في مباراة ليلة البارحة في العاصمة الرياض وعلى ملعب الأمير فيصل بن فهد لم ينتظر الفريق الهلالي كثيراً؛ لحسمها والانتصار على الفريق الاتحادي فقد أنهاها من الشوط الأول وبنتيجة كبيرة ثلاث اهداف مقابل هدف، قابلة للزيادة لولا الاستعجال وسوء الطالع الذي لازم لاعبو الهلال، ولعل هذا الانتصار يكون نهاية الهتاف المعتاد (هاتوا الهلالي) من قبل جماهير الفريق المقابل، وجميع الجماهير الرياضية فكلما وجد هذا الهتاف التعيس، كلما حضر استفزاز الزعيم، كلما كان الانتصار الهلالي المستحق حاضر.
فاز الفريق الهلالي وباستحقاق وإصرار وسوف نسمع في المقابل وبكل تأكيد النغمات المعروفة من إداريين، وجماهير، وبعض المحللين الفنيين، وغيرهم من الأندية الأخرى بأن انتصارات الهلال كانت بسبب تحيز الحكام، أو في غياب تام ل..VAR، أو اختلاف في الدعم المقدم، وغيرها من النغمات المملة والتي للأسف لا زالت مستمرة، وسوف تستمر طالما هذه العقليات البائسة موجودة في الأندية، والأسوأ إذا كانت هذه العقليات مسؤولة في إدارات النادي والتي لا تتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية في الرياضة السعودية والتي في الواقع تشهد دعم غير مسبوق للأندية ولكن..!!
مازالت صرخة الطفل الوحداوي تدوي في الآذان بعد غضبه من نتيجة عميد الأندية السعودية نادي الوحدة وخسارته أمام المنافس الاتحاد في الشرائع العام الماضي وكأنها تعود مجدداً بعد هزيمة فريقه مؤخراً في الجوهرة بأن فريق الهلال سيأخذ بالثأر وينتصر وبالفعل أخذ الهلال الثأر وانتصر للمرة الثامنة على التوالي على فريق الاتحاد ولا جديد في انتصار الهلال ولا غريب في خسارة الاتحاد. أما أنت أيها الطفل الوحداوي فكان الله في عونك وعون الجماهير الوحداوية المحبة على هذا الوضع الوحداوي المؤلم. وباختصار أيها الطفل الوحداوي لم يأتي بعد من يسعد محبي الكيان الوحداوي كافة، فقد رحلوا من يحبونها بعشق منذ عهد قديم.
تعاقدت الأندية الأربعة الكبار مع لاعبين جدد هذا العام مع اختلاف أعدادهم، غير اللاعبين المتواجدين بطبيعة الحال من العام الماضي ولم يعد هناك أعذار لأي فريق منهم باتهام فريق لتميزه عن فريق آخر في الدعم وخلافه، ولكن في واقع الأمر مهما يكن من أسماء على مستوى فني كبير إن لم يكن هناك فكر إداري متميز، وجهاز فني مبدع، وبيئة رياضية جاذبة فلن يحدث أي تغيير في الفريق وسيظل أي فريق محلك سر ولعل الرسالة وصلت لمن يدرك، ويدرك فقط.
مازلت أيها الفريق الهلالي الكبير تركض في مختلف الميادين الرياضية وبدون توقف صوب منصات الذهب، ومازلت تحصد نتائج تخطيطك السليم، ومازلت تتمسك في منهجك المتميز، ومازلت تترجم الفكر الإداري النير لواقع مشاهد فمن المعروف وعبر التاريخ بأن ثقافة النادي بأن يأتي رئيس جديد ويترجل غيره؛ لتنفيذ ما اتفق عليه المحبون في الماضي البعيد من جعل مصلحة النادي هي أهم الأولويات ولا شيئاً غيرها، ولذلك لا اختلاف في التوجهات، ولا خلاف بالآراء وهذا ما لم يفهمه الآخرون ولن يفهمونه للأسف، فالإنجاز لا يأتي صدفة، ولن يأتي بالتمنيات أو التخيلات إنما بالعمل المنظم، والعمل الجاد وفعلاً لكل مجتهد نصيب.