ماجد عبدالله: محمد نور لاعب كبير.. وما يحدث في الكرة السعودية تأليف

ماجد عبدالله

أكد نجم المنتخب السعودي والنصر السابق ماجد عبدالله أن ما يحدث حالياً في الكرة السعودية «تأليف وليس تطويراً»، مؤكداً أن تطوير كرة القدم يتم في الميدان وليس عبر اللجان والمكاتب، مبدياً في الوقت نفسه انزعاجه من تفشي ظاهرة التعصب في الأوساط الرياضية وحرص البعض على مصالح أنديتها أكثر من مصالح المنتخبات الوطنية.

وقال ماجد عبدالله في حواره مع صحيفة «الشرق»: التعصب عندنا أصبح مثل سباق التتابع، فهناك فئة تغرس التعصب في الأجيال القادمة، ولن ينصلح الحال إلا بتغيير كثير من المفاهيم «مشدداً على ضرورة دعم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم والصبر على ما يقدمه من عمل وعدم استعجال النتائج».

وسخر ماجد من حملات التشكيك في صدارة فريق الفتح لدوري زين للمحترفين وفوزه باللقب، مشيراً إلى أن الفتح تصدر الدوري بجدارة وليس لضعف المسابقة كما يروج البعض، مستشهداً بفوزه على الهلال صاحب المركز الثاني «رايح جاي»، مؤكداً أن النموذجي أثبت وبالدليل القاطع أن المال وحده لا يحقق الإنجازات والبطولات.

وتطرق ماجد إلى أزمة اللاعب محمد نور، كما تحدث وبصراحته المعهودة عن مستوى النصر في الموسم الحالي، وغيرها من المواضيع.. فإلى التفاصيل..

ما رأيك في خطوات تطور الكرة السعودية؟

– تطوير كرة القدم يتم في الميدان وليس عبر اللجان أو المكاتب، فالكرة تحتاج إلى جهاز فني خبير ولاعبين يتمتعون بروح المنافسة، خصوصاً في المنتخبات الوطنية، ومع الأسف ما يحصل حالياً في الكرة السعودية تأليف وليس تطويراً، والملاحظ الآن أنه أصبح من السهولة استدعاء أي لاعب لتشكيلة المنتخب لأنه برز في مباراة أو مباراتين مع فريقه، وهذا خطأ كبير، ويفترض أن يضع اللاعب تحت المجهر لعام أو عامين، ومن ثم ينضم للمنتخب ليعرف أن اللعب الدولي ليس بالسهولة ويحتاج إلى جهد كبير، وفي السابق كان الوضع مختلفاً، ورغم أن الجميع كان واثقاً من وجودي ضمن تشكيلة الأخضر إلا أنني كنت انتظر سماع اسمي، وأتلهف للمشاركة مع المنتخب لأنه كانت توجد أجهزة فنية على دراية كاملة وتبحث عن اللاعبين الجاهزين والمفيدين ولا تعمل كما يحدث حالياً من البحث عن لاعبين لإعدادهم وتهيئتهم عن طريق المنتخب.

الآن أصبح اللاعب يشعر بأن وصوله إلى المنتخب سهل جداً، وربما يأتي يوم إذا لم يتم استدعاؤه ربما ينزعج لأنه يشعر بأن الانضمام للأخضر سهل وبإمكانه الانضمام له في أي وقت.

كأنك تلمّح إلى استياء عدد كبير من اللاعبين بسبب عدم ضمهم لقائمة الأخضر، ومنهم حارس مرمى فريق النصر عبدالله العنزي؟

– عبدالله العنزي ليس أفضل حارس مرمى، لكنه يعد ضمن الحراس الجيدين، ومشكلة العنزي أنه يصد كرات صعبة جداً، غير أنه تلج مرماه أهداف سهلة، وهذا أمر غريب لا بد أن ينتبه إليه، ويعمل على تطوير مستواه في المستقبل.

بصراحة هل أنت راضٍ عن أوضاع الكرة السعودية حالياً؟

– مع الأسف التعصب وصل لمرحلة خطيرة، وأصبح متأصلاً في البعض. والتعصب عندنا مثل سباق التتابع، حيث يقوم كل لاعب بتسليم العصا لزميله، فهناك فئة تغرس التعصب للأجيال القادمة، ويهمها مصلحة ناديها أكثر من مصلحة المنتخبات السعودية، وما أتمناه تغيير كثير من المفاهيم والصبر على رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، وعدم استعجال النتائج، وترك التعصب للأندية، والبحث عن مصالح المنتخبات الوطنية.

ما سبب ابتعادك عن الأوساط الرياضية في الوقت الحالي؟

– مَنْ قال ذلك؟.. لم ابتعد عن الأوساط الرياضية وأنا موجود في المجال التحليلي الذي أجد نفسي فيه، وكنت محللاً في دورة كأس الخليج الحادية والعشرين في البحرين، وسبق أن عملت محللاً لمدة سنتين في القناة الرياضية السعودية، وقبلها خمس سنوات في قنوات «إي آر تي»، وحالياً أنا في الراحة، وربما أطل على المشاهدين قريباً عبر إحدى القنوات الرياضية.

