أحياناً في الحياة تمرُّ على الإنسان فترة فرحٍ معينة، إما لأشياءٍ إيجابيةٍ تحدث في المجتمع بشكلٍ عامٍّ أو أشياءٍ جميلةٍ تحدث له على الصعيد الشخصي، وما هي إلا فترةٌ من الزمن حتى يشعر الإنسان بتحول الحال، هكذا هي الدنيا ليس لها حالٌ ثابت، لا فرحٌ دائم، ولا حزنٌ مستمر، متقلبةٌ بين حالةٍ وأخرى، لكن المزعج في الأمر أن يبقى الإنسان متمسكاً بفترةٍ معينةٍ وبكلّ طقوسها، معتقداً أن هذه الفترة لن تتكرر، ولن يحدث له أو للمجتمع فترةٌ أفضل منها، ويستمر على هذا الحال، وربما يغلق على نفسه كل الأبواب التي من الممكن أن تساعده على اكتشاف عالمٍ جديد، أو فترةٍ مميزةٍ من العمر هي بالتأكيد ستكون أفضل مما سبقها، هنا لا يمكن أن تتعامل مع هذا الشخص اليائس إلا بانتظار مرحلةٍ أخرى تفرض على هذا اليائس أن يتغير ويفكر بشكلٍ عمليٍّ أفضل.
مع جمهور النصر لا يمكن أن تكتب حرفاً واحداً عن المدرب الكرواتي “زوران” إلا وتجد مَن يهاجمك ويقلل من الفكرة التي تطرحها، رغم أن “زوران” لم يقدم للنصر كما قدم كارينيو من قبله، ولا أفهم سرّ تمسك بعض جماهير النصر بالفترة التي قضاها “زوران”، رغم أنه ترك الفريق في الفترة التي كان من المفترض أن يحترم فيها عقده ويكمله..!
“زوران” حضر للنصر وهو فريقٌ بطلٌ لديه نجومٌ يستطيعون كسب أي مباراة، ثم رحل ونجوم النصر مازالوا متواجدين، ولا يعني هذا أن نظلّ نتحسّر على زمن “زوران” مع كل فوزٍ يحققه نادي العين الإماراتي، خصوصاً وأن فريق العين لم يحقق حتى الآن أي بطولةٍ مع زوران، وتبقى النتائج الإيجابية مرهونةً بتحقيق البطولات، وإن لم تتحقق البطولات لا فائدة من تلك النتائج.
ما أريد أن أصل له هو أن “زوران” مدربٌ مثله مثل أي مدربٍ مرَّ في تاريخ النصر، وربما هو أقلهم؛ لأنه رحل ولم يترك على صعيد البطولات والإنجازات أي بصمةٍ تذكر، فلماذا لا يزال جمهور النصر يربط أي إخفاقٍ برحيل زوران..!؟
انسوا زوران..!