عندما يقوم أحدهم بتحليل وضع المنتخب ومناقشة مشاكله، لا بأس في ذلك، بل هو أمر ضروري. نحن بحاجة إلى إبداء آرائنا، الاقتراح، النقاش، بل وأحيانًا الغضب. لكن هناك فرق كبير بين النقد البناء وبين النفث بالكراهية والتعصب.
عندما تتحدث بغضب وكراهية تجاه نادٍي معين أو تضخّم من أخطاء لاعبين فقط لأنهم ينتمون لنادٍي آخر، هنا يتغير الهدف من التحليل إلى مجرد تصفية حسابات شخصية. أليس هذا هو التدمير الحقيقي للمنتخب؟ عندما يصبح همّك الأول هو إثبات فشل لاعب لأنه لا ينتمي إلى فريقك المفضل، أليس ذلك تصرفًا يهدم الروح الوطنية التي من المفترض أن نكون جميعًا داعمين لها؟
ألست أنت من يجعل مشاعره تجاه ناديه الخاص تغلب على مصلحة المنتخب؟ اقرأ تحليلاتك مرة أخرى، ولكن بعين شخص محايد. ستلاحظ أنك في كثير من الأحيان تمجد لاعبي فريقك المفضل على حساب لاعبين آخرين، حتى إذا لم يكن لديهم تأثير كبير على المباراة.
أين هي مصلحة المنتخب في هذه الحالة؟ عندما تركز كل جهدك على إثبات نظرية أن المسؤولين يدعمون ناديًا معينًا حتى داخل المنتخب، فإنك بذلك تُهمّش المصلحة العامة وتضر بمعنويات اللاعبين، الذين يمثلون جميعهم المنتخب وليس أنديتهم السابقة.
هل من المعقول أن البعض يحتفل بخسارة المنتخب لأنه يطلق عليه “منتخب الهلال” فقط لأن بعض اللاعبين ينتمون لهذا النادي؟ إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التعصب؟
لقد قرأت العديد من التحليلات من مختلف الإعلاميين، وتمنيت أن أرى تحليلاً خالياً من هذا التعصب المقيت. تخيل أن هناك من يتصيد خطأً من لاعب فقط لأنه ينتمي لنادٍ معين، ويتشمت به. هل هذا هو الوقت المناسب لهذه السلوكيات؟
هذه الأنواع من السلوكيات يجب أن تُحاسب. لقد قلتها وأكررها دائمًا: انظر إلى لاعبي المنتخب على أنهم يمثلون نادٍ واحد فقط: المنتخب الوطني. تخيلهم كما لو أنهم انتقلوا إلى نادٍ جديد يدعى “المنتخب”، وبهذا الشكل لن تكون هناك حاجة للتركيز على أنديتهم السابقة.
الهدف هنا هو دعم المنتخب، وليس الترويج لتعصب الأندية. يمكننا تخفيف حدة التعصب إذا اعتبرنا أن لاعبي المنتخب يمثلون فريقًا جديدًا لا علاقة له بأنديتهم السابقة.
في الختام، مثاليات بعض الإعلاميين قد تبدو في ظاهرها جيدة، ولكن تحت السطح تجد أنها مليئة بالتعصب. دعونا جميعًا نشجع “نادي المنتخب” ونضع تعصب الأندية جانبًا. كل التوفيق للمنتخب الذي ندعمه جميعًا.