يتساءل جمهورك عن إمكانية عودتك إلى القناة الرياضية السعودية؟

– الدوري السعودي سيتم نقله عبر القناة الرياضية عن طريق شركات عالمية في الموسم المقبل، وهذه الشركات هي مَنْ تختار المحللين، ومتى ما طُلب مني أن أكون ضمن محللي القناة الرياضية أو غيرها سيكون لكل حادثة حديث، وعموماً ليس بيني وبين القنوات الرياضية السعودية إلا كل خير، وقبل أسبوع كنت ضيفاً عبر القناة الأولى

وما سبب غيابك عن مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت؟

– لن أنشئ أي حساب في مواقع التواصل الاجتماعي سواء في «فيس بوك» أو «تويتر»، وهذا الأمر مستحيل والأسباب احتفظ بها لنفسي، ولن أزيد أكثر من ذلك؟

وما آخر تطورات شريط أهدافك لدخول موسوعة جينيس؟

– لا أريد الحديث عن هذا الموضوع في الوقت الحالي، وهذا الأمر لم أفكر فيه، بل كان بمبادرة من شخص احترمه كثيراً، وما يشغلني حالياً تأمين جميع المباريات لأن القائمين على أمر موسوعة جينيس سيطلبون المباريات كاملة حسب مواصفاتهم العالمية، وابحث الآن عن مباراتين فيهما هدفان حتى يكتمل الشريط، وإذا لم أحصل عليهما سأكتفي بمعلق المباراة حسب إفادات مسؤولي الموسوعة، وطالما كان الحديث عن أهدافي، هناك نقطة أود توضيحها للجميع، وهي أن هدفي الأول في الدقيقة الأولى عبر اليوتيوب ضد الهلال غير صحيح، فهدفي الأول وفي الدقيقة الأولى كان في شباك القادسية.

ما تعليقك على ما حدث للاعب محمد نور؟

– في البداية لا بد أن ننظر للجانب الإيجابي والاجتماعي للاعب، ومع الأسف الإعلام دائماً يبحث عن أداء اللاعب وما يقدمه في المباريات، وبالنسبة للاعب محمد نور له جانب إنساني مضيء جداً لا يركز عليه الإعلام، فهو رجل خير، وما حدث بينه وبين إدارة الاتحاد لا أعلم عنه شيئاً لذا لن أخوض في تفاصيله، وأعتقد أن هناك أمراً كبيراً حصل بين الطرفين وتسبب في الفجوة الكبيرة التي تسببت في رحيل اللاعب عن النادي، وعموماً نور له ثقل كبير على مستوى الاتحاد والمنتخب، والجمهور الاتحادي يعده رمزاً، ولكن من وجهة نظري أن كرة القدم أحد عشر لاعباً، ولا يمكن لنور أن يصل بفريقه إلى منصات التتويج لوحده لأن الكرة لعبة جماعية، ومع الأسف الاتحاديون وصلوا لدرجة أن نور هو مَنْ يحقق الفوز، فإذا لعب فاز الفريق، وإذا لم يلعب خسر، وهذا خطأ كبير، وفي اعتقادي أن تراجع مستوى نور في الفترة الأخيرة يتحمل مسؤوليته المدربون الذين أشرفوا على فريق الاتحاد لأنهم لا يلعّبون نور في مركزه الأساسي في المحور.

برأيك ما سر تفوق نور مع ناديه وتراجعه عند انضمامه للمنتخب؟

– محمد نور لاعب كبير ويملك البنية والمهارة، لكن مشكلته الأساسية أنه عند انضمامه للمنتخب يشعر بضغوط نفسية ويظن أنه لاعب غير مرغوب فيه، كما أن عدم لعبه في مركزه الأساسي تسبب وبدرجة كبيرة في تدني مستواه.

هل ترى أن نور سيكون مفيداً للنصر؟

– محمد نور لاعب مفيد لأي فريق، و سيكون مكسباً كبيراً، وتراجع مستوى نور في الفترة الحالية يعود في المقام الأول إلى هبوط مستوى الفريق الاتحادي، وعموماً نور يعشق كرة القدم ولديه كثير ليقدمه، وفي النصر لن يهبط مستواه كما يعتقد البعض، والدليل على ذلك حسين عبدالغني الذي جاء إلى الفريق النصراوي من الأهلي، وأثبت جدارته وانسجامه مع زملائه اللاعبين.

