رفقاً بالكلاسيكو يا مورينيو !
خالد الطلحة

خالد الطلحة

قبل شهرين من الآن ، غنت جماهير برشلونه بالكامب نو بإحدى مباريات الليغا “نحن نحبك يا مورينيو ” إبق يا مورينيو” كنايةً عن أنه المتسبب بتدهور نتائج المنافس التاريخي لهم بالدوري الإسباني ، ووجوده على رأس الجهاز الفني بالريال سيعزز من تدهوره أكثر ! ولم تدرك تلك الجماهير بأن القادم سيكون مرعباً لهم .

وفي عالم كرة القدم ، لا توجد مباراة أهم من الكلاسيكو ، فهي المباراة الوحيدة بالمعمورة التي تقسم عشاق كرة القدم الى نصفين حتى وإن لم ينتمي بعضهم لأي منهما ، ورغم كثرة لقاءات الريال والبارسا في الثلاث سنوات الفائتة ، لم يفقد هذا اللقاء قيمته وأهميته بل العكس ، إزداد حرص عشاق المستديرة على عدم تفويت حوارهما التنافسي.

وبالنظر لأهمية الكلاسيكو على مدار التاريخ، فمن الطبيعي أن يدخر المدربيين جهود لاعبيهم باللقاءات التي تسبق مباراتهما تفادياً للإصابات أو الإرهاق أو العقوبات ، و من غير الوارد بأن تكون مباراة ريال مدريد و برشلونة حقلاً لإراحة أي لاعب مهما يكن الإستحقاق التالي للفريقين بعدها إلا إذا كان جوزيه مورينيو هو من يتولى قيادة الفريق ، حيث لم ينسى لاعبي و عشاق برشلونه مافعله جوزيه مورينيو نهار السبت الماضي:
(أن تلعب أمام برشلونة في أفضل جيل لبرشلونة بفريق يفتقد سبعة لاعبين عن ذلك الفريق الذي هزمهم بثلاثية بالكامب نو قبل أربعة أيام و تكرر الفوز عليه أداءً و نتيجة)
يعتبر نجاحاً مذهلاً و تحقيقاً للمعادلة الصعبه التي ينشدها مورينيو و هي إراحة كريستيانو و خمسه من رفاقه بالإضافة للفوز و ترك مباراة للتاريخ و بالتالي إذلال برشلونه وجعله بموقف المشكك بإمكانياته بهذه الفترة الحرجة من الموسم.
مافعله مورينيو بتلك المباراة ينم عن قدرات هذا المدرب الخارقة والجريئة معاً ، لاننسى أن أكثر من لاعب بتشكيلة الفريق بتلك المباراة يعيشون فترات سيئة مثل بنزيمة وايسيان و كاكا ، و كذلك يعتبر الكلاسيكو جديد وكبير على لاعب ريال مدريد “B” موراتا .

و رغم أن المعادلة تحققت من جهة فإن جوزيه مورينيو يدرك بأن المعادلة الكاملة لم تتحقق بعد طالما أنه بإنتظار المواجهة المعقدة والشرسة أمام العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد بمسرح الاولدترافورد حيث يتوجب عليه الفوز أو التعادل بأكثر من هدف ليعبر لدور الثمانية .

و بالنظر لمستقبل مورينيو مع الريال ، يكثر الحديث عن تحوله نهاية الموسم لتشلسي أو باريس سان جيرمان وسط نفي المدرب الرحيل وإعلانه الإلتزام بعقده مع الريال لنهاية موسم 2016 ، ولكن المتابع لتاريخ “السبيشل ون” يعلم بأنه يعشق الصعوبات والتحديات الجديدة ، حيث أنه من المرجح في حال تحقيق الريال العاشرة (التتويج بدوري الأبطال الأوروبي) أن يترك الفريق بحثاً عن مغامرة وتحدي وضغوطات جديدة لا يستطيع أي نوع من المدربين تحملها ، أما إذا أخفق :
فـ سيكرر المحاولة الموسم القادم مع الريال بضغوط أكبر .

* كاريزما نادرة تميز ( جوزيه مورينيو ) بنمط شخصية غريبة الأطوار ، وبنفس الوقت ناجح بالتحديات وملفت للنظر بطقوسه ودهاليزه التي أصبحت حديث الجميع .
للتواصل عبر تويتر@KhalidAl_Talha

8