يتحير المفكرون الاداريون فيما إذا كان الفساد المالي أشد وطأة وأعظم خطرا على المنظمات وانتاجيتها من الفساد الإداري أو العكس، وقد يعتبر البعض أن الفساد المالي من الأسهل بمكان كشفه وملاحقته مقارنة بالفساد الاداري والذي قد يأتي في أصغر صوره على هيئة بسمة أو غمزة …!
فابتسامة رئيس لجنة حكام لحكم رغم خطئه الشنيع في مباراة حاسمة والتي استفاد منها “فريق كبير” على حساب “فريق صغير” هي فساد ، واشارة بمواصلة ثقافة “ظلم الصغير لعيون الكبير” .. !
وكذلك غمزة مسؤول نافذ لمسؤول قريب أو حبيب أو نسيب الى آخر البيب لتحوير قرار في لجنة أخرى بمعنى “مشي” هي كذلك فساد لايمكن حصره فقد ارتبط بالموروث والحداثة والحدود الجغرافية والديموغرافية ثم تجاوز بنجاح مرحلة النقد ووصل مع الأسف مرحلة “خارج السيطرة”.
مانراه حاليا في كرة القدم بداية برأس الهرم “الفيفا” وانتهاء بكل دوري وكل لجنة هو “فساد اداري خفي” تستفيد منه جهات وأشخاص ومنتخبات وفرق معينة، وتتضرر منه فرق مثلثة حاصرها ثالوث الجماهيرية، الاعلام، والقرارات اللجانية الهادمة…
حان الوقت لنشاهد كرة قدم نظيفة ومنافسة شريفة ينتصر فيها الضعيف قبل القوي، حان الوقت لايقاف “الكبار” عند حدهم ووضعهم تحت “القانون” وليس العكس..
في المقال القادم نتكلم عن “لماذا” … حتى أولئك المستفيدون من الفساد الرياضي “إن كان ثمة من” عليهم أن يقوموا بمحاربته حالا!
د. علي المكرمي