لاتعرف الإنسان أي إنسان إلا عند التعامل معه عن قرب، وفي وقت السفر خاصة تعرفه أكثر من أي وقت مضى. ففي السفر فوائد عديدة ومنها إمكانية الحكم الحقيقي على شخصية الآخر بدون زيف أوتحيز. وتظهر بطبيعة الحال حقيقة النفوس البشرية العظيمة، ومعادنها الثمينة. ففي رحلة جميلة إلى المدينة المنورة قبل عامين تقريباً تُوجَت بمقابلة سمو أمير المنطقة في مقر الإمارة وإهدائه كتاب العمادة الوحداوية نيابة عن المؤلف الأستاذ محمد غزالي يماني.. التقيت حينها بالكابتن القدير سلطان عيسى بن نصيب نجم الهلال السابق، والمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وبرفقته مجموعة من الرياضيين في المملكة ومن مختلف المدن وفي جميع المجالات الرياضية. وكان اللقاء الأول معه وبتنسيق مباشر مع عراب الرياضة في المدينة الخبير الرياضي المعروف الأستاذ علي بن عواد فودة. فحقيقة وجدت في شخصية الكابتن سلطان بن نصيب مصداقية كبيرة في طريقة التعامل مع الآخرين من خلال مواقف بعيدة عن التكلف والتصنع يتضح في ثناياها مدى جمالية هذا الإنسان النبيل، من التقدير والاحترام والمحبة، ومن الرقي في الأسلوب، وصدق الأحاسيس، وسمو المشاعر الفياضة.
ولم يَخِب ظني في هذا الكابتن المتميز من إبداء الحكم على شخصه الكريم إذ وَجَدت من زملائه اللاعبين أمثال الكابتن عبدالله فودة “العمدة” والكابتن فهد عبدالواحد “فهودي” وغيرهما كل الثناء والمودة والمحبة له. بل وجدته صاحب مواقف إنسانية خالدة من الوفاء، والعطاء، والعرفان مع لاعبين من الجيل الهلالي السابق أمثال الكابتن مرشد العتيبي حيث قام بزيارته في مقر سكنه في محافظة الأحساء وتكريمه، كذلك قام بزيارة الكابتن الكبير مبارك عبدالكريم _يرحمه الله _ وتكريمه في الدمام وبحضور عميد المدربين الوطنيين الكابتن خليل الزياني ولا يعلم الحاضرون ليلتها بحجم معاناته الصحية الحادة والمؤلمة، وإضافة وعبر المجموعة التي أسسها مسبقاً تحت مسمى “مجموعة الوفاء الهلالية” بمشاركة من المحبين الهلاليين لتحضير حفل تكريم في مقر نادي الضباط بمدينة الرياض لنجوم الهلال السابقين وهم الكباتن : “محمد عبدالهادي، بداح القحطاني، عبدالرحمن الفحيل، عبدالله العمار-شافاه الله- حسين البيشي” والذي تأجل إلى إشعار آخر بسببب جائحة كورونا. كما أن هناك المزيد من المبادرات التكريمية المستقبلية للنجوم القدامى.
إن المتأمل في مجهودات الكابتن المحبوب سلطان بن نصيب وهي من باب الوفاء والعرفان للآخرين يجد أن هذه المجهودات الاجتماعية المبذولة من المفترض أن تكون بمثابة الدافع الرئيس لكل لاعب محب وقادر على تفقد أحوال زملائه القدامى في أنديتهم خاصة ممن لديهم صعوبات اجتماعية، أوصحية، أومادية، وغيرها تتطلب الوقوف بقوة؛ لتجاوزها وإن كان بعض اللاعبين بادروا بها ولكنهم حتى الآن قلة للأسف..! يقول الأستاذ عبدالله العجيري مؤسس المتحف الأزرق الخاص بتاريخ نادي الهلال عن كابتنا الخلوق: (ساهم الكابتن سلطان بن نصيب في تحقيق العديد من الإنجازات مع نادي الهلال، ولعل أبرزها كاس الملك 1400هـ حيث شارك في تلك المباراة وهو لم يكن جاهزا وسجل هدفين. وشارك مع المنتخب السعودي الأول في عدد من البطولات الخليجية، والآسيوية ويعتبر سلطان من اللاعبين الأوفياء حيث قام بتأسيس مجموعة تكريمية وأسماها “مجموعة الوفاء الهلالية” وهي تُعنى بتكريم من خدم الكيان الأزرق. وبصراحة يعتبر من أصحاب الخلق الرفيع ولا يفرق بين صغير أو كبير في المعاملة. حقيقةً سلطان بن نصيب مدرسة في الأخلاق، والوفاء) وكيف لا يُعتبر الكابتن سلطان بن نصيب من أصحاب الخلق الرفيع وهو يعكس كل ذلك في تصرفاته، وتعاملاته الإنسانية الراقية مع الآخرين والناس شهود الله في أرضه. ومختصر الحديث نقول :” سلطان بن نصيب.. جمالية الإنسان “.