قد تكون الفائدة الأهم من بطولة الخليج المقامة حاليًا في الكويت بالنسبة لمنتخبنا هي اكتشاف مواهب جديدة، تفيد المنتخب في نهائيات كأس العالم في روسيا، وهذا أمرٌ إيجابيٌّ نتطلع أن نجني ثماره بعد البطولة، خصوصا وأن منتخبنا يضم وجوهًا شابة جديدة لم يسبق لها المشاركة حتى مع أنديتهم، وهم نتاج مشروع المواليد الذي تقوم على رعايته هيئة الرياضة، وسارعت في انطلاقه وأولته أهمية كبرى، بعدما لاحظت وجود نجومٍ مميزين من مواليد السعودية، واستفادت منهم دول أخرى بتجنيسهم والمشاركة معهم في منتخباتهم.
بطولة الخليج في هذه النسخة لا يهم أن نكون أبطالها بقدر ما يهم أن نخرج منها باكتشاف مواهب نراهن عليهم في المستقبل، فمن عادة بطولات الخليج إنتاج المواهب والنجوم الذين يكتسحون عالم كرة القدم، وتبقى بصماتهم إلى ما بعد اعتزالهم، وفي هذا الجانب أيضا الأمثلة كثيرة؛ لذلك يجب أن يعي المجتمع السعودي أن المشاركة في هذه البطولة ليست بهدف الحصول على كأس البطولة، وهذا يقودني إلى انتقاد تصريح «محيسن الجمعان» الذي أعلن فيه رغبتهم في المنافسة على كأس البطولة، فهذا بحدّ ذاته سيكون تأثيره على المنتخب سلبيًا، فالمنطق يقول: إن هذا المنتخب جديدٌ كليًا، ولم يسبق وأن اجتمع لاعبوه مع بعضهم، والوقت الذي اجتمعوا فيه ليس كافيًا لزرع التفاهم والانسجام بينهم؛ لذلك كان من المفترض أن يكون تصريحه مبنيًا على طموحٍ مع تفنيد الظروف المحيطة بهذا المنتخب، ويركز على أن هذه التجربة لمنح الفرصة لبعض اللاعبين حتى يظهروا ويقدموا أنفسهم للكرة السعودية كنجوم يستطيعون أن يقدموا لمنتخبنا في كأس العالم الشيء الكثير.
كم أتمنى أن تحظى الوجوه الشابة من المواليد المنضمين للمنتخب بالفرصة الأكبر في المشاركة، وإننا على يقين بأن هؤلاء سيظهر من بينهم مَن يكون النجم السوبر، كما أتمنى أن يكون التركيز على بعض اللاعبين ممن هم صغارٌ في السن والاعتماد عليهم، كما يحدث في الكرة الأوروبية التي نشاهد في دورياتهم نجومًا لم تصل أعمارهم إلى 17 و18 سنة، يشاركون مع أنديةٍ كبيرةٍ لها ثقلها في عالم كرة القدم.
zaidi161@