الرمز أمر

أربعون عاماً من الوفاء والعطاء ترجل فارس الرياضة السعودية خالد بن عبدالله مودعاً الوسط الرياضي بعد مشوار حافل من الإنجازات الرياضية مع معشوقه النادي الأهلي الذي لعب في صفوفه (لاعباً ومشرفا ورئيساً وداعماً) ، علاقته بالأهلي لم تكن علاقة عادية إنما علاقة حب جنوني وصلت لحد الغرام يتأثر بكل ما يؤلمه ويفرح لفرحه ويحزن لأحزانه ، لم يتوانى يوماً في دعمه السخي المتواصل طوال مسيرته العطرة سواءً كان دعمه معنوية أو مادياً، ويراقب كل كبيرة وصغيرة ما يؤرق القلعة الملكية ، لم نسمع يوماً أو نرى تدخله في شؤون غيره لأن يحمل ما بين ضلوعه قلباً كبير ينبض عشقاً لأبناء وطنه بشكل عام ولجماهير الأهلي بشكل خاص ، لم تشعر يوماً الإدارات المتعاقبة على الأهلي والجماهير بالخوف على مستقبل الأهلي طوال الأربعون عاماً كان سموه راعيا للأهلي لآنه مصدرا للأمان بعد الله وقف مثل الجبال الشامخة والأمواج العاتية لا تسيرها المتغيرات وكان نداً لكل معضلة يواجها النادي الأهلي وجماهيره ، الأمير العاشق رحيله عن الوسط الرياضي صدمة للرياضة السعُودية وأن كانت وقعها على عشاق الأهلي مؤلمة وأكثر مرارة، كيف لا والأهلي خالد ، حتى في رحيله أبى آلا يطمئن على قلعته الخضراء بتسديد ما تبقى من متأخرات وديون حتى يكون الأهلي جاهزاً للتخصيص ولذا شعر بالأمان بعدما وضع قاعدة صلبة وأساسا متيناً لمن يتقدم لقيادة هذا الصرح الشامخ الذي يعد ركناً فاعلاً من أركان الرياضة السعُودية وداعم حقيقي للمنتخبات الوطنية ،لا أبالغ الرمز الأهلاوي ظاهرة فريدة في الرياضة السعُودية وحتى العربية وربما العالمية صمد محارباً وفياً لناديه طوال الأربعون عاماً، بينما البقية متحركون ويالها من معجزة أبهرت العالم بأسرة ، جماهير الأهلي لا يعتريكم الخوف والقلق برحيل خالد فهناك رجالات كثر في الأهلي غرس في قلبوهم الرمز خالد محبة الأهلي وسيكملون المسيرة على خطاء الرمز وتأكدوا تمام الثقة الأمير العاشق حتى لو أبتعد سيكون أكثر قرباً للأهلي وجماهيره وكما قال الشاعر بن عبود( كلما طال بعدنا زدتُ قرباً يجمع الحرف بيننا والخطابُ) ، ومن تكهن وأعتقد بأن رحيل الرمز نهاية الأهلي يغالط نفسه لان الملكي ليس ذاك النادي الذي يتأثر بسهولة وعشاقه مجانين في هواه سيبذلون كل ما في وسعهم ولن يسير الملكي وحيداً وخلفه عشاق أتوا من كل قرية ومدينة سطروا في نشيدهم (العهد والعشق والولاء والانتماء) وسيمضون عبر الزمن متكاتفين متضامنين ، رحل خالد من الوسط الرياضي ولكنه لم يرحل من قلوب محبيه وستردد جماهيره (الرمز أمر) حتى وان طال السفر وعذبات آلأيام ما تمدي لياليها.

 

 

8