لم يكن الفوز على منتخب اندونيسيا آخر طموحنا فهو منتخب يعد من اضعف منتخبات القارة. لكن تراجع مستوى الأخضر السعودي في الفترة الأخيرة جعلنا نهاب كل المنتخبات ونتوقع أي نتيجة رغم علمنا مسبقا بقوة المنافسات السعودية وامتلاكنا عناصر مؤثرة ومهارية وذات أداء عالي.
في كل مراحل تشخيص الحالة في السابق لم تضع يدنا على الجرح فكانت معظم أطروحات النقاد تتمحور حول التشكيلة واختيار لاعب دون آخر أو عدم ضم نجم معين وهكذا حتى وصلت للمدرب وللجهاز الإداري ولكل من له علاقة بالمنتخب ولا ننسى إن للميول دورا في بعض الآراء مما عقد المشكلة ، كما أن الجمهور العاطفي انساق خلف هذه المبررات مؤمن بها ومصدق لها ومدافع عنها في بعض الأحيان.
إن المشكلة التي عانى منها المنتخب في الفترة الماضية كانت تتركز في غياب روح اللاعبين وهو ما جعل المنتخب لا لون له ولا طعم ولا مستوى ولا نتائج.
وهذه المشكلة ليست بسبب العقود الضخمة كما تردد وليست بسبب الاختيار الفني ولا حتى خطة المدرب، فمنتخب مثل المملكة العربية السعودية هو من يصنع المدربين وبإمكان أي مدير فني النجاح معه فهو يملك كنز لا يفنى من النجوم واختيارات عريضة لوضع أفضل تشكيل لكل مواجهة تنتظر الصقور الخضر.
أما مشكلة الروح الغائبة والمفقودة من المنتخب فقد كانت آثارها سلبية حتى على الجمهور الذي تحدى المنتخب علنا وبالغ في نقده سيراً على نهج الإعلاميين وحملة القلم.
وتنوعت سياط النقد وقياس ردة فعل كل جمهور نادي على حدة فهناك من يعتقد أن جماهير ذلك النادي لا تتمنى فوز المنتخب لأنه لم يضم احد نجومه وآخرين يعتقدون أن خسارة المنتخب ستزيد من الحملة على الاتحاد السعودي الجديد وهكذا التفسيرات الغير منطقية.
كل هذه الأمور آن لها أن تتلاشى بعد أن نهض الأخضر وبات يفوز رسمياً ووديا ويقدم مستوى مقرون بالنتائج ويتوقد الحماس في لاعبيه الذين تجلوا في سماء آسيا
وحتى الفوز الأخير على الاندونيسيين له أهمية كبيرة لأنه يرسخ عودة الثقة في الأخضر ويبدد من أوهام المحبطين الذي يتحينون الفرصة للنيل من المنتخب انتصارا للميول. وهم الآن سيقللون من فوز المنتخب ويتندرون بتلك النتائج لكنهم سيوقدون ناراً لا تهدأ لو حدث العكس وخسرنا تلك المباراة.
بقي القول أن مشكلة الروح وإعادتها يتطلب عمل جبار يدخل ضمن المهمات الأساسية لإدارة المنتخب والاتحاد السعودي ككل وهم بلا شك اهتدوا إلى بداية طريق التغيير وقد لمست من تصريحات نجوم المنتخب حجم التغيير الايجابي الذي فجر طاقاتهم وأعاد لنا شيئاً من بريق الأخضر وأمجاده الذهبية.