طارق السعيد يكتب..البرامج الرياضية تعكس ثقافة الإعلاميين

للحوار فن وعلم وثقافة واحتواء للمواضيع بكل أدب وذوق وأخلاق… وإن تكون صاحب شخصية كاريزمية وهي موهبة إلهية يتطلب فيها مجموعة من السمات مثلا أن تكون واثقا مما تقدمه للرأي العام من معلومات صحيحة، وودود في الحديث،

-وفي الوقت نفسه- أن تكون مقنعا، وليس متعجرفا في حديثك… فالشخص المتحدث اللبق ذو الشخصية الجذابة، يلهم الجمهور، وتترك معلوماته الصحيحة انطباعا مميزا عندهم. وتلعب آداب الحوارات في البرامج الرياضية دورا مهما في خلق بيئة عمل إيجابية ومنهجية مريحة لجميع المستمعين والمشاهدين، واحترما للذوق العام، -وخصوصا- وأن هذه البرامج تنقل -على الهواء مباشرة- وهي تمثل طبقة المجتمع الرياضي…

ولا أود الإطالة في مقدمة مقالي، ولكن العتب كل العتب على القائمين على بعض البرامج الرياضية من جلب بعض الأشخاص المنتسبين للإعلام الرياضي، وحقيقة الإعلام بريء منهم ومن هفواتهم وجعجعتهم وصوتهم العالي المزعج والتشتت بالموضوع، فيوهمون أنفسهم قبل الناس أن حجتهم قوية، وهم بذلك يطبقون المثل المعروف (خذوهم بالصوت اغلبوهم بالكلام)..! ليلفتوا إليه أنظار المستمعين أنهم فاهمين ويغطون على جهلهم بالتاريخ الرياضي.. تاركين الأمر برمته للفاهمبن بعلوم الوسط الرياضي ، لتبدأ جدليات طويلة وتفتح ملفات قديمة… والمتضرر هو من ضيع وقته لسماع هفواتهم ..!

فالإقناع في الحديث له كاريزما خاصة تجدها في بعض الأشخاص وعلى سبيل المثل وليس الحصر الاستاذ “عبدالله فلاته”؛ الحاصل على الدراسات العليا في ماجستير القانون، وهو معروف بثقافته القانونية وفهمه لما يدور في الوسط الرياضي من ناحية، وشفافيته في الحديث وبعقلانية بالطرح من ناحية أُخرى، وحديثه مقنع وواقعي وفق أسس علمية صحيحة تنم عن أدب الحوار والارتقاء للمشهد الثقافي والرياضي بطريقة مقبولة ومقنعة .. حقيقة نحتاج لأُناس يتحدثون بشفافية وفهم وإدراك عندما يتحدثون ويملكون الوعي والمهارات اللازمة لتعزيز بيئة رياضية تعزز آداب السلوك الحضاري واللطف والمراعاة والتواضع الجم.. ولا سيما وأن الزلّة والشخصنة في الحديث والميول بطريقة غوغائية تَتملَّق الجماهير لاسْتِغلال مَشاعِرها وكَسْب وِدِّها وإثارتها..!

لذا من الضروري إلزام القائمين على هذه البرامج والضيوف بالقواعد الأساسية لآداب الرياضة، وتجنب خرق القواعد والقيم بإفهامهم بأنهم يمثلون إعلامنا الرياضي..


وأما إذا كان إختيارهم لخلق الإثارة الإعلاميّة وعمل البلية الرياضية فجنتهم منازلهم ..! فيذهب المتحدث إلى الإطالة في الحديث كيفما اتفق، وربما تعمّد الإثارة بإختبار كلمات أو عبارات مسيئة لا تمت للموضوع بصلة، يشغل بها أطراف الحوار والمشاهدين، ليهرب من أصل الموضوع القائم، ويقدم نفسه كبطل أمام أنصار ناديه والمتعاطفين معه!!
وحتما هذا يحسب على نجاح أي برنامج رياضي ..!

20