.
نفس الكلام يحدث عندما تقع مشكلة بين إدارة النصر وإدارة أحد الأندية، وسبق أن رأينا صحفنا ذات يوم “حزماوية بامتياز” وقبلها “طائية باقتدار” وذات يوم كانت “ريضاوية” وأبهاوية، حتى نادي رأس تنورة طالبوه بالمطالبة بحقوقه من توقيع ابراهيم غالب عقداً احترافي!.
هل عرفتم الآن ماذا تعني مفردات (إعلام) و (نادي إعلامي) وهل وعيتم ماذا يمكن أن يصنع الإعلام من فريق ما ولاعب ما، وإلى أي حد يمكن أن يقضي على فريق ما ولاعب ما!.
دمتم بخير،