ما تقييمك لمستوى الدوري هذا الموسم؟

– الدوري قوي، ونادي الفتح استحق الصدارة واللقب بالفكر وتوظيف اللاعبين حسب إمكاناتهم، وقبل ذلك كله الانسجام والتفاهم الكبيران بين الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، والجميع يلاحظ أن بعض لاعبي الفتح كانوا في أندية كبيرة، والآن أصبحوا لاعبين مهمين في الفريق لأن المدرب التونسي فتحي الجبال تعرف على إمكاناتهم ووظفها التوظيف الصحيح، وهنا تأتي نظرية كرة القدم وهي الفكر أولاً، والاستقرار ثانياً، والمال ثالثاً، وما حققه الفتح حالياً رد عملي لبعض الأندية التي تقدم المال قبل الفكر وتهمل الإستراتيجية، والملاحظ في مسيرة الفريق الفتحاوي هذا الموسم أنه حتى لو غاب عن تشكيلته لاعب لا يجد المدرب صعوبة في البديل، وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء سنجد أن الفريق ومنذ أن شارك في الدوري الممتاز ومستواه يتطور من عام إلى عام إلى أن وصل إلى ما وصل إليه حالياً.

لكن هناك مَنْ يقول إن الفتح توِّج بلقب الدوري لأن المسابقة ضعيفة؟

– مَنْ يقول إن الدوري ضعيف، ولهذا تصدر الفتح لا يفقه في عالم كرة القدم، وهذه مقولة الضعفاء الذين إذا لم يحصلوا على شيء يهمشون إنجازات الآخرين، والمثل يقول: «اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول»، فالفتح تصدر الدوري بجدارة واستحقاق ويكفي أنه فاز على الهلال وصيف الدوري «رايح جاي»، وأثبت الفتح أنه بالفكر وليس المال تتحقق البطولات، ومع الأسف أن هناك أندية تريد كل شيء، وعندما تفشل في ذلك تسعى إلى التقليل من إنجازات وشأن الآخرين.

وماذا عن الفريق النصراوي في الموسم الحالي؟

– مستوى النصر هذا الموسم تحسن كثيراً رغم الظروف التي مر بها وكادت تفقده المدافع عمر هوساوي، الذي وصل مرحلة التطفيش، وحسب وجهة نظري فإن هوساوي يعد مدافعاً مميزاً ولا أعرف إلى الآن سبب عدم اقتناع المدرب بقدراته الدفاعية، وما يحتاج إليه النصر حالياً هو قائد لخط الدفاع صاحب خبرة كبيرة، وبصراحة لن يتعدل مستوى الدفاع النصراوي إلا إذا جلب النادي مدافعاً متمكناً.

هناك مَنْ يقول إن سبب تدني مستوى النصر خسارته أمام الهلال في نهائي كأس ولي العهد؟

– هذا الكلام غير صحيح، وإذا نظرنا إلى خطوط الفريق نجد أن مستوى الهجوم على سبيل المثال تدنى بعد إصابة اللاعب أيوفي، فهذا اللاعب كان له دور كبير في خط المقدمة عمل فراغات تسهل مهمة محمد السهلاوي في الاختراق، وبعد إصابته افتقد السهلاوي هذه الميزة وهبط مستواه وأصبح الهجوم النصراوي ضعيفاً.

وما تقييمك لعمل المدرب كارينيو؟

– كارينيو اجتهد وحسن أداء الفريق، ولا أعرف كيف فعل ذلك هل بتركيزه على النواحي النفسية أم الفنية، ولا أستطيع الحكم عليه داخل الملعب لأنني لا أحضر التدريبات، لكنه مدرب جيد أفضل من المدرب السابق ماتورانا الذي اسميه بالمدرب البارد لأنه إذا سجل النصر هدفاً أو ولجت شباكه أهداف لا يحرك ساكناً، ويظل جالساً في مكانه، وكان يشرك لاعبين لا يؤدون مهامهم بالشكل المطلوب ما سبب إحباطاً كبيراً للاعبين جاهزين، والآن اختلف الوضع مع المدرب الحالي كارينيو.

لماذا كل هذا الابتعاد الطويل عن نادي النصر؟

– لم ابتعد عن نادي النصر، ومَنْ يروج لوجود مشكلات بيني وبين الأمير فيصل بن تركي لا يعلم شيئاً، ليست لدي أي مشكلة في النادي، وما أود قوله إن خلافي كان مع اللجنة الرباعية التي لم تؤخذ برأيي وبرحيلها انتهت المشكلة، ولا أذيع سراً إذا قلت إنه تربطني اتصالات شبه يومية مع الأمير فيصل بن تركي وليس هناك أي خلاف بيننا كما يشاع، فالاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية، وأنا ابن النصر وجاهز لخدمته في أي وقت متى ما طُلب مني ذلك، وأتابع حالياً جميع مباريات الفريق، والمجموعة الموجودة حالياً فيها الخير والبركة.

وأخيراً.. ماذا تقول؟

– أشكر جماهير النصر على دعمها ووقفتها مع الفريق، وهذا ليس مستغرباً منها، فهي عاشقة ومثال للجماهير المخلصة وعشقها تعدى الحدود، وأتمنى أن تبتعد عن الشائعات المغرضة وتقف مع النادي لأنه بيتهم وعليها ألا تنظر لمَنْ يترأس النادي أو مَنْ يلعب في صفوف الفريق، بل تواصل دعمها ومؤازرتها للكيان، ودعم مَنْ يديرون النادي.

 نقلاً عن الشرق

7