كثٌر الجدل في الآونة الأخيرة حول العقود الكبرى للاعبي كرة القدم السعوديين و مدى الفائدة الفنية التي يقدمها هؤلاء اللاعبون لأنديتهم نظير هذه المبالغ .
و في الواقع أن أغلب المعارضون لهذه الصفقات يرون بأن اللاعب السعودي لا يوازي فنياً ما يقدم له من مقدمات عقود بل انها تكون أحياناً سبب في هبوط مستويات المميز منهم ، بينما يرى آخرون ان ارتفاع أسعار اللاعبين المحليين ساهم في انعدام ولاء اللاعب للشعار الذي يرتديه بل و اصبح همه مادياً بالدرجة الأولى . و هناك من ذهب الى المقارنة بين ارتفاع أسعار عقود اللاعبين المحليين مع ارتفاعها في أوروبا حيث أنه هناك يتم التعويض بإستغلال عقد اللاعب بشكل أكبر سواءاً في استثماره و كذلك في الإعلانات التجارية .
و في الجانب الآخر هناك من يؤيد و يرى بأن كرة القدم حول العالم قد أصبحت صناعة و من الطبيعي أن تصل عقود اللاعبين لهذه الأرقام الفلكية ، و يؤيدهم آخرون في قضية أن دفع هذه المبالغ للاعب السعودي أفضل من تصديرها للخارج بعقد صفقات للاعبين أجانب بعضها قد تنجح و معظمها مصيره الفشل .
و في ( سبورت ) سنذكر اشهر الإنتقالات المحلية الكبرى عبر تاريخ الكرة السعودية ( من ناحية الأسعار ) و مدى الفائدة الفنية من هذه الإنتقالات لكي يكون التقييم بشكل أوضح لدى المتابع الرياضي :
– في عام 1998 إستقطب نادي النصر مهاجم نادي الرياض ( خالد السويلم ) بمبلغ مليون ريال كأولى الصفقات المليونية في الكرة السعودية ، و كانت هذه الصفقة حديث الشارع الرياضي آنذاك بينما لم يقدم اللاعب المردود الفني المأمول منه للفريق النصراوي .
– و في عام 2000 إنتقل الحارس الأسطوري للكرة السعودية محمد الدعيع من نادي الطائي الى الهلال بالرغم من المنافسة الشرسة مع غريمه النصراوي لكن الهلال كسب توقيع الدعيع بمبلغ تجاوز الأربعة ملايين ريال ، و كانت صفقة ناجحة بكل المقاييس حيث حقق الدعيع العديد من الإنجازات و البطولات مع الفريق الهلالي على مدار عشر سنوات .
– و كذلك في عام 2000 كسب النادي الأهلي توقيع المهاجم الأول في الكرة السعودية آنذاك عبيد الدوسري من نادي الوحدة بمبلغ تخطى حاجز الخمسة ملايين ، بينما لم يكتب لهذه الصفقة النجاح الكبير حيث خسر الأهلي و الكرة السعودية نجماً كان يعول عليه الشيء الكثير .
– و في نفس الموسم أيضاً وقع نادي الإتحاد مع المهاجم الشبابي مرزوق العتيبي بعد بروزه في كأس القارات بمبلغ تجاوز 9 ملايين ريال كأعلى صفقات ذلك العام ، بينما لم يستطع العتيبي أن يحجز مكاناً أساسياً في خارطة العميد على مدار ست سنوات في ظل وجود العديد من النجوم في هجوم الفريق أمثال حمزة إدريس و الحسن اليامي لتكون تجربته مع الإتحاد أقرب الى الفشل .
و في موسم 2003 وقع نادي الهلال مع لاعب المحور الشبابي عبداللطيف الغنام بمبلغ 14 مليون ريال ، و ما زال الغنام يقدم مستويات جميلة مع الفريق الهلالي بالرغم من غيابه في عدة مناسبات عن الفريق بسبب الإصابات .
– و في موسم 2003 أيضاً نجح نادي الإتحاد في الحصول على خدمات ثنائي القادسية سعيد الودعاني و سعود كريري بمبلغ قارب الـ 22 مليون ريال ، و بالرغم من عدم تقديم الودعاني لأي شيء يذكر مع نمور الإتحاد إلا ان نجم الإرتكاز سعود كريري ما زال ينثر إبداعاته و يقود الإتحاد و المنتخب السعودي بشكل رائع .
– و في عام 2005 و بعد منافسة كبيرة بين الهلال و الإتحاد نجح الفريق الهلالي في الظفر بخدمات المهاجم الفذ ياسر القحطاني من القادسية بمبلغ 25 مليون ريال ، بينما ابدع القحطاني مع الهجوم الأزرق محققاً العديد من الألقاب الجماعية و الفردية يأتي في مقدمتها حصوله على أفضل لاعب آسيوي في عام 2007 ، و بالرغم من إنخفاض مستوى القحطاني في السنوات الأخيرة إلا انه يبقى من أخطر اللاعبين في خط الهجوم الهلالي .
– و في عام 2009 وقع نادي النصر مع مهاجم المنتخب الأولمبي و نادي القادسية محمد السهلاوي بمبلغ 33 مليون ريال ، ليحجز السهلاوي مكاناً أساسياً في خارطة الهجوم الأصفر و يسحب البساط من نجمه الأول سعد الحارثي ، و بالرغم من أن الجماهير النصراوية بدأت تنقسم في الآونة الأخيرة بعد تذبذب مستويات السهلاوي و إنخفاض معدله التهديفي إلا ان الجميع يتفق بأنه المهاجم السعودي الأول في الفريق الأصفر خلال السنوات الأربع الماضية .
– و في منتصف الموسم الماضي 2012 نجح الإتحاد في كسب خدمات النجم أحمد الفريدي بعد رفضه التجديد لناديه الهلالي ليوقع لمصلحة الإتحاد بمبلغ 35 مليون ريال و يحرز معهم خاتمة بطولات الموسم الماضي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أمام الليث الشبابي .
– و مع بداية الإنتقالات الصيفية للموسم الحالي 2013 حسم النادي النصراوي صفقة نجم وسط الإتفاق و الأخضر السعودي يحيى الشهري بمبلغ 48 مليون ريال كأعلى الصفقات المحلية في تاريخ الرياضة السعودية حتى الآن ، و هي صفقة يعول عليها النصراويون كثيراً بأن تضيف الكثير لخط الوسط في الفريق الأصفر .
و بالرغم من وجود العديد من الصفقات الكبرى غيرها في الكرة السعودية إلا ان هذه الصفقات هي الأعلى بحسب توقيت كل صفقة ، و ذلك بغض النظر عن مبالغ تجديد عقود اللاعبين لأنديتهم حيث أن أغلبها لا يتم الفصح عنها أو تتم عليها إضافات أخرى كإمتيازات أو هدايا عينية من النادي أو أعضاء الشرف .
و بالنظر الى أبرز صفقات إنتقال اللاعبين المحليين منذ تطبيق نظام الإحتراف في الكرة السعودية يتضح بأن هناك تفاوتاً في نجاح بعض الصفقات و فشل الأخرى ، إلا انه من المؤكد بأنها أكثر أماناً من بعض الصفقات الأجنبية و التي يستفيد منها اللاعب و وكيله و يذهب ضحيتها أنديتنا الرياضية .