تحدثت السائقة السعودية ريما الجفالي عن سعادتها بعدما سجلت أفضل مركز لها على الإطلاق في بطولة الفورمولا 3 البريطانية، حيث تمكنت السائقة المولودة في مدينة جدة السعودية من تحقيق المركز الرابع في السباق الثالث على حلبة سيلفرستون.
وبعد الانطلاق من مقدمة خط البداية، استطاعت السائقة البالغة من العمر 29 سنة والتي تسابق ضمن فريق دوغلاس موتورسبورت، أن تقدم عرضاً قوياً في السباق الذي شهد تراجعها إلى المركز الثالث في المراحل الأولى قبل أن تتراجع مرة أخرى إلى المركز الرابع. ورغم توقف السباق مؤقتاً ودخول سيارة السلامة، فقد حافظت الجفالي على تركيزها عند الانطلاق من جديد، وأظهرت إمكاناتها في السباق، وحافظت على موقعها حتى بلوغ خط النهاية.
وتعتبر النتيجة التي حققتها ريما في هذا السباق الأفضل بالنسبة لها حتى الآن في موسمها الأول في البطولة، حيث تمكنت من تقديم الأداء الأفضل واستطاعت إبراز مهاراتها في القيادة خلال السباق الأخير من المرحلة الثانية.
وفي تعليق لها، قالت الجفالي: “كنت في غاية السعادة. في بداية السباق، عندما فقدت مركز الصدارة، قلت لنفسي إنها ليست النهاية. وبمجرد حدوث أي شيء إيجابي، كنت أستخدم ذلك للاندفاع من جديد نحو الأمام واللحاق بالسائقين أمامي، وهذا ما جعلني قادرة على المنافسة وأبقاني على أهبة الاستعداد.
“كان من الجيد حقاً أن أنهي السباق وأنا أحتل المركز الرابع، وأن أبتعد عن السائقين من ورائي الذين لم يتمكنوا من اللحاق بي. وعند عبور خط النهاية، كانت دموع الفرح في عينيّ وشعرت بالراحة، وكنت في غاية الحماس.
“لقد قدم الفريق بأكمله دعماً كبيراً، وكنا مثل عائلة وكنا عائلة منذ بداية الاختبارات. وعندما مررنا ببعض اللحظات الصعبة كنا معاً، وتشاركنا اللحظات الجيدة أيضاً”.
ويعتبر إحراز المركز الرابع مثيراً للإعجاب، وخاصة أن الجفالي قد تعرضت للعقوبة خلال المرحلة التأهيلية لعدم التزامها بقواعد حدود المسار في سيلفرستون، والتي تختلف عن الحلبات الأخرى في البطولة. ورغم هذا الأمر، فقد ساهم ذلك في تحفيزها كما تقول: “رغم أن دوراتي كانت سريعة وتنافسية، فلم تحسب أزمنتها، وبالتالي كانت دورات الإحماء هي التي احتسبت فقط. لم يؤثر هذا على ثقتي، وإنما منحني الثقة من أجل المضي قدماً في السباقات.
“أعتقد أن هذا الحدث أظهر حقاً أنه يمكنني تحويل يوم سيء إلى يوم جيد والاستفادة من كل ما كنت أتعلمه، ووضعه على المسار الصحيح، وتقديم الأداء الذي أعلم أنني قادرة عليه. لقد تمكنت من جمع هذه الأشياء معاً لتأتي بعد ذلك بالطريقة الصحيحة. آمل أن أفعل ذلك في السباق التالي والسباق الذي يليه. كنت أعرف ما يجب أن أفعله، وعملت على تنفيذ المهمة بطريقتي الخاصة. كان من الواضح على مسار السباق أنه ما قدمته كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به”.
تستعد السائقة السعودية للجلوس خلف المقود مرة أخرى في المرحلة التالية من بطولة الفورمولا 3 البريطانية يومي 10 و11 يوليو. كما أنها تؤكد على أن الأداء الذي قدمته على حلبة سيلفرستون سيمنحها الكثير من الثقة خلال المشاركة في المنافسات في حلبة دونينجتون بارك.
تقول الجفالي: “لقد أمضيت كل هذا الوقت على مدار العامين الماضيين، وأنا أبذل جهدي وأحاول من أجل الاستفادة وتقديم كل ما بوسعي، وهذه اللحظات هي ما يميز الشخص ويمنحه ما يحتاج إليه من أجل الوصول إلى هذا المستوى من التناسق والسرعة. أعلم أنني أتمتع بما يلزم، ولكنني أحتاج إلى أن أحافظ على التركيز العالي طوال الوقت”.
“أنا مستعدة للانطلاق غداً، ومتحمسة لأنني أمتلك الثقة التي أحتاجها. الأمر الآن يتعلق فقط بتحقيق المهمة والاقتراب أكثر – سواء كان ذلك بضمان مكان بين المراكز العشرة الأولى، أو التأهل ضمن المراكز العشرة الأولى، ثم الوصول في النهاية إلى منصة التتويج بعد الانطلاق من الترتيب المعكوس، وهو أمر محتمل أيضاً. كل ذلك يقترب قليلاً ويصبح أكثر قابلية للتحقيق”.
كانت المرة الأولى التي تتنافس فيها الجفالي على حلبة سيلفرستون، وهي تؤكد بأن القيادة على المسار العالمي يمثل تجربة تعليمية رائعة منحتها الكثير من الخبرة: “كان الأمر أفضل مما كنت أتوقع. كان الأمر صعباً في بعض الأحيان، ولكن المسار يتطلب الكثير من الجهد البدني. هناك الكثير من المناطق التي يمكنك التجاوز فيها وهي تضع القيادة في منظورها الصحيح. إنها حلبة ديناميكية للغاية، مع لحظات كانت القيادة فيها عالية السرعة وأخرى منخفضة السرعة. لقد تعلمت الكثير، كما أن تزامن هذه التجربة مع مشاهدة أول سباق في الفورمولا 1 بالنسبة لي على هذه الحلبة الأسطورية والشهيرة، يمثل حدثاً رائعاً بالنسبة لي”.