المخدرات آفة من آفات المجتمع وتستهدف شريحة الشباب بشكل كبير ويركز المروجين على أصحاب المداخيل العالية لتحقيق مكاسب مادية من وراء تجارتهم القذرة.
وبطبيعة المجتعات فهناك الصالح والطالح ومعدوم الثقافة وسهل الانقياد وهذا يجعل لتجار الموت سوقاً من خلال اصطياد البعض وتوضح حملات هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والإدارة العامة لمكافحة المخدرات والجمارك حجم هذه الحرب التي تخوضها ضد المفسدين في الارض.
لكن ثمة سوقاً خصبة اقتحمها تاجر السم واعني هنا لاعبي كرة القدم. فقد اغرت العقود المليونية والثراء السريع مروجي المخدرات لجر اللاعبين إلى هذا المستنقع.
لن آتي بجديد عندما اذكر امثلة وتنبيهات صدرت من هنا وهناك فقد سبق ان المح مسئولي اندية الى مشكلة المسكرات والشرب كما اجرى برنامج كورة تحقيقا عن المروجين وكيف يصطادون الشباب لاسيما اللاعبين. بل ان دولة خليجية باتت تهمة لأي لاعب يسافر لها إذا ما اقترن سفره بهبوط مستواه.
الامر كذلك في ما ينشر في وسائل الإعلام عن حوادث مماثلة يكون فيها الانحراف جلياً بل ان حتى الموقوفين من لجنة المنشطات اتهموا بأن الحشيش والشراب وراء ايقافهم رغم عدم إثبات ذلك.
الثراء السريع والشهرة وجموح الشباب وقلة الوعي وراء كوارث حلت بلاعبين وانتهت نجوميتهم بعدما اسرفوا على انفسهم وأضاعوا شبابهم واستسلموا لهوى النفس.
إن المشكلة لم تعد بين اللاعبين المحليين ففي النهاية قد يستيقظوا او يرتدعوا وتؤنبهم ضمائرهم ويمنعهم الوازع الديني والعرف الاجتماعي من الاستمرار في الغرق.
لكن المشكلة صدرت للمحترفين الاجانب وأصبح البعض يخشى ان نستقطب نجوما في كرة القدم ونصدرهم مدمنين بعد ان شهدت المواسم السابقة هبوط حاد في مستويات لاعبين اجانب كلفوا ميزانيات الاندية مبالغ هائلة وربط انخفاض مستواهم بالصحبة السيئة والسهر الذي بات يهدد مسيرتهم ان لم ينهها في انديتنا.
لقد تعددت القصص والراويات حول نجوماً ومحترفين اجانب كانوا ضحية الادمان او تعاطي المسكرات في وقت باتت ثقافة اللاعبين المحترفين تتركز في عقد عالي وضجيج وإعلام وسفر وشراب ومسكرات وما يلحقها من جرائم ورذائل بسبب ذهاب العقل وفقد القدرة على الادراك وإتباع الشهوات.
إن دور الأندية ليس فقط ضخ الاموال في جيوب اللاعبين بل تثقيفهم وإرشادهم ونصحهم في كيفية المحافظة عليها لأن كثرة المعاصي تزيل النعم وإذا لزم الامر مراقبتهم وفرض التدريبات الصباحية الزامياً حتى ان لم يكن الوقت مناسب للتدريب بسبب الجو يكتفي بالمحاضرات والألعاب الترفيهية حتى تساهم الاندية في صنع شباب مؤهلين للتعامل مع كافة الظروف والإغراءات ويستطيعون الاستمرار في الملاعب دون الوقوع في براثن المخدرات.