تسْعى الأمَم و الشُّعوب جاهدة ًإلى تحقيق المبادئ السامية, و القيَم الفاضلة بين أبنائِها في كافة ميادين الحيَاة الدينية و العِلْمية و العمَلية و الصِّحية و الاجتماعية و غيرها, كي ينْشأ لديها أجيالٌ تبنِي لها حضَاراتٍ مُشرِقة ً و مشرفة ً. وتُعتبَر الرياضة إِحدى هذه الميادين التي خطَت خُطُواتٍ رائدة ً في هذا العَصر , فتعدَّدت أنواع الرياضات , و كثُرت الأندية و الجماهير , و اشتدَّ التنافس الرِّياضي بين الأندية , و من العجيب في كرَة القدَم أنه كُلَّما اشتد التنافس زادت المشاكل الرياضية المُختلفة كالتشجيع الخاطئ و التعصّب المرفوض من الوسَط الرياضي : كانوا رُؤساء و جماهير و لاعبِين أو حكَّامًا و كتَّابًا و محللِين, و الذي يأخذ أساليب مُتباينة ً في التشجيع الخاطئ لهذا الفريق أو ذاك , و الخُروج عن ضوابط الأدُب و القيَم و الأخلاق , و التلفّظ بالألفاظ السيئة , و الجُمَل الجارحة , أو التصريحَات غير التربوية أو الأخذ و الرَّد و النقد غير الهادف من المسؤُولين أو النقَّاد الرياضيين بالتشجيع من خلال وسائل الإعلام ,أو نزُول بعض الجماهير إلى المَلاعب . و تُعتبَر هذه الأشكال و الأساليب من التخلُّف الرياضي , و التشجيع غير الحضَاري الذي أثَّر على الرياضة عامَّة , و اللاعبين و الأندية خاصة , و هو صُورة ٌخاطئة ٌ للتشْجيع الرياضي, و إنَّ كُل فَرد ينتسِب إلى أي تخصُّص من مجالات الحيَاة المختلفة فإنه يمثل وطنه . واعلمْ ـ أخي الرياضي ـ أن الرياضة وسيلة ٌ تربوية ٌ , و هِوَاية ٌ جميلة ٌ تزوِّد الإنسان بالقيَم و الأخلاق , و تنمِّي رُوح التنافس المحمود بين الأندية والجماهير, و تزرَع بينهم رُوح المحبة والتعاون و التعارُف , و تلَبي رغَبات الرياضيين إذا استُخدمت الاستخدام الأمثل بالتشجيع السلِيم , و تشغَل الفراغ , و ليستْ تحقيقًا للبطولات , والدّرُوع و الكؤُوس و الميداليَّات . لذلك ينبغي على الجماهير أن تتقيَّد بالتشجيع الرياضي الصَّحيح , وأن تلَبِّي تلك الميُول الرياضية بالتشجيع الحضَاري , وأن تتحَلى بالأخلاق الفاضِلة , وأن تتَطبِّق هذه المبادئ بالسُّلوك , و تبتعِد عن التعصُّب الرياضي الممْقوت ,و التشجيع الخاطئ الذي ملأ القلوب بالكرَاهية , و غيَّر الطبائع والنفوس , فكانت نتائجه السيئة على الرِّياضة و الجماهير و الوطَن .
عبد العزيز السـَّلامـة / أوثال
الرِّياضَة فنٌّ و أَخلاق!