يُعَاتبنا البَعض نَحنُ “مَعَاشِر الأُمَّة الاتّحَاديّة”؛ بأنَّنا قَد بَالغنا في فَرحَتِنَا حِين فَاز -“فَريقنا المَارد الأصفَر”- بكَأس بَطل الأبطَال..!
وهَذا العِتَاب لَه وَجَاهته ومَنطقه.. ولَكن لا يَصمد أمَام الحَقيقة التي تُبرِّر هَذا الفَرَح، والتي تَتجلَّى في هَذه الأسبَاب:
أولاً: الفَريق كَان يَعيش في دَائرة اليَأس، وأصبَح تَرتيبه “السَّابِع” في الدّوري.. ولَم يَكن أكثَر المُتفَائلين -مِن أمثَالي- يَظن أنَّه سيَخرج مِن هَذه الدَّائِرة؛ بتِلك السُّرعَة الصَّاروخيّة..!
ثَانياً: كَان التَّأهُّل عَبر الفرَق القَويّة، أعنِي عَبر الأوّل والثَّاني والثَّالث، ومَجموع أهدَاف هَذا التَّأهُّل كَان 14 هَدفاً، 4 مِن نَصيب الهِلَال، و4 مِن نَصيب الشَّباب، و6 مِن نَصيب الفَتح “المُتصدِّر”..!
ثَالثاً: حَقَّق الاتّحاد البطولَة بفَريق شِبه سعُودي، لأنَّ أجَانب الاتّحاد لَن يُشاركوا مُشاركة فَعَّالة.. وبَعضهم يَتفوّق عَليه مَن هو في “مَقاعِد الاحتيَاط”..!
رَابعاً: في هَذه البطُولة اكتَسَبَت “النّمور الصَّغيرة” ثقَة وهِيبَة وصَلَابة، ووُلِدَت “مُكتملة” مِن البدَاية، ومِن أوّل ظهُور لَها حَقَّقت “أغلَى البطُولات”..!
خَامساً: إنَّ أغلَب اللَّاعبين أعمَارهم دون العشرين، وهَذا يَعني أنَّنا ضَمنَّا فَريقاً يَتمدَّد ويُسيطر؛ عَلى المُستطيل الأخضَر، لمُدَّة عَشر سَنوَات عَلى أقَل تَقدير..!
سَادساً: هَذا التَّغيُّر السَّريع أو -لِنَقُل الرَّبيع الاتّحادي- أثبَت أنَّ الاتّحاد فَريق مِثل بَيروت، يَخرج مِن بَين مسَاحات اليَأس؛ في فَضاءات الأمَل والنَّجَاح والتَّفوّق..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ الحرُوف تَنتهي؛ والمَعَاني تَتقلَّص، ويَبقى الاتّحاد أكبَر المُحرِّضين عَلى الكِتَابَة والتَّدفُّق، في قَلم كُلّ ريَاضي حَصيف؛ نَظيف شَريف؛ لَديه قَلمٌ عَفيف..!!!
مقالة للكاتب أحمد العرفج عن جريدة المدينة