بعد أُفولٍ امتدّ لعامٍ كبيسٍ ثقيل الرذم ؛ يبدو أنّ الربيع قد عاد باكراً هذا العام حتّى أنّهُ أطلّ برأسه من خلف أولى غيمات الشتاء الماطرة، أجل يا سادة اليوم يمكنني القول بأنّ فروسيّة قفز الحواجز في المملكة تستعد لارتداء حُلّتها البهيّةِ من جديد ؛ اليوم ياسادة أطلّ الربيع الفروسي من حيثُ لا نحتسب !
إنّ المحافل الدوليّة ليست أمراً غريباً على مياديننا في المملكة ، بل إنّ المملكة رائدةُالتميّز الفروسي في مثل هذه المناسبات التي تصير منذ أن تُسند إلينا عُرساً يثير الفضول حفيظةالفروسيين من حولنا لاستراق النظر إليه و محاكاته، واليوم إذ تستعد المملكة لاستضافة البطولة الدولية لقفز الحواجز (مهرجان الدرعية للفروسية) المقام ضمن الدوري العربي على ميادين مركز الدهامي؛ فإننا نستبشر بانطلاقةٍ فروسيةٍ يقف على تفاصيلها رئيس اتحاد الفروسية الأمير الفارس عبدالله بن فهد بن عبدالله تأتي بعد وعكةٍ ألمّت بنا جميعاً ، إلّا أنّ ما تركته تلك الوعكة من آثارٍ على جسدنا الفروسي يحتاج إلى جهدٍ كبير في إعادة تأهيل ما تضرر ، و لأنّهُ شرب فنجانها ذات يوم؛ فإنّ على عاتق رئيسنا تقع مسؤولية قيادة الكيان الفروسي باتجاه حل كل تلك الملفات التي بقيت عالقة في غياب إمرته .
و على الرغم من أننا نحمّل رئيسنا مسؤولية معالجة كل تلك الملفات الفروسية العالقة إلّا أنّه لا يحق لأحدٍ منّا أن يمارس حريّة التذمّر ثمّ يستلّ نفسه من هذه المسؤولية؛ فلا أحد معفي من كونه جزءً من الكيان الفروسي، و هذا يُحتّمُ على كلّ فردٍ منّا أن يبذل هو الآخر ما يستطيع في سبيل إعادة انتظام النبض في عروق فروسيّتنا حيثُ ننتمي ، فلا نحنُ -و إن شئنا- نُطيق التسكّع بعيداً عن ميادينها ، و لا هي تأذن لنا -و إن أبينا- بمغادرة انتمائنا لوقع حوافر الخيل فيها .
عودة الرئيس .. ربيعٌ بعد عامٍ كبيس!