ظهر نادي الاتحاد في مشاركته ليلة البارحة في كأس العالم للأندية المقامة حالياً في مدينة جدة بمستوى فني متواضع مطابقاً لما كان عليه من مباريات في دوري روشن للمحترفين بمعنى كل ما قدمه من مستويات فنية ليست بمستغربة عطفاً على حال الفريق. كما أنه صورة أخرى مطابقة لعمل إدارة النادي والتي يبدو أنها عاجزة على النهوض بمستوى الفريق بأي حال من الأحوال، ولاجديد أيضاً في حضور الجماهير الاتحادية المتميز فكان الحضور على الموعد وهاردلك لهذه الجماهير المحبة.
وكان من المفترض أن تضاعف الإدارة من جهودها في استعدادات الفريق ويرتفع سقف الطموحات لديها لأقصى حد ويتجاوز مما تحقق من قبل من إنجاز باسم المملكة العربية السعودية والمتمثل في وصافة العالم عبر نادي الهلال في البطولة السابقة والتي أقيمت مبارياتها في دولة المغرب، وأيضاً كان من المفترض إحساس اللاعبين جميعهم بحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم.
والهلال ليس من المقبول أبدا أن نقول كان من المفترض أن يشارك في هذه البطولة لأنه الفريق الأول في صدارة دوري روشن حتى الآن، ولا نقول لأنه الفريق المكتمل في الوقت الحاضر كما كان يطالبون بهذا من أصيب بالفقر الرياضي في بطولاتهم.. فالاتحاد هو الأحق بالمشاركة، ولكن نقول خذوا من الفريق الهلالي ثقافة الفوز وثقافة التحدي وثقافة قهر الظروف فكلما اشتدت الظروف المحيطة بالهلال وكلما قست عليه الظروف المحبطة كلما خرج للمنافسين بصورة أقوى من قبل وثقافة الهلال من الممكن أن تدرس لمن يرغب فقط.
هنا الزعيم الأزرق .. وعندما نقول هنا الزعيم فإننا نستحضر الماضي الهلالي الكبير بنشأته وتأسيسه وفكره وعمله المؤسساتي الفريد وبالتالي إنجازاته والتي ليس من المستحيل تكرارها، ولكن من الصعوبة أن تتكرر إلا إذا تغيرت أفكار وتصورات القائمين على شأن الأندية.. بأن الكرة جمال.. وأن الحضور متعة.. وأن اللعب ذكاء..وأن صعود منصات التتويج وتحقيق البطولات رؤية لابد من معرفتها جيداً بعيداً عن التوهمات والتأويلات والمبررات غير المسؤولية.
ولعلنا نسترجع بعض التاريخ الرياضي الماضي قليلاً ونقتبس من حديث الراحل الأمير محمد الفيصل_ رحمه الله تعالى _بعض الشيء حين قال سموه عن نادي الهلال تحديداً: “الهلال الأحق بزعامة الأندية السعودية شئنا أم أبينا، وما يحدث في الهلال لا بدّ أن يتعلمه الآخرون، وتحقيق البطولات لا يتحقق بالأمنيات والأحلام بقدر ما يتحقق بالعمل الجماعي وهذا ما يتفوق به الهلال عن غيره، وبطولات الهلال لا يقلل منها إلا جاهل بالكرة وعلينا أن نفعل مثله بدلاً من انتقاده” حقيقة هذا الحديث وللتاريخ درس هام من دروس الكبار من الرموز الرياضية فهل يفهمه الآخرون ويدركون مجد الهلال..؟