لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تحقق كأس زايد للأندية الأبطال، كل هذا القدر من النجاح على كل الأصعدة الفنية والجماهيرية والإعلامية ومن قبلها النجاح التنظيمي في كافة الملاعب، وهو ما يؤكد بعد نظر معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، الذي راهن على نجاح هذه النسخة بعد أن وفر لها كل أسباب النجاح.
وحفلت المباريات الماضية المؤهلة إلى دور ربع النهائي بكل ألوان الإثارة والتشويق وكانت المفاجآت العنوان الأبرز لمعظم المواجهات، بعد أن أطاحت بنخبة من أبرز وأقوى الأندية العربية خاصة أن غالبية ضحايا دور الـ 16 كانوا مرشحين لمعانقة اللقب العربي الغالي، فودع الأهلي المصري بطل إفريقيا 8 مرات عندما تعادل مع الوصل الإماراتي في ملعب برج العرب بهدفين لكل منهما، وتكرر التعادل بينهما في زعبيل بهدف لكل منهما، ليودع الأهلي البطولة بعد أيام من خسارته اللقب الإفريقي، بينما واصل “الإمبراطور الوصلاوي” نجاحاته في البطولة بعد أن أخرج “عميد الكرة السعودية” فريق الاتحاد من دور الـ 32 ليصبح الفريق الوصلاوي ثاني فريق بعد الإتحاد السكنري الذي يصعد لدور الثمانية الكبار دون أن يتذوق طعم الفوز في أربع مباريات، كما ودع فريق الزمالك بطل إفريقيا 5 مرات على يد فريق الاتحاد السكندري ليكرر “سيد البلد” نجاحاته في البطولة بعد أن أقصى فريق الترجي التونسي “حامل اللقب” من دور الـ 32.
وودع فريق الوداد المغربي “حامل لقب بطولة إفريقيا 2017” بعد أن تعادل مع فريق النجم الساحلي التونسي بلا أهداف في الدار البيضاء، قبل أن يخسر بهدف في سوسة، وغادر “العالمي” فريق النصر السعودي هو الآخر المشهد العربي، بعد أن خسر ذهاباً وإياباً أمام فريق مولودية الجزائر، إذ شهدت مباراة الإياب جدلاً تحكيمياً واسعاً نظراً لإدارة الحكم الأردني أدهم المخادمة للمباراة برغم إيقافه محلياً.
بينما كان طريق “الزعيم” فريق الهلال سالكاً، بفوزه على فريق النفط العراق برباعية نظيفة ذهاباً وبهدفين دون رد في الإياب الأخير في أربيل، وبذلك يكون الهلال ومولودية الجزائر هما الفريقان الوحيدان اللذان كسبا ذهاباً وإياباً، فيما استثمر فريق الأهلي السعودي تقدمه بهدف على فريق وفاق سطيف الجزائري على ملعبه، وثم انتزع تعادلاً مستحقاً في لقاء الإياب بمدينة جدة بهدف لكلاهما، ليظفر ببطاقة التأهل لربع النهائي في مباراة كان بطلها الأول حارس فريق الأهلي محمد العويس.
وما أضاف مزيداً من الإثارة على تلك الجولة أن الأرض تخلت عن أصحابها في معظم المواجهات، فالنصر خسر على ملعبه أمام المولودية ذهاباً فأزداد موقف النصر تعقيداً في لقاء الإياب، وتعادل الأهلي المصري على ملعبه بشق الأنفس مع الوصل الإماراتي في لقاء الذهاب، فوجد نفسه في الموقف الصعب في دبي، ولم يكن التعادل بهدف كافياً لمرور “الشياطين الحمر” إلى ربع النهائي، وخذلت الأرض “وداد الأمة” ولم يتمكن من الفوز على النجم الساحلي، فدفع الثمن غالياً عندما خسر بهدف في سوسة، فوضع نقطة في آخر السطر لمشاركته في “كأس زايد”، واعتقد الزمالك أن فوزه بهدف على الاتحاد السكندري على ملعبه وبين جماهيره أن مبارة الإياب في القاهرة ستكون مجرد نزهة في الطريق إلى ربع النهائي، إذ به يسقط بهدف إيمانويل بناهيني قبل النهاية بدقائق معدودة، لتحال أوراق المباراة إلى ركلات الترجيح التي إنحازت لأبناء الاسكندرية وأدارت ظهرها للزمالك الذي لم يستثمر خروج غريمه التقليدي “الأهلي” من البطولة، وجاءت محصلة مواجهتي الزمالك والاتحاد لتؤكد صدق توقعات وليد صلاح الدين “مدير الكرة لفريق الاتحاد”، عندما سحب القرعة التي أوقعت الاتحاد السكندري في مواجهة الزمالك، وهنا لامته جماهير الاتحاد كثيراً، على إعتبار أن تلك المواجهة من الممكن ألا تكون في صالح الاتحاد على الإطلاق، لكنه رد بكلمة واحدة: (سنتأهل)..!
· أوراق عربية
– حتى تلك اللحظة وقبل آخر مبارتين في ربع النهائي، باتت الكرة السعودية الوحيدة المتواجدة في ربع النهائي بفريقين، هما الهلال والأهلي، بعد أن ودع الاتحاد من دور الـ 32 على يد الوصل، وخرج النصر أمام مولودية الجزائر.
– آخر مباراتين في ور الـ 16 الفرصة الأخيرة لتواجد الكرتين المغربية والسودانية في المواجهات الساخنة بدور الثمانية.
– محمد عبدالرحمن يوسف مهاجم المريخ السوداني، ما يزال يتصدر قائمة الهدافين برصيد 5 أهداف.
– حسناً فعل الاتحاد العربي لكرة القدم، عندما قرر إقامة مباريات دور الثمانية خلال شهري فبراير ومارس المقبلين، دعماً للمنتخبات العربية المشاركة في نهائيات أمم آسيا بالإمارات والتي تنتهي في الأول من فبراير القادم.
– تطبيق تقنية (VAR) إعتباراً من دور الثمانية سيوفر أقصى درجات العدالة بتخليص التحكيم من بعض الشوائب.
– فتح باب القيد أمام الأندية الصاعدة لربع النهائي من شأنه أن يثري البطولة في أدوارها الحاسمة.
– التغطية المتميزة لقناة أبوظبي الرياضية الناقل الحصري للبطولة (تقديماً وتعليقاً وتحليلاً) أحد أهم عوامل نجاح العرس العربي.
ويبقى السؤال، هل باحت البطولة بكل أسرارها حتى الآن؟
لا أظن ..!