في النصر سوء اختيار

قد يستغرب البعض من معلومة أن النصر تعاقد في ثماني سنوات مع 14 مدرباً، وقد يصل لنتيجة واحدة وهي: أن النصر ضحية، إما لسوء الاختيار أو لسماسرةٍ لا يهمهم في الأمر سوى نصيبهم من الكعكة.

إن موضوع المدربين في السعودية موضوعٌ شائكٌ وطويل، وقد نوقش كثيراً ولم نخلص لأي نتيجة، بل على العكس في كل موسم يظهر هذا الأمر ويتكرر، فالإقالات والاستقالات حكايةٌ طويلةٌ يرويها هذا الملف منذ زمن، وقد يعتقد البعض أن أمراً كهذا ليس مهماً، وليس له تأثير على مسيرة أي فريق، بل يرون أن التغيير هو حلٌّ مناسبٌ متى ما تردّت النتائج وأصبح الفريق يخسر مبارياتٍ متتالية، ربما هذا صحيح، لكن في النهاية هذا الأمر له ضرره على الفريق مادياً ونفسياً، وقد يكون سبباً مباشراً في خسارة موسمٍ كامل.

إن موضوع المدربين مع الأندية السعودية حلّه يتلخص في شيئين رئيسين، فحين يقرر أي نادٍ البحث عن مدرب، يجب أن يحدد خطته وأهدافه أولاً، أي إنه إذا كان الهدف هو المنافسة على البطولات فأنت تحتاج نوعيةً معينةً من المدربين، أما إذا كان الهدف تجهيز فريقٍ قويٍّ للمستقبل فهنا نحتاج لنوعيةٍ مختلفةٍ من المدربين، ولا يطالب منه أي نتائج ويكون هذا الأمر واضحاً للجمهور.

ففي الحالة الأولى يكون الأمر أكثر صعوبةً، فأنت كرئيس نادٍ أو لجنةٍ فنيةٍ مطالبٌ بإحضار مدربٍ كبيرٍ له بصمةٌ واضحةٌ في مجال التدريب ونتائجه مع الأندية أو المنتخبات التي دربها ممتازة، وتترك له حرية العمل على أن يقدم المدرب خطة عملٍ متكاملةٍ وفترة زمنية تظهر من خلالها النتائج ليبدأ حينها تقييم عمله.

أما في الحالة الثانية فالأمر مختلف، وهو أقل صعوبةً من الحالة الأولى، فالفريق ليس مطالباً بالبطولات، وبالتالي النتائج المنتظرة تحتاج لوقت طويل، وتظهر من خلال اكتشاف المواهب والتركيز على صقلهم وتقديمهم كنجوم للمستقبل، وتنتهي مهمة هذا المدرب بتجهيز فريق المستقبل، ومن ثم يأتي مدربٌ آخر يساعد هذا الفريق على تحقيق البطولات.

7