قال تعالى:(يَا أَيِّتُهَا النِّفْسُ الْمُطْمَئِنِّهُ ارْجِعِي إِلَى رَبكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنِّتِي)…الآية،إنّ موت الأم فاجعة لكل الأبناء وذلك لأن بفقدها يختل عمود الأسرة، الحمد لله على قضاء الله وقدره فهو الذي وهب وهو الذي أخذ، طول حياتي التي عشتها لم أتمنى شيئا غير أن تكون والدتي بجانبي فقد كانت تمنحني الحنان، والرّاحَة، والهَناء، والأمل وكل جميل في حياتي، كنت ملازماً لها خلال مراجعاتها الصّحّيّةُ فقد كان هناك موقفاً لن أنساه ففي يوم من الأيام كنت ذاهباً بها إلى عيادة الكلى وبعد أن إلتقينا بدكتوراها خرجنا وكانت برفقتنا الممرضة فقامت والدتي بالهمس بإذنها وطلبت منها قليل من الماء بمقابل مادي (علماً بأنها لا تتناوله إلا بكمية محددة)ولكن سرعان ما رددت لا لا لا أستطيع، رحلت وأخذت كل شي فلن أنساكِ إلا إذا توقف نبض قلبي،لم يجف لساني عن ترديد تلك الأدعية لكِ وأعلم جيداً أنكِ ستفرحين بها وسأظل أدعو لكِ دوماً ولن أنسى ملامحكِ الراسخة في فؤادي، من رحيلكِ أصبح الحزن رفيقي، وذكراك أصبحت كل دنيتي، فأنا معك ليلاً ونهاراً وحتى في خلوتي،إيماني بالله وباليوم الآخر سبب لصبري ولا يزال رحيلك فاجعةً أسكتت الألم داخلي ولا زالت دموعي تنهمر في كل يوم يأتي بدونك،اشتقت إلى إبتسامتكِ ودعواتكِ وأحاديثكِ التي لا تُمَلّ، وحتى سريرك الذي تصلين عليه وأيضاً مسبحتك التي تسبحين بها،كُلّيُّ يَقِينُ وبمشيئته أنني سألتقيكِ في جنّات الخلد،سأكتب كل شعري وقصيدي فيكِ وسأظل وفياً لكِ ولحنانكِ ما حييت، وسأتذكركِ ولن تفارقي ذاكرتي أبداً، فغيرك لن يغنيني عن حبك وعطفك وحنانك فبإذن الله أنكِ خالدة مخلدة في جنّات عدْن،وداعاً يا أطيب وأجمل وأروع وأصفى وأنقى قلب عرفته في حياتي …
قبل أن تتوقف بوصلة نبض قلمي عن كتابة المقال أدعو العزيز الحكيم أن يرحم أُمّي وينّور قبرها ويوسع مدخلها وأن يجعل الفردوس مقرها ومثواها وأن يتجاوز عنها وأن يغسلها بالماء والثلج والبرد ويثبتها عند السؤال …
دائماً أنتم مستمرون بفوائدكم المنتقاة وإلى مقال يجمعني بكم في صحيفة سبورت الالكترونية.
“إلى الفردوس أُمّيّ”