لا أحد يستطيع إنكار أهمية هذه الفكرة للاعب السعودي، ودورها في تطوير موهبته، وتعلمه طرقاً فنيةً جديدة، وحياةً احترافيةً مختلفةً عمّا يحدث في السعودية، فرغم صعوبة الأمر في البدايات إلا أن النتائج ستكون جيدةً في المستقبل، لا ضير من أن تبادر هيئة الرياضة بدعم هذه الفكرة، بل والتكفل بها في البداية حتى يصل اللاعب السعودي الموهوب إلى مبتغاه، فلن يعرفنا العالم في أوروبا تحديداً إلا حين نبدأ بخطوةٍ كهذه، وأنا على يقينٍ بأن المجموعة التي ذهبت إلى الدوري الإسباني سينجح بعضهم في لفت الانتباه، وتبدأ الأندية في أوروبا متابعة دورينا وكرتنا.
إن الخطوات السليمة والمدروسة ينتج عنها دائماً عملٌ مميز، وحين تحقق هذه الفكرة أهدافها سيعرف الوسط الرياضي -الذي كان غاضباً على مثل هذه الخطوة بحجة أن هذا الاحتراف سيضرّ بأنديتهم في المسابقات المحلية- أن التفكير العاطفي المُشبع بحب الأندية لن يمنحنا القدرة على التقدم إلى الأمام في عالم كرة القدم .
وأيّ سعوديٍّ وطنيٍّ سيفرح حين يسمع ويتابع لاعباً سعودياً في الدوري الإسباني أو الإنجليزي، كما يفعل النجم المصري محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، الذي يعتبر مفخرةً لكل العرب والمسلمين .
ونحن في السعودية مقتنعين تمام الاقتناع بوجود المواهب في السابق وفي الوقت الحاضر، وهذه المواهب لن تجد لها فرصةً في عالم كرة القدم الخارجي إلا بالاحتكاك والتعود على حياة اللاعب المحترف بشكلٍ حقيقي، أما في السعودية فنحن نطبق الاحتراف كقوانين فقط، لكن كممارسةٍ لا يحدث هذا أبداً، بدليل أن كثيراً من اللاعبين يتذمرون حين يعلمون بوجود تدريبٍ في الفترة الصباحية، وهذا الأمر سيمنعهم من السهر وممارسة طقوسٍ تقتل جزءاً كبيراً من طاقته .
إن وصولنا لهذه النقطة أمرٌ جيدٌ، والتفكير في الخطوات التي تتبع هذا الخطوة أمرٌ مهمٌّ، فيجب أن تغير الأندية سياساتها ولوائحها الداخلية مع اللاعب السعودي وتعيد تقويم حياته العملية بوضع البرامج المهمة التي تجعله يواصل العطاء والجهد.
الاحتراف في إسبانيا