عاشت كرة القدم السعودية عصرًا زاهيًا خلال العقدين الأخيرين من القرن الميلادي الماضي.. 20 عامًا مليئة بالأولويات وغنية بالبطولات.
وخلال الأيام العشر الأخيرة من العام 1996، هبطت طائرة أبطال آسيا في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وكان الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام السابق لرعاية الشباب، في طليعة المستقبلين.
بدأ أرفع مسؤول كروي في السعودية، بتهنئة كل لاعب من البعثة السعودية بالإنجاز الذي تحقق في أرض الإمارات، ثم توقف عند الحارس محمد الدعيع ليعيده إلى وعد بينهما قطعه الثاني للأول قبل 7 أعوام.
في الدورة الآسيوية الـ 11، تألق محمد الدعيع بصورة لافتة، في أول ظهور قاري بالنسبة له، وخرج بشباك نظيفة في 4 مباريات، كما أخفق أمامه 5 مسددين في ضربات الترجيح، 3 بينهم إيرانيين، إضافة إلى لاعبين إماراتيين.
أطلق الأمير سلطان بن فهد، رئيس الوفد، والمرافق الدائم لبعثة الأخضر في تلك البطولة الآسيوية، كل ما بداخله من الإعجاب لمحمد الدعيع، أثناء مصافحته بعد مباراة نصف النهائي أمام إيران.. أطبق يده اليمنى وهو يقول له: “أثبت أنك الحارس الأول في آسيا. أنت أسد الحراسة”.
خلال منتصف العام 1989، كان المنتخب السعودي للناشئين في أسكتلندا، يشارك في النسخة الثالثة من نهائيات كأس العالم تحت 17 عامًا، وبين أولئك اللاعبين الذين نجحوا في تحقيق أول بطولة عالمية للكرة السعودية، الحارس اليافع محمد الدعيع.
في غضون الفرحة السعودية الناشئة، طلب الأمير فيصل بن فهد من الحارس الصغير أن يحقق 3 ألقاب شخصية، أولهم الفوز بجائزة أفضل حارس في آسيا، مع جائزتي أفضل حارس في العرب وأفضل حارس في الخليج.
بعدها بـ 7 أعوام، في كأس آسيا 1996، لم يجد أصحاب القرار أفضل من محمد الدعيع لمنحه جائزة أفضل لاعب في البطولة القارية.. عاد الدعيع إلى الرياض ومعه كأسي البطولة وكأس أفضل حارس.
وخلال لقائه مع الأمير فيصل بن فهد داخل صالة القادمين في مطار العاصمة الرياض، بادر محمد الدعيع إلى المباركة بتحقيق لقب آسيا، لكن الأمير فيصل بن فهد، فاجأه بالعهد الذي بينهما “مبروك لك أنت أيضًا تحقيقك أفضل حارس في آسيا”.
يحمل محمد الدعيع ذكريات عديدة من بطولة كأس آسيا 1996 أبرزها لقاؤهم بخادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز.
يقول حارس آسيا الأول لموقع الاتحاد السعودي لكرة القدم عن ذلك اللقاء: “ألقى علينا أفضل العبارات التحفيزية”.
ويحفظ الدعيع أن خادم الحرمين الشريفين قال لهم: “لا أحد يحب وطنه أكثر منكم. أنتم تحملون راية التوحيد، وما دمتم 11 لاعبًا مقابل 11 آخرين، فأنتم قادرين على تحقيق كل ما هو متاح”.