كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تردي نتائج منتخبنا الأول وخرج الجميع يحلل ويعلل وعقد المسحل المؤتمرات مبينا خطتيه طويلة الأمد وقصيرتة .. فالجميع يسعى لخلق منتخب قوي يشرفنا في المحافل الدولية ومع احترامي لآراء الجميع وعلى رأسهم المسحل فأن الحل ببساطة يكمن في جملة واحدة وهي (دوري قوي يعني منتخب قوي).
هذه هي أهم قاعدة يجب أن نعمل عليها إذا كنا نريد أن نعود لأمجادنا السابقة .. ودورينا الحالي هو دوري ضعيف جدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ففي كل عام تنحصر فيه المنافسة بين ناديين فقط على الأكثر وأحيانا تحسم البطولة قبل نهاية الدوري بستة أسابيع ويظل لاعبو بقية الأندية يركضون في الملاعب بلا روح أو حماس مما يؤثر على أدائهم وعلى قوة المنافسة.
وإذا تتبعنا نظام الدوري من بعد توحيده والانتهاء من دوري المناطق نجد أنه مر على ثلاث مراحل .. المرحلة الأولى كانت بنظام النقاط ما بين عامي 1976 إلى 1990 أي أربعة عشر موسما .
والمرحلة الثانية كانت بنظام المربع الذهبي ما بين عامي 1991 إلى 2007 أي سبعة عشر موسما.
والمرحلة الثالثة والأخيرة هي المرحلة الحالية والتي عاد فيها الدوري لنظام النقاط مرة أخرى والتي نحن في موسمها الخامس الآن .
وكل الأرقام والدلائل والإحصائيات تقول إن المرحلة الثانية كنا نعيش فيها أقوي وأحلى فتراتنا الزاهية وحققنا فيها معظم انتصاراتنا الدولية سواء على صعيد المنتخب أو الأندية مما يدلل على أن الدوري في تلك المرحلة كان أقوى و أكثر منافسة بسبب نظام المربع الذي يتيح الفرصة لأربعة فرق للدخول في المرحلة الأخيرة مما يجعل على الأقل 6 أو 7 أندية تقاتل كل موسم حتى آخر أسبوع للدخول في المربع وكان وقتها عدد الأندية فقط 12 نادي يكون أربع منهم أو خمس يتصارعون للهروب من شبح الهبوط وبالتالي تبقى جميع الأندية في حالة صراع مثير حتى الرمق الأخير وهذا هو سر قوة الدوري والمنافسة الحقيقية.
ولقوة هذه المنافسة ومشاركة معظم الأندية فيها كان يبرز لاعبون كثر من الأندية الصغيرة ويتم ضمهم للمنتخب أمثال الحديثي والموسى من النجمة والدعيع من الطائي وعبيد من الوحدة وحمزة إدريس من أحد وطلال الجبرين من الرياض وياسر وكريري من القادسية .. هذا غير لاعبو الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب المتواجدين دائما في المنتخبات.
والآن سأستعرض لكم البطولات والانجازات التي حققها منتخبنا أو تحققت بواسطة أنديتنا في كل مرحلة من المراحل الثلاث على حدة لتروا الفرق الكبير في الانجازات وذلك كان سببه دون جدال هو قوة الدوري التي كانت مستمدة من قوة المنافسة .
المرحلة الأولى ما بين عامي 1976 – 1990 م :-
حقق منتخبنا بطولتين وهما كأسي آسيا 84 و 88
والوصول لاولمبياد لوس انجلوس 84
ولم يحقق كاس الخليج على الإطلاق
ولم يحقق كاس العرب
ولم يستطع الوصول لكاس العالم رغم مشاركته في تصفيات 1986 و1990
أما أنديتنا فإنها لم تحقق إلا أربع بطولات وهى كاس الخليج للأندية بواسطة كل من الاتفاق 84 الأهلي 85 والهلال 86 و الاتفاق 88 مرة أخرى . رغم مشاركتنا الدائمة في بطولات آسيا والعرب .
هذه هي الانجازات التي تحققت لأنديتنا ومنتخبنا في المرحلة الأولى من الدوري. وهي مقبولة بل جيدة كبداية لدخولنا للمحافل الدولية ووضع بصمة لنا هناك .
