تعلمنا من يلو

من يتصور بأن دوري يلو ومبارياته أقل من المأمول فهو خطأ وبعيد كل البعد عن متابعة كرة القدم بمختلف درجاتها.

أتابع دوري يلو منذ عقود طويلة وبالتحديد عندما كان الزميل الراحل الإعلامي “غازي الصويغ” يسلط الاضواء على دوري يلو ، وبعد هبوط النادي الأهلي لمصاف دوري الدرجة الأولى أصبح الدوري ذو قيمة عالية من حيث المتابعة فقط.

اضاف النادي الاهلي للدوري نكهة خاصة من حيث الحضور الجماهيري والتغطيات الإعلامية التي كانت غائبة عن يلو، ولعل جميعكم شاهد قوة المنافسة وتقارب النقاط ما بين المتصدرين بفارق نقطة واحدة وهذا دليل بأن التنافس حاد ويغلي فوق سطح صفيح ساخن.

ولان كل رياضي لَهُ ميول رياضي ويعشق ناديه فكان نصيبي تشجيع النادي الأهلي الذي صدمنا بهبوطه العام الماضي وهي حالة نادرة ولكن ليست الاخيرة في عالم المجنونة فقط هبطت اندية عالمية ثم عادت أقوى مما هي عليه الآن.

ولكن ماذا “تعلمنا كجماهير أهلاوية من “دوري يلو” ولعل أهم الدروس التي كسبناها الا نعطي رئاسة النادي وإدارته لغير ابنائه المخلصين فهم الاولى بالمعروف وهم من يخافوا على مصالحه اكثر من غيرهم، وكذلك زاد هبوط الاهلي ألفة وتلاحم ما بين الجماهير وأن كانوا كذلك فتخيلوا لمسة الوفا مع آخر صافرة للحكم في دوري المحترفين تعلن اسدال الستار لهبوط الأهلي وتردد الجماهير النشيد الأهلاوي “لك العهد و العشق والانتماء وخلقك نمضي صباح مساء”.

تلك الصورة اذهلت الرياضين بمختلف ميولهم كيف يرددوا نشيدهم في تلك الليلة الظلماء ولكن اكثرهم لا يعلمون بأن الحب لانهاية لَهُ وكرة القدم ليست فوز وخسارة وحصد البطولات بقدر ماهي ولاء وانتماء للمعشوق.

تعلمنا من دوري يلو معاني الصبر والمثابرة والاحتكاك بأندية قوية وكذلك أخذنا جولة مكوكية بين المدن التي تلعب في يلو وتعرفنا على جغرافية تلك المناطق وحضاراتها الوطنية المتعددة.

ولا اخفيكم سراً دوري روشن هذه السنة افتقد للنادي الأهلي وكثير من المشجعين بمختلف الميول قالوا الدوري هو من خسر الأهلي وليس العكس ونتمنى عودته ليكتمل العقد الفريد فبدون الأهلي وجماهيره لا نشعر بقيمة المنافسة وافتقدنا كذلك لأقوى يربي يجمع اقطاب الكرة السعودية ُبين العميد و قلعة الكؤوس .

هذه الدروس التي أشرت اليها هي بداية التصحيح لعودة بطل يملك أرث رياضي تاريخي لا يجهله سوى حاقد أو حاسد و سيعود النادي الأهلي لمكانه فهو يقاتل كما تحدثنا في دوري يلو الأكثر شراسة وما أجمل هذه التضحيات التي تعلمنا الكثير وتشعرك بأن النادي الأهلي مع جماهيره لا زال في دوري المحترفين بهذا الحضور الطاغي والتكاتف.

سيعود بطل الكووس لمكانه الطبيعي وأن طال السفر والمهتوي مل صبره وعذبات الأيام ما تمدي لياليها وسوف تردد الجماهير “نورت بقدومك الدار ياغالي واسفرت من عقب ما عاد غائبها.

7