برشلونة يحتاج ميسي أكثر من أي وقت

ميسيفي 1099، كما تقول الأسطورة، قرر الجيش المسيحي الذي كان يحاصرفالنسيا أن يضع جثمان المحارب والبطل الشهير “السيد” على ظهر جواده قبل مهاجمة المدينة من أجل إثارة الفزع في قلب البربر، وأثمرت الخدعة حيث أذارت الذعر والفزع في قلوب البربر.

ولكن هل تثمر الخدعة والحيلة المشابهة من برشلونة غدا الأربعاء عندما يستضيف فريق بايرن ميونيخ الألماني في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا؟يعاني الأرجنتيني ليونيل ميسي منذ نحو شهر من إصابة عضلية وإن عاد في الأسبوع الماضي للمشاركة مع الفريق في المباريات. ورغم هذا فإن مجرد وجود ميسي مع برشلونة سيسبب بالتأكيد القلق لبايرن ويمنح الفريق الكتالوني الأمل في الرد القوي على الهزيمة الثقيلة والمهينة 0-4 التي تعرض لها في مباراة الذهاب يوم الثلاثاء الماضي.

ومنذ انضمام البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد في 2009 قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي في صفقة حطمت الرقم القياسي العالمي للمقابل المالي لصفقات انتقال اللاعبين، دأبت وسائل الإعلام في برشلونة على اتهام الريال بأنه “فريق النجم الأوحد” وأنه يعتمد بشكل أساسي على أهداف رونالدو وأنه لا يمتلك فريقا متكاملا ونظاما مثل برشلونة.

ورغم هذا، أكدت الفترة الماضية أن برشلونة ليس سوى فريق يعتمد بشكل أساسي على ميسي مثلما يعتمد الريال على رونالدو إن لم يكن بشكل أكبر من الريال. ومع كل الحديث الدائر عن برشلونة “أعظم فريق في التاريخ” وأسلوب التمريرات القصيرة المتقنة التي يصعب على أي فريق أن ينافسه أو ينازعه فيه، اعتمد برشلونة على ميسي كثيرا في الهجوم منذ أن أصبح اللاعب أساسيا بشكل منتظم في تشكيلة الفريق منذ عام 2005 عندما كان في الثامنة عشر من عمره.

وأحرز ميسي حتى الآن 311 هدفا كما فاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في كل من الأعوام الأربعة الماضية على التوالي وقاد برشلونة للفوز بثلاثة ألقاب في دوري الأبطال وأربعة ألقاب في الدوري الأسباني. والآن، يبدو برشلونة أكثر اعتمادا على ميسي بشكل يفوق أي وقت آخر.

وذكرت إذاعة “راك1” الكتالونية يوم الثلاثاء “الجميع يعلمون أن العودة أمام بايرن تبدو مستحيلة تماما بدون أداء حماسي ومبهر من ميسي. بدون ميسي، لا يستطيع التقدم في البطولة”. وكان من بين العناوين التي ذمرتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الأسبانية الرياضية “ليو (ميسي) يمنحنا الأمل”. ويحتفل ميسي بعيد ميلاده السادس والعشرين في يونيو/ حزيران.

وكالمعتاد، يتصدر ميسي قائمة هدافي الفريق في كل البطولات هذا الموسم. وأصبحت أهمية ميسي بالنسبة للفريق أكبر وأعظم حاليا من أي وقت سابق في ظل تراجع مستوى باقي مهاجمي الفريق وهم ديفيد فيا وأليكسيس سانشيز وبدرو رودريجيز. وظهر هذا “الاعتماد التام على ميسي” في أداء الفريق بدوري الأبطال خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وسجل ميسي أول هدفين للفريق في مرمى ميلان الإيطالي خلال مباراة الإياب بدور الستة عشر للبطولة والتي انتهت لصالح برشلونة 4-0 بعدما فاز ميلان 2-0 على ملعبه ذهابا. وفي دور الثمانية للبطولة، سجل ميسي الهدف الأول في مباراة الذهاب التي تعادل فيها برشلونة 2-2 مع مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي ليضمن التأهل للمربع الذهبي بعد التعادل 1-1 إيابا في برشلونة.

ورغم هذا، تعرض ميسي للإصابة في مباراة الذهاب بباريس وكان مقررا أن يغيب عن الملاعب تماما لمدة ثلاثة أسابيع. وحاول برشلونة الإطاحة بسان جيرمان من البطولة دون الدفع بميسي في لقاء الغياب ببرشلونة ولكن الفريق ظل متأخرا بهدف أمام ضيفه الفرنسي حتى قبل 25 دقيقة فقط من انتهاء المباراة. ولم يجد تيتو فيلانوفا المدير الفني للفريق بدا من الدفع بميسي الذي لم يكن لائقا من الناحية البدنية ولكنه نجح بنصف سرعته المعهودة ولياقته المعتادة في اختراق دفاع سان جيرمان للمرة الأولى في هذه المباراة ومرر الكرة لزميله بدرو الذي سجل نها هدف التعادل الذي صعد بالفريق إلى المربع الذهبي.

ولم يلعب ميسي الدور المنتظر منه في لقاء الذهاب أمام بايرن يوم الثلاثاء الماضي ولكنه نجح في قلب نتيجة المباراة أمام أتلتيك بلباو في الدوري الأسباني أمس الأول حيث كان برشلونة متأخرا 0-1 حتى لعب ميسي في الدقيقة 59 رغم عدم جاهزيته التامة للمشاركة. وبعد دقائق قليلة من نزوله، سجل ميسي هدف التعادل بمهارة فائقة ثم صنع هدف التقدم لزميله أليكسيس قبل أن ينجح بلباو في تحقيق التعادل 2-2 مع نهاية المباراة.

وأوضحت صحيفة “سبورت” الأسبانية الرياضية أنه لو نجح برشلونة في تحقيق الفوز أو التعادل ذهابا في ميونيخ لربما لم يكن ميسي سيجلس على مقاعد البدلاء حتى في لقاء الإياب ببرشلونة. ورغم هذا، جاءت الهزيمة القاسية لبرشلونة ذهابا لتجعل مشاركة ميسي أمرا ضروريا منذ البداية في لقاء الغد على طريقة جثمان المحارب “السيد” على بوابات فالنسيا.

7