خسارة الأهلي من بنو قادس لم تكن متوقعة للمراقبين وأن كانت القاعدة تقول من يعطي داخل الملعب يستحق الإشادة، وحتى يكمل الإنصاف لابد إعطاء كل ذي حق حقه ،القادسية قدمت ليلة البارحة مستوى مغاير تميز بروح الأداء والانضباط والتكتيك المحكم، ولكن ما يحير الجميع تلك المزاجية المتقلبة الملازمة للاعبي للأهلي من جولة وأخرى وتفاوت وتذبذب المستويات. أيعقل ما شهدناه بأم أعيننا ما يفعله الأهلي في البطولة العربية من ثبات في المستوى ونشاهد ما يفعله في دوري محمد بن سلمان! فوز مستحق أمام المنافس النصر وهزيمة ثانية من القادسية الخارج من 6 خسائر متتالية، وهزيمة تاريخية من الاتفاق كانت بواقع الصدمة! هذه المزاجية ليست جديدة على الأهلي تعودنا عليها مِنْ سنين طويلة ، عدا موسم 2016 كانت غائبة المزاجية وحققوا عندها لقب الدوري الذي طال غيابه ثلاث عقود ونيف ، وحتى نكون منصفين لابد نوجه اللوم لإدارة النفيعي في صرف مكافآت الفوز للاعبين والتي تعد عامل سلب بدلاً من تحفيزهم فهناك من لا يقدر نعمة الأهلي حتى يخرج من بوابة قلعته الخضراء ، لماذا تصرف الإدارة مكافآت للاعبين يؤيدون واجبهم بِمَا أنهم مبرمين على عقود سارية المفعول ويتقاضوا رواتب ثابتة وأخذوا حقوقهم كاملة بدعم الإدارة ، وأجزم لو كان هناك شرط جزائي في العقد ينص على حسم مرتب اللاعب حالة تنازل المستوى لم رأينا هذا الانفلات الغير مبرر ، وبما أن الإدارة فتحت على نفسها هذا الباب لابد من إقرار مبدأ الثواب و العقاب ومحاسبة من يسحب رجوله داخل المستطيل الأخضر ، وجمعينا نعلم بأن المكافأة تصرف فقط وقت تحقيق البطولات وهناك لائحة داخلية معدة لكل نادي بِهَذَا الشأن، مزاجية النادي الأهلي جعلت جماهيره تفقد الثقة وجعلت اللاعبين متخوفين ، ويؤكد الأطباء من خلال دراسات وبحوث متقدمة بأن “المزاجية ” أخطر أمراض العصر الحديث نابع من الاضطراب النفسي و العصبي و تصنف من الأمراض المزمنة التي لا علاج لها ، أنتهى درس بنو قادس وقبله درس الاتفاق والتعاون وكل سنة يتلقى الأهلي الدروس ولَم يفيق من غفوته ولا يدع مزاجيته ولَم يحفظ دروسه ولَم يعي رئيس النادي النفيعي ورفاقه بأن الدوري يغلي فوق سطح صفيح ساخن واصبح التعادل بمثابة هزيمة فكيف من يخسر مباريات سهلة كانت في متناول الأيادي .
ومضة
إن قلت زانت خالف الوقت ظني
وإن قلت هانت عاجلتني بلاوي