المرحلة الثانية وهي نظام المربع الذهبي ما بين عامي 1991 – 2007 :-
وهذه المرحلة تعتبر تطور منطقي لأسلوب الدوري وتثبت مدى حنكة المسئولين في ذلك الوقت وإدراكهم للأسلوب الأمثل لتطوير الدوري ورفع معدلات المنافسة فيه لإدراكهم إن المنافسة القوية هي التي تطور مستويات الأندية واللاعبين وبالتالي ينعكس هذا التطور على المنتخبات. وفي تلك المرحلة حقق فيها منتخبنا :-
كاس الخليج 94 – 2002 – 2003
كاس العرب 98 – 2002
كاس آسيا 96 ووصيف 92 – 2000 – 2007
كاس التضامن الإسلامي 2005
المشاركة في كاس القارات 92 – 95 – 97 – 99
الوصول لكاس العالم 94 – 98 – 2002 – 2006
الوصول لأولمبياد اتلانتا 1996
أما أنديتنا فقد كانت انجازاتها لا تعد ولا تحصى ومنها
كاس الكؤوس الآسيوية :-
94 القادسية 97 الهلال 98 النصر 99 الاتحاد 2001 الشباب 2002 الهلال
بطولة الأندية الآسيوية بالنسخة القديمة :-
92 – 2000 الهلال
ودوري أبطال آسيا بنسخته الحالية :-
2004 – 2005 الاتحاد مرتين متتاليتين
كاس السوبر الآسيوي :-
97 – 2000 الهلال
98 النصر
كاس أندية الخليج :-
93 الشباب – 94 الشباب 95 النصر 96 النصر 98 الهلال 99 الاتحاد 2003 الأهلي 2006 الاتفاق
في هذه المرحلة كنا أسياد آسيا دون منازع وممثلها الدائم في كاس العالم
المرحلة الثالثة 2008 إلى 2012 العودة لنظام النقاط :-
وهنا تحديدا لا ندري ما لذي دعانا للعودة لنظام سابق رغم أننا كنا بنظام المربع الذهبي نعطي ونقدم أفضل المستويات ونحقق نتائج رائعة وبالتالي بدأ السقوط المريع لمنتخبنا وأنديتنا فلم يتحقق في هذه الفترة حتى الآن أي انجاز عدا فوز الأهلي بكاس أندية الخليج في 2008 .
وفشل منتخبنا في الوصول لكاس العالم مرتين وفشلنا في الوصول للاولمبياد مرتين وحققنا أسوأ نتيجة لنا في نهائي آسيا الأخيرة.
هذه الأرقام هي أقوى دليل على إن قوة المنافسة في الدوري تصنع دوري قوي والدوري القوي يصنع منتخب قوي وأندية قوية.. ولكن فيما يبدو أن المسئولون عن كرتنا مازالوا يسعدون بفوز هزيل للهلال على النصر المتهالك ويفضلونه الف مرة على الانتصار على الغرافة وبيروزى الأكثر تهالكا من النصر ويتخذون مشاحنات الأهلي والشباب الإعلامية محليا كتغطية لحال منتخبنا وأنديتنا في المحافل الدولية .
فهل نعود لدوري المربع مرة أخرى ونقيل من هم على رأس لجنة المسابقات الذين أدمنوا التأجيلات وإيقافات المنافسة بينما روزنامة الفيفا وأيامها لا تعني لهم شيئا وكل ما يعنيهم هو روزنامة أنديتهم المفضلة .. أيام المربع الذهبي كان دورينا ذهبيا وكانت كل أيامنا ذهبية بغض النظر عمن كان يحقق البطولات من أنديتنا في تلك الفترة فهل نعود إليه حتى تعود المنافسة القوية ومن ثم يعود منتخبنا وأنديتنا للواجهة مرة أخرى مع استمرار المسحل في خطته طويلة الأمد مع المنتخبات السنية.
الرمية الأخيرة :-
في الدوري الاسباني هذا الموسم فؤجي برشلونة بإضراب موظفي المطار وشركات الطيران وإلغاء كل الرحلات الجوية في نفس اليوم الذي كان يجب أن يسافروا فيه لأداء أحدى المباريات الدورية خارج أرضهم واتصلوا بلجنة المسابقات لتأجيل المباراة لهذه الظروف الطارئة وكان رد اللجنة لا يوجد أى مجال لتغيير الروزنامة فعليكم بالسفر بأية طريقة وبالفعل سافروا بالسيارات والقطار واستغرقت رحلتهم أكثر من 7 ساعات ووصلوا للملعب وأدوا المباراة وفازوا .. هذه الرمية مهداة إلى فهد المصيبيح وعادل البطي .
عودة المربع