لا زلت على قناعة بأن المبالغ الطائلة التي يتقاضاها فرانك ريكارد كفيلة بتحقيق العديد من المشاريع والإنجازات الوطنية سواءً كانت رياضية ، صحيّة ، تعليمية ، اجتماعية أوغيرها . إنّي أتساءل مالذي قدّمه هذا الرجل حتى نغدقه بكل هذه الأموال !!
أكاد أجزم بأن لديه قناعة مسبقة بأنه لن يقدّم شيء ربّما لأن لديه تصوّر بأن مستواه التدريبي يفوق عقليّة اللاعب السعودي ، فمنذ أن استلم المهمّة ولم تظهر له أي بصمة ، بل أن حال المنتخب من سيء إلى أسوء ، لا منهجيّة ولا هويّة ، لا تكتيك ولا تكنيك ، لا ضبطُ ولا ربط ، لا روح ولا طموح ، فماذا عساه أن يفعل سوى مداعبته لصديقه الحميم (تشافي) وتهديده بالهزيمة رداً على سخريته الشهيرة من المنتخب السعودي .
حتى وإن سلّمنا بكلام الرئيس العام بأن ما يصل المنتخب هو نتاج الأندية فهذا لا يبرر أن نهدر الألوف المؤلفة على مدرب قالها بصريح العبارة ” منتخبكم ليس كبرشلونة ” !! نحن ندرك تماماً بأنه ليس كبرشلونة ولكنّه لم يكن مضطراً إلى إطلاق مثل هذا التصريح ، لا سيما وأنه مدرب يحظى باهتمام اعلامي عالمي ، بل كان من الأجدر به إثبات احترامه للمنتخب الذي يدرّبه ، وزرع الثقة بلاعبيه .
إن اعترافنا بخطأ ” اختيار المدرب المناسب ” حتى وإن تكرر هذا الخطأ أرحم بكثير من الإستمرار على مدرب أثقل كاهل الخزينة والنتائج مخيّبة وحزينة ، لو كنت مكانه نعم “أنا” لو كنت مكانه لما خرج منتخبنا متعادلاً وبشقّ الأنفس مع فلسطين .
لكنّه فيما يبدو مصرّ على إثبات تواضع منتخبنا فنياً وعناصرياً للرأي العام العالمي وذلك من خلال خوضه مباراة ودّية يُقال أنها في سبتمبر القادم مع زعيم أوروبا والعالم المنتخب الإسباني ، وربما أيضاً أراد أن يقول لصديقه “تشافي” أنت على حق يا صديقي فأنا كما عهدتني عليه ولكن هذا هو منتخبهم .