كِفَايَةً طَقْطَقَةٌ يَا مَجَّانِينَ الأَهْلِي

خسارة المتصدر من الوصيف قد تكون ليست غريبة على الجماهير الأهلاوية ألتي عادتاً ما تحضر بروح عالية خلف ناديها من كل جولة وتصدم بتلك المستويات المتواضعة التي يقدمها اللاعبين وأصبح المشجع الأهلاوي مشتت الذهن تنتابه الظنون و المخاوف وقلبه على يده حتى آخر صافرة من عمر المباراة ومن الطبيعي تحدث هذه المشاعر من العشاق ولكن هَذَا ليس محور حديثنا بقدر ما نتطرق لآفة دخيلة علينا تُسمى (الطقطقة) حاول مهندس الصّوت جاهداً في لقاء ملحمة الصدارة إخفاء صّوت جماهير الأهلي في لقاء الكلاسيكو عندما رددوا (العالميّة صعبة قوية) وهتفوا بأسم (اوراوا ) دون مرعاة لملايين المتابعين خلف الشاشات والذين يتابعوا بشغف دورينا المحلي و الذي يعد الأقوى عربياً ، وكان بالإمكان أفضل مما كان لو سيطرت رابطة الأهلي على المدرج قبل بدء المباراة ، والتركيز على تشجيع ناديهم وهو الأحق بالتشجيع والمؤازرة في مباراة ساخنة لا تقبل أنصاف الحلول ، ما فعلته جماهير الأهلي ليس كرهاً في النادي المنافس بقدر الخروج مِن الكبت النفسي ألذي خلفه لاعبون الأهلي فِي قلوبهم أثر المستويات المتذبذبة نتيجة تخبطات ليبروف ولاعبون منتهوا الصلاحية ، وكانت النتيجة ثلاث نقاط للوصيف مَع اغفال الحكم الصربي ضربتي جزاء للأهلي كانت كفيلة لتغير مسار المبارة أجمع عليها المحللون والنقاد والحكام، جماهير الأهلي إساءة الظن بالوصيف بعد خروجه الآسيوي سيكون منهاراً وحملاً وديع ، ولم يُدركوا خصمهم كلما تعرض لهزة عنيفة عاد أقوى ، وهُنا تظهر الروح والعزيمة والاصرار للأندية الكبيرة ألتي لا تتاثر بالعوامل الخارجية و لا تؤمن سِوى بلغة الأرقام و جمع البطولات ، مُشكلة (البعض) من الجماهير تجرفهم ( العواطف ) في التشجيع ويأخذهم الحماس الزائد وهذه المشكلة نتاج الشحن العصبي ألذي خلفته القنوات الرّياضيّة وإعلاميوا البسطات فنحن في عصر إحتراف وليس انجراف حتى تؤججوا الجماهير بما تلفظه بقايا ألسنتكم .

اتسأل جماهير الأهلي على وجه الخصوص ما الفائدة ألتي أجنيتموها من (الطقطقة) وقد أصبح المتصدر قاب قوسين من عرش الصدارة وبفارق نقاطي كبير في حالة عدم تعثره فيما تبقى من مؤجلات ومن المستفيد مِن إنتشار الفديوهات إلتي تخطت سُوَر الصين العظيم ، نهاية السيناريو والفيلم الطويل عاد الوصيف بعد كبوة الآسيوية بركاناً لا يرحم وعاد واثق الخطوة متبختراً بعدما تساهل الأهلي في اهدار نقاط الدوري وهذه حقيقية لا غبار عليها ويجب على جماهير الأهلي التكيف مع هَذِه الحقيقة حتى وأن كانت لا تعجبهم فلابد إعطاء كل ذي حق حقه وأن أختلفنا ،
الطقطقة لن تجلب للأهلي البطولات إذا مالم يعالج النادي مشاكله الداخلية ويقف على هبوط وتراجع مستوى اللاعبين ، فلدى رجال الأهلي طرق متعددة لتحسين الوضع الراهن إذا ما أرادوا ذلك، وإما الجماهير مسؤوليتها مؤازرة ناديها والوقوف في أحلك الظروف ، رسالتي هي للفئة الغالية لبعض الجماهير التي تحاول تخرج من عَباءة الإحباط وانتهجت الطقطقة سبيلاً للمتعة والترفيه وكانت نتائجها أكثر إيلاماً ، جماهير خط النار تذكروا أنتم مِن زرعتم جمال المدرجات واتصفتم بالرقي و العدال وتغنى بأهازيجكم المنافسون والجماهير العربية مِن المحيط للخليج وأصبحت فنونكم ماركة مسجلة يتغنى بها القاصي والداني، فلا تفسدوا جمال هيبتكم بما لم نعهده منكم وتذكروا عالم كرة القدم متقلب يوماً لكم ويَوْم عليكم فلا داع يتسلل لقلوبكم الخضراء ما ينغص أجواء أفراحكم و سّر إبتساماتكم البيضاء ، فهل وصلت الرسالة يا مجانين الأهلي .

وَمْضه
صَابُكَ اِلَلِي مِنْ زَمَانٍ, صابني
فِي معاليق الحشا جُرْحُهُ دَفِّيَنْ.
كّلما وَدَّعَتْ همٍ, زَارَنِي
مِنْ عَذَابِ الوَجْدِ بيّاح الكنينْك

14