ليس سرا ً أن جماهير الشمس , تعتقد اعتقادا ً راسخا ً , أن مراكز القوى في لجان الإتحاد السعودي لكرة القدم , معبأة بغلاة الهلاليين , و أن معايير تمثيل المنتخب ذات صبغة زرقاء صرفة , و لديهم دوافعهم و تجاربهم التي تكرس هذا الاعتقاد , التي لا يمكن إثبات قطعيتها , بذات النسبة التي لا يمكن نفيها , و هذا الشعور المتعمق في الذهنية النصراوية , ليس في مصلحة النصر , كما أنه ينال من مصداقية لجان إتحاد كرة القدم , لذا يسعى أغلب كتاب النصر بصورة حثيثة , لمعالجة هذا التداخل الدائم , بين عدل ٍ معلن و حقائق نقيضة , و لكن بكل أسف أن بعض أعمال لجان كرة القدم , تأتي لتضع الكاتب النصراوي في مواجهة محرجة مع جماهير الشمس , التي لديها كم كبير من الأحداث المعالجة بالمعايير المزدوجة , حتى أن كتاب النصر يجدون لوما ً و تقريعا ً من جماهير النصر على منهجيتهم الكتابية التي تحاول أن تأخذ بعض إشكالات معالجات اللجان , إلى مناطق بيضاء خالية من ظلال سوء الظن , و إن كان فيها بعض المساحات المعتمة , فإنها ناتجة عن ضعف في القدرة على المعالجة ليس إلا , في محاولة لبناء الثقة بين لجان الإتحاد و جماهير الشمس , و لكن بكل أسف أن الأعمال الهادمة من قبل بعض لجان الإتحاد , تبدو وكأنها مندفعة لهدم كل لبنة ثقة يبنيها الإعلام النصراوي ..
المساحة المنطقية لمعالجة أزمة الثقة المتعمقة بين لجان إتحاد كرة القدم , و بين جماهير النصر تحتاج لورش عمل , و لقاءات و مقالات و استدلالات و مقارنات , لذا سأكتفي بالإشارة لبعض محركات الشعور السلبي لدى جماهير النصر التي حدثت خلال شهر واحد فقط , و التي جاءتني من مشجع نصراوي برسالة غاضبة ذهبت إلى اتهام الإعلام النصراوي بأنه إعلام جبان ..
رسالة المشجع مازالت تطالب مدير المنتخب فهد المصيبح أن يظهر و لو بتصريح ليفسر حركته الشهيرة التي أخرج بعدها الكابتن ريان بلال من ملعب 22 مايو , و لم يعد للقائمة الأساسية بعدها , بل إن المشجع راهن على خروج النجم أحمد عباس من قائمة المنتخب لبطولة أمم أسيا القادمة رغم أنه نافس على جائز أفضل لاعب في خليجي 20 , و يبرر المشجع هذا الظن السلبي , بأنه نابع من رغبات شخصية لتحطيم اللاعب , ثم يذهب في ذات الإتجاه المؤدي لإدارة المنتخب و يتهمها أنها تمارس الإنتقائية بين لاعبي المنتخب , فثلاثة من لاعبي النصر رجعوا لناديهم من اليمن مصابين و يقارن بين التعاطي مع إصاباتهم و بين حالات لاعبين معيين أصيبوا في أنديتهم و تكفل المنتخب بعلاجهم , ثم يذهب المشجع إلى قرار لجنة الإنضباط في إيقاف كابتن النصر حسين عبدالغني في مباراة الإتحاد , في تداخل مع عقوبة أتخذها حكم اللقاء , و يقدم رهانه على أن الصورة المطابقة التي حدثت في مباراة البارحة بين التعاون و الشباب , من قبل اللاعب عبدالملك الخيبري تجاه لاعب التعاون السهيل , ستمر بدون قرار و أن وجدت لجنة الإنضباط نفسها محرجة قد تتخذ عقوبة الإيقاف مباراتين , و إن حدث ذلك فإن ميزان العدل منتفي لأن حسين طبقت بحقه عقوبتين في مخالفة واحدة , و هي البطاقة الصفراء من حكم اللقاء و الوقف مباراتين من لجنة الإنضباط , فهل تستطيع لجنة الإنضباط , أن تمنح الخيبري بطاقة صفراء بأثر ٍ رجعي إن هي أصدرت بحقه قرار إيقاف مماثل لما أصدرته لحسين عبدالغني ..!!
لمعرفتي بمنهجية الإعلام النصراوي , فإن لدي يقين أنه ينظر لأزمة الثقة بين لجان الإتحاد السعودي كرة القدم و بين جماهير الشمس بمسؤولية تتجاوز مصائد العاطفة و تقفز على الحالات المربكة للمعذرين للجان الإتحاد , و يحاول جاهدا ً أن يبني جسور من الثقة بين الطرفين , و لكن هذه المحاولات المتصفة بالوعي و الديمومة , تحتاج إلى إيقاف أعمال الهدم التي تخلفها بعض قرارات لجان إتحاد كرة القدم , عندما تفقد معالجاتها للمشكلات للثبات و كأنها تعالج بلا مرجعية نصية , أو أنها اجتهاد مع وجود النص مدفوع بدوافع لا أملك تفسيرا ً لها .