صعد النصر مساء أمس للمنصة , و لكنه هبط منها بالفضة , و بين الذهب و الفضة قيمة , لا تُمنح إلا لمن يدفع مهرها , النصر دفع جزء يسير من هذا المهر , و حاولت جماهير الشمس أن تقدم مشاعرها و قوة دفعها الرهيبة لتعويض الفارق , لعل الذهب يعشق ألقها و لكنه لم يفعل , بل ذهب لمن قدم له أغلى المهور ..
النصر لم يصعد للمنصة بالقرعة , بل بالعمل و هو عمل يأكل بعضه بعض بكل أسف , و حتى تعرفون كيف يأكل العمل بعضه , أنظروا لعملية الإقصاء التي تمارس بحق مدير عام الكرة و من يحل بدلا ً منه ..!! و أقرأوا بكائيات الرئيس على الراحلين الذين لم يتخلص الفريق من تبعات أخطائهما بعد , و مع ذلك ما زال الرئيس مستمر في النحيب على رحيلهما , و المؤلم أنه يمارس هذا النحيب الموجع حتى و الرجل الذي أعاد لجنبات النادي الهدوء و صعد الفريق في عهد للمنصة يقف بجانبه ..!!
النصر لعب مساء البارحة بقواه المُعطل نصفها , و حتى نقرب الصورة لمعرفة شيء من هذا القوى المُعطلة , عليكم أن تستعيدوا اللقطة التي ظهرت بعد صافرة الحكم , و التي رفع فيها لاعبوا الأهلي المحليين , بالميرو و كماتشو على الأعناق , و أنظروا أين كان عبد السلام سقناوي و أين كان محمد السويلم , و من صعد يستلم الميداليات من الأهلي و عدد الشمغ التي صعدت من الجانب النصراوي , حتى خيل للمشاهد أن من صعد لاستلام الميداليات هم وفد من أحدى مناطق المملكة جاء للسلام على خادم الحرمين , و لكن شاعرهم القى القصيدة في ممرات الديوان , بعد أن منعه البروتوكول من ألقائها على مسامع الملك في المنصة ..!!
خطة هبوط النصر من منصة التتويج مطوقا ً بالذهب , لم تعد تفاصيلها تحتاج لكد الفكر بحثا ً عنها , و هي خطة واضحة المعالم , تبدأ بتحفيز شعور سمو رئيس النادي بأن يدرك أن الإدارة تحتاج إلى الأقرب للإبداع و ليس الأقرب للقلب , و أن يجنح للرئاسة الدستورية و هو يعرف ما هي استحقاقات ذلك و نتائجه التي صعدت بالعمل و في مرحلة الحسم اقتربت الحاشية ففسد كل شيء , مع تشكيل إدارة فنية تشرف على التعاقدات , و إنتهاءا ً بتفاصيل العمل اليومي الذي يجب أن يديره نظام مكتوب بدلا ً من الصلاحيات المتداخلة , التي تحركها النزعات الفردية و مراكز القوى المتوارية في الخفاء و التي نمت داخل النادي بصورة ملموسة ..
أعلم أن هذه الخطة لن تكون خيار سمو الرئيس و الدوائر المحيطة به , و لكن على رجالات النصر الذين يتصدرون المشهد , أن يجتمعوا خلال أسبوعين لوضع خطة عمل واضحة المعالم , ملزمة التطبيق , معلنة لجماهير الشمس , و إلا أن ينسحبوا من قيادة المرحلة و يرفعوا الشرعية عن عمل ٍ يأكل بعضه بعض , نتيجة تيارات صغيرة تدور تحت الماء يعصف بعضها ببعض ..
من ترفع لهم الرأية البيضاء هم الداعمون في زمن ثقل الديون , و جماهير الشمس التي حاولت أن نقل نتائج العمل إلى جوار النجوم , و لكن الأخطاء الثقيلة والنبات الفجائي للبعض على مسرح الضوء في لحظات البريق أحبطت قدرتها على التحليق به ..
أختصر ملامح خطة الهبوط بالذهب من المنصة , بإعادة رسم إستراتيجية العمل الإداري و الفني , تبييض الديون من قبل من راكموها , ليتسنى للداعمين المشاركة في جلب صخرة دفاع أجنبي , صانع لعب يخلق مشاريع أهداف طيلة المباراة , و هداف ينتهز أشباه الفرص ليفجر شلالات الفرح في مدرج الشمس .
لافتات ..لافتات ..لافتات :-
1- كرة القدم عمل ميداني فني مناط بالأجهزة التدريبية و اللاعبين , أغلب اللاعبين و أعضاء الجهاز الفني مساء البارحة ذهبت بطاقات صعودهم للمنصة للحاشية فحرموا من حقهم الطبيعي .
2- كبير كعادته , رمى كل التجاوزات التي مورست بحقه خلف ظهره و جاء ليقف مع النصر , هكذا هو صانع المجد النصراوي .. تستحق كل الحب يا سيد هدافي أسيا .
3- فرق كبير بين فريق لعب بأربعة أجانب مؤثرين و بين فريق لعب بنصف لاعب أجنبي , و المؤلم أن تفقد قدرتك على التصحيح نتيجة تراكم الديون بصفقات فاشلة , ثم تبكي على فراق صانعيها ..!!
4- لا يجب نسف المقدرة التي صعدت بالنصر للمنصة نتيجة الخسارة , بل يجب إعادة هيكلة مجلس الإدارة و إعادة ترتيب الأوراق المتطايرة لتطبيق الاحتراف واقعا و ليس شعارا ً يرفع كما رفع من قبل .
5- إن لم تجتمع الشخصيات الفاعلة مع سمو الرئيس بعيدا ً عن أية اعتبار إجتماعي , لمناقشة كل التفاصيل و تسميت كل شيء باسمه , مع ضرورة تشكيل إدارة فنية مستقلة للإشراف على التعاقدات , و ضرورة القضاء على التيارات الصغيرة داخل النادي , فالموسم القادم قد يكون نسخة مطورة من منظر صعود وفد منطقة النصر الذي سلم على خادم الحرمين الشريفين مساء أمس .