* قبل سنوات قليلة، كانت جماهير النصر تتضايق من الخسارة وتحلم بمستقبل أفضل. الآن لا تقبل الخسارة إلا إذا كانت قدراً لا مفرّ منه -كما في نهائي كأس ولي العهد-، بعد أن يؤدي اللاعبون كل ما في وسعهم من عطاء.
* هذه النقلة في طموحات جماهير الشمس، لم يكن لها أن تكون لولا وجود رجل ضحى بالكثير، وخاض من الحروب الكثير، لعل أكثرها شراسة مع محيطه القريب.
* إنه فيصل بن تركي الذي جاء إلى النصر وهو بقايا مجد، وإلى كونه شبحاً أقرب من كونه نادٍ، فقرر أن يعيده إلى ما كان عليه، من جديد.
* في الماضي البعيد، كانت الكلمة الفصل للنجوم، فكان النصر سيّد أسياد ذلك الزمان.
* عندما جاء الاحتراف أصبح المال سيّد الكلمة، فتراجع النصر، ولم يتوارى، وظل ينازل “إمبراطوريات”” المال، وسلاحه الأوحد تاريخ أبيض، وجماهير بقلوب بيضاء، ظلت على عهد وفاء يتجدد، بشكل أصاب المتابع بالدهشة والحيرة.
* كانت جماهيره تتابعه بحب وعشق وشفقة، تارة يغريها مدّه فتفرد أشرعتها وتبحر معه، وتارة تنحسر آمالها عندما يستكين إلى الجزر، فتلقي بأشرعتها على مراسي التعب في انتظار ريح طيبة تجري بها.
* كل واحد من جمهور الشمس لم تحدثه نفسه يوماً بشيء من هذا : (كثّر خير النصر أن ظل نداً لإمبراطوريات المال والإعلام و “اللوجستية الخفية” كل هذا الزمن)!
* اليوم، بوادر “نصر زمان” بدأت بشائرها تهلّ، حتى وإن خسر النصر كأس ولي العهد أمام الهلال، إلا أنه وضع أولى خطواته على طريق العودة، بوجود الرجل الذي زرع كثيراً، وأخطأ كثيراً، وأصاب كثيراً “فيصل بن تركي”، الذي آن له أن يحصد وجمهور النصر ما زرع!
* صبرتم كثيراً يا جماهير الشمس، وستنالون قريباً بعضاً مما تظنون أن “نصركم” جدير به. المستقبل القريب الآتي، كفيل بتحقيق بعض أمنياتكم، والبقية في الطريق.
من ديربي النهائي :
– في نهائي كأس ولي العهد تخلى الحظ عن النصر، وانحاز للهلال! كارينيو أخطأ في قراءة المباراة لأول مرة، وعبده عطيف خذله لأول مرة، ومحترفيه الأكثر خبرة، واحد تسبب في ركة جزاء، واثنان أضاعا ركلتي ترجيح! يا له من حظ!
– رئيس الهلال أقسم أنه كان واثقاً من تحقيق البطولة، وأنه كان موقناً بذلك! سيكون هذا مفهوماً لو أن فريقه فاز بنتيجة فارقة في الوقت الأصلي تعكس تفوقاً فنياً منحه هذا اليقين! لكن أن يستمر يقينه إلى ركلات الترجيح فهذا تأكيد على أن الحظ لا يخذل الهلال متى راهن عليه محبيه بيقين مطلق!
– أتفهم لغة الفرح الطاغية لدى الهلاليين التي قد تجعلهم يتجاوزون بعض الشيء، لكن ما لم أتفهمه ولم أفهمه أن تتحوّل دمعات طفل بريء عبّر بها عن حزنه لخسارة فريقه، إلى مادة دسمة للتندر!
– خارج النص :
سألني صديق بعيد الكرة: كيف “يورّط” النصر عشاقاً جدداً في حبه رغم أن كثيراً منهم لم يره بطلاً لأي من المسابقات الكبرى مذ وُلدوا؟! أجبته: أرى أنها رغبة من هؤلاء في التميّز بمخالفة “القطيع”! والقطيع هنا ثلة لا تفقه كثيراً في كرة القدم، وإذا سُئلت: أي نادٍ تشجع؟ تختار بلا تردد النادي المسيطر وقت السؤال! جماهير العالمي الجديدة دخلت المدرجات من بوابة “الهروب من القطيعية”..ربما!
ناصر المرشدي
كاتب وإعلامي
@NaserAlmarshdi