إياد عبدالحي يكتب: هاتك يا جَلد

. مُذ أن تحرَّك يراعي كناقدٍ رياضي أنا لم أتناول أي قضية تحكيمية..!

. لم أُشر بإصبع السبَّابة (المتَّهِم) نحو أي حكم.

. لم أشكك قط في أي صافرة.

. لم أنصب قفصاً لأضع فيه نزاهةً لأحدهم.

. فهل أنا ناقد رياضي سَوِيّ..؟

. أم أني غبي..؟ أم مثالي..؟ أم فيني مسٌ من جنيّ..!

. دوماً ما أتعامل مع الأمر على أنه وقع دون عمد..! مستبعداً تماماً سبق الإصرار والترصد.

. خطأ تقديري في حُكمٍ لا يستمهل قاضيه إلا (لحظة)..! .

. لحظةٌ واحدة فقط قد لا تكفينا لتمييز مذاق ملحٍ من سُكَّر إن لم تُصب فيها الصافرة الصواب صُلِبت نزاهتها لتنال من رأسها طيور الألوان.

. مقالٌ يسبق مباراة حسم عنوانه: (صافرة للبيع)..! ومقال آخر ينتهي بعبارة: (كان الثمن بخساً)..! وبطبيعة الحال الحكم يقرأ..!

. تصريح رئيس أحد الناديين ممتعضٌ جداً من اسم الحكم. وتصريح رئيس النادي الآخر وصل لحد العبوس منه.! وبطبيعة الحال الحكم يسمع.

. تبدأ المباراة.. المدرج محتقن هنا وهناك.. وينتظر.

. ثم ماذا..؟ ثم: خطأ.

. ومن غير الطبيعي أن لا يكون هناك خطأ.

. فيُصبُّ جام الغضب، هتافات (الكاف) و(الميم) و(الراء), بل وحتى الألف المقصورة.. نعم (المقصورة).

. ثم تنتهي المباراة ونستمع لتصريح: (التحكيم هو السبب). فتكون الضحية الأولى: (سيارته).. ومن ثم حائط منزله. وبالتأكيد: (سُمعته).. ثم بعد ذلك كله يصدر قرار (سِري) بإيقافه من لجنته.. وبطبيعة الحال يُسرَّب الخبر لكل الصُحف و…(هاتك يا جلد).!

مقالة للكاتب اياد عبدالحي عن جريدة النادي

12