ليس من الممكن أن تاريخ نادي عريق في مدينة مزدهرة، وصاحبة مركز حضاري آنذاك، وازدادت في هذا العهد السعودي الزاهر تقدما، ونهضة تبعثر أوراقه العتيقة هكذا بكل سهولة، وبساطة. وليس من المقبول لدى أهل مكة الأوفياء أن يأتي ناديهم دون صدارة التاريخ. التاريخ مكة المكرمة، وحروفه الرياضية نادي الوحدة. فبحسن نية من مسيري النادي كتب تاريخ التأسيس حينها. والقصة ياسادة لمن لايدرك كامل تفاصيلها فباجتهاد من رجل دولة بحجم قامة الأستاذ عبدالله عريف أمين العاصمة المقدسة الأسبق _يرحمه الله تعالى _ وهو رئيس لنادي الوحدة في الوقت نفسه فقد كان صاحب رؤية ثاقبة لايدركها بطبيعة الحال الآخرون بنيت على أسس منطقية، وفنية، وخضعت لإمكانيات مادية حقيقية، وليس لإمكانيات ضعيفة لاتحمل في الواقع أي مقومات ملموسة، ومشاهدة بأن تأسيس النادي أي نادي سعودي لا بد من وجود المقر، ومجلس الإدارة، وميزانية، ومدرب، ولاعبين فكان عام 1366هو عام توافر هذه العناصر ولذلك اقترح تأسيس نادي الوحدة في هذا العام تحديدا. وهي رؤية تدل على المصداقية، والمنطقية، والموضوعية. وفي نفس الوقت لاتلغي المعلومات التاريخية المتوارثة لدى المحبين عن بدايات ناديهم.
وفي المقابل استغل الطرف الآخر للأسف ثقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب _آنذاك _بعد مطالبتها للأندية إرسال تاريخ تأسيسها فكان التاريخ الحالي المزعوم لنادي الاتحاد المبنى على تخيلات. وهو ما مايشكك في هذه العمادة غير المستحقة. فلا يعقل أن هذه العمادة تصبح معتمدة فقط لمجرد إرسال برقية من النادي للرئاسة تكون هي بمثابة تاريخ حقيقي للنادي. فالمفترض أن هذا التاريخ، وتاريخ أى نادي رياضي يخضع لأدلة، ووثائق، وشهادات من رجال ثقات عاصروا الفترة الزمنية المحددة. فإذا كان شعار تأسيس النادي أتى بثلاث تواريخ مختلفة فأي ثقة تمنح بعد ذلك للعمادة المزعومة..؟ هذا غير الدلائل القوية على وجود نادي الاتحاد الرياضي الوطني في فترة زمنية قبل نادي الاتحاد العربي السعودي والذي اختصر لاحقا إلى نادي الاتحاد بعد زوال الأول. فما المانع الحقيقي الذي يحول دون الوقوف على حقيقة التاريخ الرياضي الوطني حتى الآن…!؟
وهنا نداء تاريخي صادق كله رجاء، وتفاؤل، وأمل موجه إلى مقام هيئة الرياضة السعودية؛ بمراجعة مجمل تفاصيل التاريخ الرياضي في المملكة العربية السعودية، وخاصة في إعطاء أفضلية العمادة لأول ناد بالمملكة. وهذا بالتأكيد بعد تقديم كل طرف من الأطراف مايثبت فعلا هذه الاستحقاقية، والأقدمية وليس لنادي الوحدة، أو لنادي الاتحاد فقط وإنما لجميع الأندية. وهي مسألة ليست بالمستحيلة أبدا. نعم هذه العملية التاريخية الهامة جدا تستحق بكل أمانة إلى مجهودات جبارة من المؤرخين، والباحثين، وممن يعتمدون على المنهج العلمي الدقيق من أساتذة الجامعات، إضافة لبعض الإعلاميين الرياضيين. ومما لاشك فيه بأن الهيئة العامة للرياضة هي المرجعية الرسمية لكل تلك الأعمال، وهي بمثابة المظلة الآمنة لمعرفة نشأة الأندية السعودية، وبالتالي تأسيسها الفعلي. وأيضا من المهم ونحن بلد يمتلك إنجازات قارية، ودولية عبر أجيال رياضية مختلفة، ونمتلك أدوات تقنية حديثة يفترض منا كتابة التاريخ الحقيقي للأندية بلا شكوك، أو تأويلات. ولنطوي صفحة تاريخية رياضية خالية من التناقضات ياهيئتنا الموقرة.