لا أعرف ما هي الرسائل التي تصل للاعبي النصر عن رضا جماهير الشمس عن أدائهم , كما أنني لا أعرف كيف يقرأونها , و إن جاز لي أن أخمن بناءا ً على معطيات متكونة من مشاهدتهم في أغلب المباريات , فهي كأنها ( اقول كأنها ) رسائل خطائه تصل للاعبين , أو في أحسن الظروف أن أغلب اللاعبين يتوهم وصول هذه الرسائل , لتقول لهم أنهم يقفون على ذات الأرضية التي يقف عليها ميسي و رفاقه في الفريق الكتالوني ..
لا يجوز لي أن أسمح لمفردتي بالتحدث بالصوت الجمعي لجماهير الشمس , و لكن هذا لا يمنع بالأخذ بأحد أساليب قياس الرأي العام , لأكتب رأي عينة عشوائية متمثلة بشريحة من محبي النصر , الذين أتواصل معهم من جماهير و كتاب و مثقفين , و الذين بدأ رهانهم على لاعبي النصر يتراجع بصورة سريعة , بل إن ثقتهم المطلقة أصبحت محصورة في النجمين أحمد عباس و إبراهيم غالب , وشيئا ً من الثقة المتحفظة جدا ً بريان بلال و الزيلعي و محمد عيد و خالد راضي و العنزي , فيما يقف جميع اللاعبين بما فيهم أصحاب صفقات الملايين و الأجانب أجمعين خارج محيط الثقة ..
هذه العينة الواعية تتساءل عن الأداء الباهت لأغلب اللاعبين في المباريات , و عن أسباب إنطفاء حماسهم و غياب الروح المفترضة , حتى يخيل للمتابع أنهم يدخلون المباراة لتمضية وقتها بالتنزه على العشب الأخضر , فيما يهمس بعضهم و الذين يتهمون اللاعب السعودي بعدم النضج الإحترافي , أن هناك مخطط للإطاحة بمدربهم الصارم و ذلك عبر إحراجه بالنتائج المتردية , و بالرغم من أنني ارفض هذه الفرضية , إلا أن القرائن المساقة لجعلها كفرضية مطروحة موجودة في مفاصل بعض المباريات , حتى و هي تحمل من سوء الظن الشيء الكثير ..
الجميع يحسد لاعبي النصر , على حالة الترف التي يعيشونها , ليس هناك عقود معلقة , و لا حقوق مهظومة , و مدرب ما زال حتى هذا الصباح من خيارات فريق الأنتر الإيطالي , الذي يدار كمؤسسة ربحية لا مكان للعواطف فيها , بالإضافة لطوفان جماهيري من قبل جماهير الشمس , يتمناه أغلب لاعبي كرة القدم في الخليج و في الوطن , لأنه طوفان قادر على أخذ اللاعب إلى مدارات النجومية متى ما أراد هو ذلك ..
نحن في زمن الأحتراف , لذا فإن الأعذار القديمة التي كان يختبىء خلفها اللاعب الهاوي , لم تعد موجودة , بل إن المزايا التي يتمتع بها لاعب اليوم كلها تجعل محاسبته بقسوة , من قبل الإجهزة الإدارية و الفنية و من قبل الجماهير و الإعلام , أمرا ً مشروعا ً , لذا على لاعبي النصر أن يعرفوا أنهم مطالبون بتغيير واقعهم الأدائي بذات الإلحاح الذي يطالبون فيه بمقدمات عقودهم و رواتبهم ..
مساء الأربعاء ستنتظر جماهير الشمس لقاء نصرها بفريق التعاون , لترى مالجديد في أداء لاعبي فريقهم , هل إستفادوا من موقعة الفتح , أم أن مسيرة التراجع مستمرة , ليعاد طرح الأسئلة القلقة من جديد , و التي إن لم يرفعها لاعبو النصر من مدرج الشمس , فقد تبدأ هذه الجماهير الوفية , بطرح مطالبها بإعادة رسم الخريطة الفنية لفريقها , خصوصا ً و أن السيد زنجا يبدو و كأنه قد بدأ بإعادة رسمها , من خلال دخول بعض أسماء لاعبي الفريق الأولمبي لقائمة الفريق الأول .
لافتات .. لافتات .. لافتات :
1- في مباراة الفتح تعادلت مئات الألوف بمئات الملايين , إنه ليس خطأ عمليات حسابية , و لكنه خطأ في تقدير الشعار و معرفة المسئولية من قبل أصحاب الملايين .. يا خسارة الرسوب في الحساب .
2- ربما هي المرة الأولى التي ينفذ ضربة الجزاء لاعبان , فقط ا تذكروا لقطة تنفيذ اللاعب الأول , وقارنوها بجدية الثاني , لتعرفوا أن إلقاء اللوم على زنجا كلما أخفق الفريق فيه شيء من عدم الواقعية .
3- إن صح أن عقده قد بقي على نهايته أكثر من عام , و أن الفحوصات الطبية أثبتت , إصابته بمرض ٍ مزمن لا يتوافق مع لعبة مجهدة ككرة القدم , و أن الإدارة تفاوضه لتجديد عقده لمدة خمس سنوات , فليس هناك من تفسير لذلك , إلا المجاملة و هدر مقدرات النادي .
4- ما زال فريق الأولمبي بلا حلول تدريبية , تساعد الجيل الواعد للدخول لعالم النجومية , المؤلم أن هناك من يدافع عن تردي الوضع , بحجة أن تقرير كتب من الفئات السنية يوصي ببقاء المدرب فرناندو , بينما الرجل في كل مباراة يثبت أنه لا علاقة له بالتدريب , إلا كانت السيطرة عليه , هي شهادة جودته , فابشروا بالجودة التي ستقضي على جودة الجيل المنتظر .
5- في تصريح مقتضب , ضرب بتعليمات لجنة الإنضابط التي تمنع التهجم على الحكام عرض الحائط , ثم أتبعها بضرب جرأة الحكام في ذات الحائط , الجرأة التي أعادت للحكم السعودية شيئا ً من الثقة خلال أسابيع معددة , ماتت مساء البارحة بعد تصريح الجرأة .