ماجد عبدالله اتفق الجميع داخليا و خارجيا – و حتى من قبل فيفا – بأنه اسطورة الكرة السعودية و الآسيوية الأعظم، هذا فنيا و مهاريا، و مما لا يعرفونه عن ماجد هو أنه من أفضل اللاعبين السعوديين خلقاً و أطيب رفقة. هذا باتفاق الجميع حتى داخليا سوى من فئة مريضة لم يجد لها الطب علاجاً حتى الآن و الجميل أنه تم جمعهم في صحيفة أو صحيفتين من صحف المنافس ليسهل التعرف عليهم و تحاشي القراءة لهم، و قد يكون أبرز عيوب ماجد – إن سلمنا بأنه عيب – هو أنه كان يجلد المنافس بلا رحمة داخل أرض الملعب، و هذا – حتى لو كان مباحاً في عرف الكرة – فإن مرفوض في علوم النفس و الاجتماع، لما له من انعكاسات رهيبة على نفوس مشجعي المنافس مما قد يصل بهم لنقطة اللاعودة. و لك أن تتخيل أنه اللاعب الوحيد على مستوى العالم الذي تهاجمه صحافة المنافس بعد اعتزاله بإثني عشرة عاماً!!
هذه الأيام تحاول صحافتهم اختزال تاريخ الأسطورة الحية ماجد عبدالله. و يركزون على مقولة أنه برز في ضربات الرأس، و كأن ماجد لا يملك سواها (كسعود الحماد و نهار الظفيري مثلا)، و لكن ماجد يأبى إلا أن يرد عليهم من خلال انجازاته فقط: فأشهر أهداف ماجد و أشهر أهداف المنتخب السعودي و أكثرها قيمة فنية و إبداعا كان بأقدام ماجد أمام الصين! على عكس لاعبي فريقهم المفضل: الثنيان اشتهر بالتسجيل من كرات ثابتة، و سامي اشتهر بـ “عدم التسجيل أصلاً” (26 هدف في 153 مباراة! رغم أنه لعب في أغلبها أساسي!).
ألم يقل أشهر مدربي العالم: بأن ماجد من ضمن أخطر و أفضل المهاجمين في العالم – حينها – و لكنه يبقى أفضل ضارب رأس في العالم! أسألكم برب الكعبة لو قيل نصف هذا الكلام عن لاعب هلالي ماذا هم فاعلون؟
و لمن يختزل مهارات ماجد في الرأس: هل تعلم بأنني لا أتذكر من تاريخ لاعبك المفضل يوسف الثنيان سوى – كرات ثابتة – أجاد في تنفيذها في نهاية عمره و بعد العودة من الإيقاف. بالإضافة لإجادته التمثيل و السقوط ليتم طرد لاعبي المنافس بعكس ياسر الذي يتدحرج للحصول على ضربات جزاء – هل تذكرون دموع أحمد جميل بعد طرده ظلماً؟.
للمعلومية فإن الأسطورة الأعظم ماجد عبدالله لم يسبق له أن صام عن التسجيل لثلاث مباريات متتالية سواء مع المنتخب أو مع فريقه، بينما (سنتورة 2) أكمل مباراته التاسعة عشر دون أن يسجل! و كسر الرقم القياسي المسجل باسم (سنتورة 1). – صورة من دون تحية لمن يتشدق بلغة الأرقام.
قد يقول قائل: المنتخب يتكون من أحد عشر لاعباً فلماذا تحملون سامي و ياسر الجزء الأكبر من الخسارة؟ و الرد ببساطة: لأنه سابقا عندما كان المنتخب يحقق بلاعبيه الأحد عشر فوزاً أو إنجازاً فإن الصحافة كانت تعيد الفضل كاملاً لسامي و من بعده ياسر! و عندما كان المتابع البسيط يتحدث عن اللاعب إياه و الذي لا يحمل أيا من مواصفات اللاعبين، فهو لا يسجل و لا يصنع و لا يتحرك بدون كرة فيسحب المدافعين و لا يشكل مصدر قلق و توتر للدفاع المقابل، كانت الصحافة تتحدث عن أن دوره خفي وليس بالضروري أن نعرفه – نسلم به دون أن نسأل عنه – سبحان الله.
خلال كأس العالم 2006 توفي والد اللاعب الخلوق محمد الشلهوب و عندما وصله الخبر سمحت له البعثة بالعودة للرياض و هذا طبيعي، لكن ما حدث في اليوم التالي كان فاصلاً من التخلف الإعلامي عندما تركت الصحف مجريات كأس العالم و إخبار المنتخب السعودي للتحدث عن الكابتن العجيب و الذي لو لم يكن متواجدا في تلك اللحظة لربما كانت الفاجعة أكبر على اللاعب محمد الشلهوب!. أي سخف هذا؟
ألم تحمل صحافتهم المريضة ثمانية ألمانيا لدفاع المنتخب و الذي ينتمي أغلب لاعبيه لنادي الاتحاد؟ ألم ينسبوا الفضل في تحقيق كأس آسيا 84 للنعيمه و دفاع الهلال؟ أليسوا هم من يقوم بتجزئة المنتخب إلى لاعب هلالي و لاعب غير هلالي؟.
و للأمانة فإن إمكانات ياسر الفنية و الذهنية و مهارته تفوق سامي بكثير، بل من الظلم أن يتم المقارنة بينهما، لكنه الإعلام المريض و الذي يأبى إلا أن يرفع من نجمه الورقي!.
و على ما سبق فإن إكمال ياسر للمباريات التسعة عشر دون تسجيل ينفي ما يدور هذه الأيام عن ربط ذلك الفشل بما قاله رئيس النصر قبل أسابيع عن تعاطي اثنين من لاعبي الهلال للمنشطات. و بالمناسبة عن تلك الحادثة فقد كنا ننتظر تحقيقاً واسعاً من المسئولين و لكن ما حدث هو نفي من اللجنة إياها و تم الاكتفاء به، بينما – لو افترضنا – أن هناك تلاعب في النتائج إن من يتلاعب بالنتائج من السهل عليه أن ينفي!
و كنت أتمنى من رئيس النصر و الذي اعتذر للرئيس العام و نائبه عن أي إساءة إن كان هناك من إساءة أن يعيد الطلب بفتح تحقيق موسع و يشرف عليه أعضاء من خارج الاتحاد السعودي لكرة القدم.
دمتم بخير،
ظافر الودعاني.